دائمًا ما تُساعد الحوارات البنَّاءة بين الطلبة والطالبات وبعضهم البعض على طرح أفق تفكير جديدة تُساعد كل منهم على الإطلاع على المزيد من العلم والمعرفة والأفكار إلى جانب التعرف أيضًا على الأخلاق الحميدة والسلوك القويم الذي يجب أن يتبعه كل شخص ، ونحن نجد الكثير من أنواع الحوار التي يتم إجراؤها بين الطلبة والطالبات ، حيث يوجد حوار عن الوطن وحوار عن سلبيات وإيجابيات التكنولوجيا وحوار عن الخير والشر والمزيد .
الفرق بين النجاح والفشل
يمكننا أن نصف النجاح على أنه كل شيء إيجابي يحدث في حياة الإسان ويُساعده على الانتقال إلى خطوة جديدة أكثر أهمية في حياته ، ولذلك فإن التفوق الدراسي أحد صور النجاح ، والتفوق في العمل هو أيضًا أحد صور النجاح فضلًا عن النجاح في تحقيق الأهداف والطموح والنجاح في الحياة الاجتماعية أيضًا جميعها من صور وألوان النجاح .
بينما الفشل يعني الاستسلام وعدم إجراء عدد المحاولات الكافية من أجل جعل الحياة أفضل وتحقيق الأهداف الإيجابية ، وبالتالي فإن الفشل لا ينم عن عدم وجود القدرة أو المهارة التي تؤهل الشخص إلى النجاح ؛ وإنما ينم عن عدم توافر الإرادة والرغبة في النجاح .
حوار عن النجاح والتفوق والفشل
دار حوار بين طالبتين في أحد المسرحيات المدرسية وكان الحوار قائمًا بين كل من النجاح والفشل ، حيث أن إحدى الطالبتين تُمثل النجاح والأخرى تُمثل الفشل ، وجاء الحوار كما يلي :
-النجاح : أنا سر تحقيق السعادة الحقيقية للإنسان .
-الفشل : أنت مخطئ ، النجاح ليس سر السعادة ، حيث أن السعادة شعور داخلي يمكن أن يكون النجاح أحد عواملة ، ولكنني أجد الكثيرين من الناجحين تعساء .
-النجاح : أنا السبب الرئيسي في تقدم البشرية وراحة الإنسان .
-الفشل : وهل تقدمت البشرية بك أيها النجاح دون أن يسبق ذلك تعثرات كنت أنا حينها سيد الموقف .
-النجاح : صه أيها الفشل ؛ فأنت سبب إحباط وحزن ويأس الكثيرين .
-الفشل : تمهل أيها النجاح ، قولك صحيح ولكن في بعض الأوقات فقط عندما يكون الإنسان الفاشل مهزوم من الداخل ، ولكن لست أنا السبب في هذا الإحباط ، وكيف ذلك وأنا سبب تعلم الكثيرين من فشلهم ومن ثم الوصول إلى النجاح .
-النجاح : كيف لك أن تُمجد وتمدح نفسك بهذا الشكل ، وكأن الفشل إنجاز ونعمة ؟
-الفشل : نعم لقد أصبت ؛ فأنا نعمة عندما يتخذها الإنسان سلمًا من المؤكد سوف يصل إلى القمة والمجد .
-النجاح : أنت مُدهش في التسويق لنفسك أيها الفشل ، أنت تجيد ذلك باحتراف .
-الفشل : مالي أشتم رائحة السخرية في كلامك ، ألا تعلم أيها النجاح أنك سبب وقوع عدد كبير من الناجحين في براثن الكبر والغرور .
النجاح : لا لا لا ، انتبه لما تقول أيها الفشل ، ولا تأخذك الأنانية إلى تزييف الحقائق ؛ حيث أنك على علم جيدًا أن الناجح الحقيقي لا يتكبر أبدًا ، وإنما يتكبر فقط الفاشل الذي يُساعده هذا التكبر على تغطية نقصه وفشله .
الفشل :هل تنكر إنني سبب راحة الكثيرين خصوصًا ، أن البعض مع أولى مراحل الفشل يتوقف عن طريقه ويخلد إلى النوم والراحة .
النجاح : بل أنت سبب الهم والحزن والاكتئاب الذي يُصيب أي إنسان وخصوصًا صغار السن ، فما أنت إلا نفس سيئة تريد أن تجعل كل من حولها فاشلين وتبعدهم عن طريق النجاح كي تبقى أنت فقط في المقدمة ، ولكن تأكد أن الإنسان الصادق المحب للنجاح والتطور لن يُمكنك من الحصول على هذه الفرصة مُطلقًا .