أثارت صورة اللاعب الألماني مسعود أوزيل، المنحدر من أصول تركية، والتي جمعته وزميله اللاعب ايلكاي غوندوغان مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عاصفة من الانتقادات قادت إلى إعلان أوزيل قرار اعتزاله اللعب دولياً، وتعود قصة الصورة إلى زيارة قام بها الرئيس التركي إلى بريطانيا في مايو الماضي، قبيل الانتخابات التركية وقبل مشاركة أوزيل في كأس العالم روسيا 2018 .
موجة انتقادات عنيفة :
بعد أن تم تداول الصورة عبر وسائل الإعلام المختلفة، تم استغلال الصورة من قبل مديري حملة أردوغان الرئاسية التي جرت في يونيو الماضي، وهو ما جعل البعض يشكك في ولاء اللاعبان لألمانيا، وتعرض أوزيل لموجة انتقاد عنيفة من قبل الاتحاد الألماني لكرة القدم، ومن جماهير كرة القدم الألمانية، ووصلت حدة الانتقادات إلى تلقى أوزيل تهديدات بالقتل ورسائل كراهية على هاتفه ووسائل التواصل الاجتماعي .
أصدر أوزيل بيانا نشره عبر حسابه بموقع التدوينات القصيرة ” تويتر” عبر فيه عن شعوره بالإهانة والعنصرية وقال : ” بحزن بالغ وبعد فترة تفكير طويلة بسبب الأحداث الأخيرة، لن ألعب مع ألمانيا على المستوى الدولي مرة أخرى؛ بسبب شعوري بإهانة عنصرية وعدم احترام “.
لا تحمل نوايا سياسية :
وبرر أوزيل التقاط الصورة بأن عدم تصويره مع أردوغان يعني ” إنكار أصوله التركية “، وأشار في بيانه أن الصحف الألمانية اتهمته بالخداع رغم أن الصورة بحسب أوزيل لا تحمل أي نوايا سياسية ، وتابع “يمكن القول إن القضية التي أحبطتني أكثر خلال الشهرين الماضيين كانت سوء المعاملة من جانب الاتحاد، وعلى وجه الخصوص رئيس الاتحاد الألماني رينهارد جريندل، مضيفًا: لن أكون بعد الآن كبش فداء لـ” جريندل “، بسبب عدم كفاءته وعدم قدرته على القيام بعمله بشكل صحيح .
حرب بيانات :
من جانبه قال صرح رينهارد جريندل، رئيس اتحاد كرة القدم الألماني، عقب أزمة الصورة ” قيّم المنتخب لا يحترمها السيد أردوغان بما فيه الكفاية، وليس من الجيد أن يسمح لاعبو منتخبنا بأن يتم التلاعب بهم لخدمة حملته الانتخابية “.
وأكد الاتحاد الألماني لكرة القدم في بيانه رفض اتهامه بممارسة العنصرية وقال ” رفضنا في شكل قاطع مقولة إن الاتحاد الألماني لكرة القدم متهم بممارسة العنصرية، بما يتعلق بممثليه وموظفيه وانديته، وأداء ملايين المتطوعين لديه على مستوى القاعدة الشعبية “.
وكان لاعب الإرسنال الإنجليزي قال في تغريدة قصيرة ” في نظر غريندل وأنصاره، أنا ألماني عندما نفوز، لكني مهاجر عندما نخسر”.
ردود فعل حكومية :
وفى رد فعل على قرار مسعود أوزيل بالاعتزال قالت المتحدثة باسم الحكومة الألمانية: ” مسعود أوزيل لاعب رائع قدم الكثير من أجل المنتخب الوطني، مسعود أوزيل اتخذ الآن قرارًا يتعين احترامه “.
بينما قالت وزيرة العدل الألمانية كاتارينا بارلي، حول اعتزال أوزيل عبر تغريدة على حسابها بموقع التدوينات القصيرة “تويتر”: عندما يشعر لاعب ألماني كبير مثل مسعود أوزيل بأنه غير مرغوب فيه في بلده، بسبب العنصرية وغير ممثل من الاتحاد الألماني لكرة القدم، فإن ذلك يعتبر إشارة تحذير .
وعلقت سيفيم داغدلين، النائبة الألمانية ذات أصل تركي، على الصورة في تغريدة ” إنه من الخطأ الفادح أن يتصور مع المستبد أردوغان في فندق فخم في لندن ويكرّمه بلقب رئيسي “.
فيما رحب إبراهيم قالين، المتحدث باسم الرئيس التركي، بإعلان مسعود أوزيل الاعتزال قائلًا : تخيلوا مدى الضغط الذي تعرض له السيد مسعود في هذه القضية، أين ذهب التهذُب والتسامح والتعددية؟! .
وعلق وزير العدل التركي، عبد الحميد جول، عبر تويتر قائلًا : ” أهنئ مسعود أوزيل الذي سجل بقراره ترك المنتخب الألماني أجمل هدف ضد فيروس الفاشية “.
ويذكر أن اللاعب مسعود أوزيل تم منحه في سنة 2010، جائزة بامبي لكونه المثال الناجح للاندماج في المجتمع الألماني .