كل إنسان مختلف عن الآخرين من حيث  المظهر  والجوهر أيضا ، وفي ظاهرهم الناس ، حيث نجد منهم الجميل، والقبيح، وصاحب اللون الأسود والأبيض ، وبالمثل في جوهرهم الذي يختلف ما بين الخبيث الذي يتصف بالقلب الأسود الذي نشأ على الشر، والطيب ذو القلب الطاهر، وفي هذا المقال سنتعرف على بعض الأمور المتعلقة بهذه الصفة ، التي تدل على الشخص الخبيث على وجه التحديد، وكيفية التعامل معه.

معنى الخبث

معنى الخبث الاصطلاحي فهو إضمار الشر للناس، وإظهار الخير لهم، واستخدام الحيل والخدع في التعامل معهم، حتى يكاد الخبث أن يصبح منهج حياة لدى المخبثين ؛ وهم الأشخاص الذين يحبون الخبث ويسلكون مسلكه.

ويعرف الخبث في اللغة العربية بأنه حالة نفسية توجد في نفس من يسعد بالاستهزاء بغيره، كما يعني الرياء والمكر، وعدم الطيبة فيقال : خبيث، أي ليس بطيب، ولا يحمل المحبة والخير في قلبه لأحد، وخبث الشيء أي صار فاسدًا ومنبوذاً، وهو من شرور الأفعال، ومكاره الأخلاق.

صفات الشخص الخبيث

الحسد

يعد الحسد أبرز علامة على خبث باطن الشخص، حيث يتمنى أن تزول نعمة الله سبحانه وتعالى عن جميع الناس، ويشعر بالمتعة والنعمة بمجرد حدوث ذلك، على العكس من صاحب القلب الطاهر الذي يمارس الغبطة حين يتمنى مثلها دون زوال النعم عن غيره.

سوء الظن بالآخرين

حيث يعتبر الشخص الخبيث تصرفات الناس سلبية في جميع الأوقات ، فإذا رأي أي فعل لأي شخص حمله على جانب السوء ، وإذا سمع كلمة تدل على الخير أو الشر يختار التفسير السيئ لها، وبذلك فهو شخص لا يحمل في قلبه أي ميول لحسن الظن تجاه الآخرين، على عكس صاحب القلب الطيب الذي يختار الظن الحسن لتصرفات الآخرين مهما كانت.

رؤيته للمساوئ دون المحاسن

حيث ينظر الشخص الخبيث إلى الآخرين بعين كارهة ناقمة مهما فعلوا، فيبحث عن مساوئهم ويتجاهل محاسنهم ، فإذا وجد في شخص مجموعة من المحاسن والمساوئ،  فلا يرى إلا السيئة منها فقط ، ويقوم بنشرها بين الناس.

قسوة القلب

حيث يتصرف دون رحمة أو رأفة بالآخرين ، فإذا كان شخص في منصب معين لا يستمع لمتشك ولا يلين له ، ويأخذ حقوق الناس، ويؤخر رواتبهم، وجدير بالذكر أن الله سبحانه وتعالى قد ذم كثيراً من الناس والأقوام الذين قست قلوبهم، ومدح من رأفوا، وجعل لنفسه صفة الرؤوف؛ حتى يجعلها الناس غاية ومقصد للعمل بها، وبذلك فهي صفة ذميمة تدل على خبث النفس والسرائر.

الحقد على الناس

تعتبر هذه الصفة علامة بينة بين الخبث وطيب القلب، حيث يحمل هذا الشخص الحقد الدفين في قلبه تجاه الآخرين، فلا يختلف مع أحد إلا حمل وحقد عليه وكرهه، ولا يجعل في قلبه أي مكان للصلح أو العفو، وقد نسي أن الله سبحانه وتعالى طلب من عباده أن يعفو عند مقدرتهم على ذلك.

التمادي في ممارسة المعاصي

إن الشخص الذي يمارس المعاصي هو إنسان إما اعتدى على أوامر الله سبحانه وتعالى، فتمرد على الخالق الذي أنعم عليه بما لا يعد ولا يحصى، أو تعدى على حقوق الآخرين على غير وجه حق، أو اعتدى على الطبيعة التي سخرها الله لخدمته، أو قام بإيذاء نفسه، وبذلك فإنه يتصف بالتمرد والمجاهرة بهذه المعاصي وهي صفة تنم عن خبث الباطن وسواده.

أضرار الخبث على الفرد والمجتمع

– يعمل على تقليل من قيمة الفرد بين أفراد المجتمع ، حيث يبتعد الكثيرون عنه ويتركون مجلسه.

– يزيد من التوتر النفسي في الحياة ، وكما يزيد من كآبة الفرد الذي يبحث عن راحة البال والنفس.

– إن الخبث يصيب الإنسان بالسفه والجهل؛ لأنه ينشأ على قاعدة سوداء ومفاهيم مظلمة تزيد العقول عتمة وغيا.

– يشغل الإنسان عن عمارة الأرض وتطوير نفسه ؛ فالشخص الخبيث غالباً ما يلهو بترتيب الحيل والخدع للآخرين.

طرق التعامل مع الشخص الخبيث

هناك بعض الطرق المختلفة للتعامل مع الشخص الذي يتصف بالخبث من أجل توقى شره، وهي كالتالي:

– تقديم النصيحة، أو محاولة تجنب التعامل مع الشخص الخبيث إذا لم يصلح حاله وتجدي معه النصيحة.

– مقابلة الخبيث بالابتسامة؛ لمحاولة التوضيح له أن الحياة ما هي إلا محبة وتبادل للخير بأبسط صوره.

– الوضوح والصراحة في العلاقة : حيث يمكن كسب هذا الشخص الخبيث في الحلفاء من خلال المباشرة والصراحة، كما يمكن مواجهته شخصياً بتصرفاته وأقواله.

– عدم الدخول في الجدال أو النقاش مع هذا الشخص، فغالبا هو يقصد من خلال الدخول في مثل هذه الصراعات إلى إرباك من يقابله، وتحميله مسؤولية الأخطاء التي لم يرتكبها.

– تجاهل ما يقوله بين الناس؛ فطريقته السيئة في خوض الحياة غير جديرة بالاهتمام أو المناقشة.

– الإنصات التام لكل ما يقول من وجهات نظر مختلفة، فمن خلال ذلك يمكن معرفة ما يخطط له ويفكر به ومعرفة كيف يمكنك التعامل معه .

– التصرف بطيبة لحفظ توازن الحياة، ومواجهة الشخص الخبيث بالخير؛ فالتغيير لا يحتاج دائماً إلى التنظير بل إلى التبني والممارسة ؛ حتى يتحقق التأثير الجيد في الناس، وبالتالي تنتشر المفاهيم والأخلاق الحسنة بينهم.