المستقبل هو الحياة القادمة التي يترقبها الإنسان منذ أن يدرك معنى الحياة ؛ فمنذ الطفولة يسعى الآباء إلى إلحاق أبنائهم بالمدرسة أو دار الحضانة لمن هم أصغر ، وذلك من أجل تأهيلهم لاستقبال ما هو قادم بعد عدة سنوات ، وهي المهنة التي تنتظرهم بعد رحلة تعليمهم ، ولكل شخص أحلام مرتبطة بمهنة المستقبل ؛ حيث يطمح كل إنسان لممارسة مهنة معينة ، ولذلك فإن الاجتهاد والثقة في النفس والسعي من أهم العوامل التي تجعل الإنسان يصل إلى مهنته التي يحبها.
تعبير عن مهنة المستقبل
مهنة المستقبل هي الوظيفة التي يحلم بها الإنسان في مراحل عمره المختلفة ؛ حيث أنها تعبر عن الميول الشخصية لكل فرد ؛ فهناك من يحلم أن يصبح طبيبًا وهناك من يتمنى أن يصبح معلمًا أو مهندسًا أو غير ذلك من المهن المتعددة ، والتي يجب أن تتوافق مع الدرجة العلمية التي يحصل عليها الفرد ، كما توجد مهن أخرى لا ترتبط بالتعليم مثل مهنة النجار والحداد والسباك وغيرهم الكثير الذي يرتبط بالإبداع ، وفي كل الحالات يجب أن ينتقي الإنسان المهنة التي يهواها كي يستطيع أن يبدع فيها دون الشعور بالملل أو عدم الرغبة في العمل.
الاجتهاد والعمل الجاد من أجل مهنة المستقبل
من الضروري أن يدرك الإنسان أن الحياة قد خلقها الله تعالى من أجل العبادة والاجتهاد والسعي لإعمار هذه الأرض ، وقد قال الله تعالى “وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ” ، ولذلك يجب على الإنسان أن يجتهد في كل ما هو ملزم به في حياته ؛ حيث يمر بمراحل عمرية مختلفة وأهمها مرحلة التعليم ، والتي تُعتبر هي المسلك الرئيسي لمهنة المستقبل ، والتي يرتفع معها شأن الإنسان إن كان مجتهدًا يسعى إلى النجاح ، ويجب على كل من يحلم بمهنة معينة أن يسعى بصدق وتحدي كي يصل إلى ما يريده في النهاية.
الوصول إلى مهنة المستقبل
حينما يُنهي الإنسان المراحل التي تسبق مرحلة العمل ؛ فإنه يُقبل على مهنته بشغف ، لأنها هي التي ستوفر له الحياة المعيشية المستقرة والمستقلة ؛ حيث أنها ستكون المصدر الرئيسي للدخل ، ومن الضروري أن يحب الإنسان ما يعمل حتى يستطيع أن يُبدع في هذا العمل ، وكي لا يشعر بالملل أو التعب أو الرغبة في ترك العمل ، ولذلك يجب أن يكون اختيار مهنة المستقبل متوافق مع الميول الشخصية دون النظر إلى الاعتبارات الاجتماعية ، وهو ما تفعله الدول المتقدمة حيث يسعى كل فرد إلى الحصول على المهنة التي يحبها وليست المهنة التي تكون واجهة اجتماعية له ؛ حيث أن ذلك ما هو إلا مجرد عادات سلبية داخل المجتمعات ، ومن الضروري تخطي هذه الأفكار.
حصاد مهنة المستقبل
بعد أن يصل الإنسان إلى مهنته التي لطالما حلم بها ؛ يشعر وكأنه قد وصل إلى حد السماء ، وهو ما يجعله يقدم كل ما لديه من طاقات ليرتفع بشأنه وشأن عمله ، وبذلك يستطيع تحقيق الكثير من الإنجازات التي ستوضع في تاريخ حياته ، وهو ما يولد لديه دافعًا قويًا لمواصلة الاجتهاد والعطاء في العمل ، وكل ذلك يعود بالنفع عليه وعلى مجتمعه ؛ حيث تزيد الإنتاجية ويصل الإنسان إلى أعلى المراتب المهنية بعد رحلة كفاح واجتهاد عظيمة ؛ فيصبح عاملًا مؤثرًا بشكل إيجابي في مجتمعه الذي يتطور وتتحسن أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية نتيجة للاجتهاد في العمل ، وهو ما يؤكد ضرورة مبدأ اعمل ما تحب كي تحب ما تعمل ؛ فتبدع وتنجح وتتفوق وتصل إلى أحلامك التي ترفع من شأنك وشأن مجتمعك.