الأرز هو الغذاء الرئيسي الذي يعتمد عليه الكثيرون في جميع أنحاء العالم، فهو مرتبط بمعظم الأغذية التي يتناولها الإنسان، ولكن السؤال الآن هل يمكن لمريض السكر تناول الأرز أم لا ؟
إنتشر مرض السكري فيما بين حوالي 60 مليون فرد حول العالم، كما إنتشرت السمنة المفرطة وهناك إعتقاد بأن تناول الأرز يؤدي إلى زيادة الوزن والإصابة بالسمنة وكذلك إرتفاع سكر الدم.
هل يمكن لمرضى السكري تناول الأرز أم لا ؟
يمكن الإجابة على التساؤل الخاص بتناول مرضى السكري للأرز بصورة عمية وبسيطة فالإجابة نعم، نعم يمكن لمريض السكري تناول الأرز ولكن بإمكانه تناول الأرز البني الكامل أو الأرز الذي تم إزالة جرء من قشرته ولا ينصح بتناول الأرز الأبيض على الإطلاق.
فالأرز البني هو حبوب كاملة ومفيدة ولكن عندما يتم تعريضه لمراحل التصنيع المختلفة في المطاحن فإن قيمته الغذائية تقل، وفي هذه الحالة يصبح طعام غير موصى به خصوصاً لمرضى السكري.
وبحسب إحدى الدراسات الهندية فإنه كلما تعرض الأرز البني لمراحل متقدمة من عملية التبيض فإنه يفقد جزءًا أكبر من الألياف، والبروتين، والأحماض الدهنية الأساسية، وفيتامين إي والمعادن، مما يقلل من قيمته الغذائية.
الفرق بين الأرز الكامل والأرز الذي تعرض للصناعة
حبوب الأرز البني التي لم تتعرض للتصنيع هى حبوب كاملة تحتوي على الغلاف الخارجي وقد تم إزالة القشرة فقط، فالأرز يحتوي على ثلاثة طبقات، النخالة الخارجية، وطبقة جرمة الأرز وطبقة الإندو سبيرم.
ولكن الأرز الذي يستخدم اليوم بصورة واسعة قد تم تعرضه لعملية الطحن لإزالة الغلاف الخارجي وطبقة النخالة الخارجية، ومن ثم يتم تبييض الأرز ليحصل على ملمس ناعم ولون مشرق فيفقد في أثناء هذه العملية معظم العناصر الغذائية المفيدة التي تحتوي عليها الأرز طبقات الأرز التي تم إزالة أجزاء كبيرة منها.
الفرق في القيمة الغذائية بين الأرز البني والأرز الأبيض
حينما يتم تبييض الأرز البني فإنه يفقد الكثير من العناصر الغذائية الهامة الموجودة به، إذ يفقد 80% من فيتامين ب1، 67% من فيتامين ب3، و90% من فيتامين ب6 خلال هذه العملية.
كما يفقد الأرز الكثير من العناصر الهامة للجسم حيث يفقد 60% من الحديد الموجود به، وكذلك 50% من الماغنسيوم ونسب متفاوتة من الفوسفور والسيلينيوم يتم تدميرها.
ويعد الأرز البني مصدر غني بالسيلينيوم والذي يعمل كمضاد للأكسدة وكذلك فهو عنصر هام للغدة الدرقية، كما أنه غني بالمنجنيز اللازم لصحة الجهز العصبي.
كل هذه العناصر الغذائية هامة لصحة الجسم كما أنها تقي من الإصابة بمرض السكري على المدى البعيد.
محتوى الألياف في الأرز الأبيض وتأثيرها على مرض السكري
يحتوي الأرز الأبيض والأرز البني على نفس الكمية من الكربوهيدرات ولكن الإختلاف في كمية الألياف في النوعين، إذ يحتوي كوب واحد من الأرز البني المطهو على 3.5 جرام من الألياف بينما يحتوي كوب آخر من الأرز الأبيض المطهو على 0.6 جرام من الألياف فقط.
إن نسبة الألياف العالية في الأرز البني تجعل الشخص يشعر بالشبع لمدة أطول، كما تظهر الكربوهيدرات بصورة تدريجية في الدم مما يحافظ على معدلات معتدلة لسكر الدم.
تأثير الأرز الأبيض والبني على مؤشر السكر في الدم
إن الأرز الأبيض لا يفتقر فقط إلى بعض العناصر الغذائية الهامة الموجودة في الأرز البني فحسب بل إنه يسبب إرتفاع في نسبة السكر في الدم.
حيث أوضحت دراسة للدكتور كوي سان والتي نشرت في منشورات هارفرد للصحة أن إستبدال 50 جرام من الأرز الأبيض بنفس الكمية من الأرز البني يومياً يؤدي إلى تقيل إحتمالية الإصابة بالسكر من النوع الثاني بنسبة 16%.
لذلك ينصح الأطباء والمتخصصين بإستبدال الأرز الأبيض بالأرز البني لما له من قيمة غذائية عالية لكل الفئات العمرية، كما أنه مناسب لمرضى السكري ويقلل من إحتمالية الإصابة بالمرض.