أين تقع قرية وادي الحريم :- قرية وادي الحريم هي في الأساس إحدى قرى ولاية ينقل العمانية الشهيرة ، و التي تقع جغرافياً فيما بين مفترق طرق ، و الولاية تبتعد عن مركز ولايتي صحار ، و صحم بما قدره 70 كيلو متراً تحديداً أما بالنسبة لولاية البريمي فتبتعد عنها بما قدره حوالي 120 كيلو متراً ، و يحدها من ناحيتها الشرقية بلدة الوقبة أما من ناحيتها الشمالية فتقع بلدة بيحا العربية أما من ناحية الجنوب فيحدها قرية المعيدان أما من الناحية الغربية لها فهي تعد امتداداً لأحد الطرق التي تؤدي إلى محافظة البريمي .

و تعتبر تلك المنطقة قرية وادي الحريم عبارة عن مجرى لوادي يبلغ طوله 11 كيلو متراً تقريباً ، و يمتد من منطقة يطلق عليها قرون السويدي حتى بلدة الوقبة .

سبب تسمية وادي الحريم بهذا الاسم :- توجد في الحقيقة العديد من الروايات قرية المختلفة ، و التي قد تناولت سبب تسمية وادي الحريم بهذا الاسم فالبعض يرجح أن السبب في التسمية يرجع إلى فترة الحرب ، و التي قد جرى فيها تحريم القتال في تلك المنطقة ، و البعض الأخر يقول إن وادي الحريم هو في الأصل حرم لبلدة بيحا ، و من خلال هذا أتت التسمية بينما يتفق الوالد حمد بن سالم العلوي مع الوالد سيف بن محمد البادي ، و هما من السكان القدامى بالمنطقة أن سبب التسمية يعود في الأساس إلى قلعة الحرامة .

و التي لا تزال أطلالها شاهدة على قدم حضارة ذلك المكان بينما تعني تسمية الحصن أن المكان له حرمة ، و حماية خاصة ، و بمرور الزمن جرى تحريف الاسم إلى مسمى وادي الحريم إذ كان يطلق عليه قديماً مسمى وادي قلعة الحرامة ، و جدير بالذكر أن التاريخ الخاص بتلك القلعة غير معروف أو محدد إلى وقتنا الحالي ، و هذا التاريخ مروري ، و ليس مكتوباً .

التاريخ الخاص بوادي الحريم :- بالنسبة لتاريخ وادي الحريم فقد تم العثور مؤخراً ، و في أثناء العمليات الخاصة بإنشاء الطريق المؤدي إلى الوادي على مجموعة كبيرة من الآثار التاريخية ، و التي كان أغلبها على شكل أواني فخارية علاوة على أواني خاصة بعملية الطبخ ، و التي تشبه إلى حد كبير مثيلاتها في حضارة أم النار مما يدل بشكل أكيد على وجود حياة في ذلك الوادي ، و منذ مئات السنين .

هذا إلى جانب ما قد عثرت عليه بعثة أمريكية من جامعة هوبكنز أثناء عملياتها البحثية عن الآثار في تلك المنطقة على موقعاً أثرياً كان مخصصاً في القدم لصناعة الأواني الحجرية في منطقة عقير الشموسي حيث قد تم اكتشاف مصنعاً لتصنيع الصخور الصابونية ، و الذي يعد أول اكتشاف في شبه الجزيرة العربية من نوعه ، و تنتسب تلك الحضارة من الناحية التاريخية إلى الفترة الزمنية الخاصة بالعصر الحريري ، و الذي كما هو معرف يمتد من 1300 ق .م .

ما يتميز به وادي الحريم من مناظر طبيعية خلابة :- بإمكان الزائر لوادي الحريم أن يسمع خرير المياه ، و التي تنساب من داخل واحات مثال واحة السويدي ، وواحة هامة ، و بيجا ، و هليب إلى وادي الحريم مما يعمل على اضفاء تلك الروعة ، و الجمال إلى المكان علاوة على ما يتميز به الوادي من هدوء يجعل الزائر له يستمتع بهدوء النفس ، و سكينة الروح .

بينما تنتشر على ضفتي الوادي ما يقارب عدده 50 مزرعة منفصلة ، و متصلة مما جعله متهدداً في إنتاجه من المحاصيل الزراعية فالوادي مشهور بزراعته لكل من الذرة ، و القمح ، و الشعير هذا إلى جانب عدداً من أنواع الخضروات مثال الخيار ، و القرعيات بمختلف أنواعها ، و الطماطم ، و الخضروات الورقية ، و الباذنجان .

هذا بالإضافة إلى عدداً من البقوليات ، و منها السمسم ذلك بالعلاوة إلى المحاصيل الجذرية مثال الجزر ، و البطاطس كما يزخر الوادي ايضاً بانتاجه لاصنافاً متعددة من التمور ، و ذلك راجعاً إلى وجود أصناف متعددة من النخيل به ، و جدير بالذكر أن التمور المنتجة منه تعتبر من أجود الأنواع من حيث التصنيع ، و ذلك يعود إلى أن المنطقة توفر ذلك الجود الجاف ، و القليل الدرجة في نسبة الرطوبة ، و الذي كما هو معروف يكون مفضلاً لانتاج التمور كما يعتبر أيضاً وادي الحريم عبارة عن تلك المنطقة الملائمة لعملية زراعة الكثير من المحاصيل الزراعية ، و التي قد لا تنبت من الأساس إذا تم زراعتها في أماكن كثيرة غيره .

و على الرغم من تميز ذلك المكان إلا أنه لا تزال هناك بعض المشكلات التي تعمل على تعكير صفو حياة ساكنيه ، و ذلك يعزد إلى عدم توافر العديد من الخدمات الضرورية به مثال الشوارع المرصوفة أو شبكات الانترنت أو التغطية التليفونية بالعلاوة إلى الخدمات التعليمية ، و بالتحديد في الجزء السفلي من الوادي .