غالبًا ما تكون المناقشات حول الابتكار صعبة بسبب عدم وضوح الناس بالمعنى الدقيق لبعض المصطلحات الأساسية، على وجه الخصوص هناك التباس حول الفرق بين الإبداع والابتكار والاختراع، لذا لنبدأ ببعض التعريفات: الإبداع هو القدرة أو التصور لشيء أصيل أو غير عادي، والابتكار هو تنفيذ شيء جديد، أما الاختراع هو إنشاء شيء لم يتم إنتاجه من قبل ويتم التعرف عليه كمنتج لبعض الأفكار الفريدة .
إذاعة مدرسية
المقدمة
الحمد لله الذي خلق كل شئ بمقدار، الحمد لله الذي لا يعلو على حكمه شئ ولا يوازنه في العدل أحد وهو الذي ليس كمثله شيء، نحدثكم اليوم عن الإبداع والابتكار ولنبدأ أولى فقرات برنامجنا الإذاعي مع فقرة القرآن الكريم.
فقرة القرآن الكريم
قال الله تعالى : ” وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ ۚ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا ۖ إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8) أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9) قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۗ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ ۗ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ (10) “
فقرة الحديث الشريف
عن أبي هريره رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة) أخرجه مسلم .
فقرة الكلمة
بحكم التعريف ، الإبداع هو القدرة على استخدام الخيال أو الأفكار الأصلية لإنشاء شيء ما، وغالبًا ما يربط الناس الإبداع بالكتاب أو الموسيقيين أو النحاتين أو الرسامين ، وما إلى ذلك، والأشخاص الذين يمكنهم إنشاء قطع فنية جديدة، ومع ذلك ، فإن الحقيقة هي أن الإبداع هو القوة التي يحملها جميع البشر داخل أنفسهم، وفي كل مرة نتمكن من العثور على اتصال بين الأشياء التي تبدو غير ذات صلة واستخدام هذا الاتصال من أجل تطوير شيء جديد هو الإبداع .
الابتكار ، من ناحية أخرى ، هو عملية تطبيق حلول أفضل تلبي المتطلبات الجديدة أو احتياجات السوق الحالية التي لم يتمكن أحد من إدراكها، ببساطة ، عندما يكون السوق بطيئًا ويحتاج إلى دفعة صغيرة ، فإن الابتكارات هي التي تعطي السوق دفعة إلى الأمام، على سبيل المثال ، عندما لم يكن المحراث اليدوي كافياً لتلبية احتياجات المزارعين ، جاء الجرار لتوسيع نطاق الصناعة الزراعية.
عند النظر إلى كلا التعريفين ، من السهل أن نفهم سبب الخلط بين الناس في الغالب للإبداع والعكس، ومن الأسهل فهم هذه المعادلة المضللة من نقطة تطوير العمليات التجارية .
هناك مثال رائع على العلاقة بين الإبداع والابتكار هو ستيف جوبز، تمكن مؤسس شركة Apple من استخدام إبداعاته من أجل تجميع منتجات تم اختراعها بالفعل مثل مشغلات mp3 والكاميرات والهواتف المحمولة من أجل إنشاء جهاز أيفون، بغض النظر عن حقيقة أن جميع هذه المنتجات موجودة بالفعل وتم تسويقها لبعض الوقت ، فإن أيفون كان مفهومًا جديدًا تمامًا، وتم تسويق نفس المفهوم الجديد لاحقًا كإبتكار في صناعة التكنولوجيا من أجل قيمته المضافة .
على الرغم من اختلافها في أصلها ، إلا أن الإبداع والابتكار هما القوة الدافعة وراء نجاح أي عمل تجاري، لديهم القدرة على تغيير وجه صناعة بأكملها ، وإنشاء أسواق جديدة ، وإغلاق الشركات والمنتجات القائمة تمامًا، والشركات التي ترعى التفكير الإبداعي ولديها الأشخاص المناسبون الذين يمكنهم دفع الأفكار الإبداعية وتحويلها إلى ابتكارات، ليس فقط كمنتجات ولكن أيضًا كممارسات لإدارة الأعمال وعملية الإنتاج ، لديها القدرة على زيادة إيراداتها وتغيير العالم .
فقرة الدعاء
اللهمّ يا نور السماوات والأرض، يا عماد السماوات والأرض، يا جبّار السماوات والأرض، يا ديّان السماوات والأرض، يا وارث السماوات الأرض، يا مالك السماوات والأرض، يا عظيم السماوات والأرض، يا عالم السماوات والأرض، يا قيّوم السماوات والأرض، يا رحمن الدّنيا ورحيم الآخرة ، اللهمّ إنّي أسألك بأنّ لك الحمد، لا إله إلّا أنت الحنّان المنّان، بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام برحمتك يا أرحم الرّاحمين، بسم الله أصبحنا وأمسينا، أشهد أنّ لا إله إلّا الله وأنّ محمّداً رسول الله، وأنّ الجنّة حق، والنّار حق، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها، وأنّ الله يبعث من في القبور.
اللهمّ لا تحرمني سعة رحمتك، وسبوغ نعمتك، وشمول عافيتك، وجزيل عطائك، ولا تجازني بقبيح عملي، ولا تصرف وجهك الكريم عنّي برحمتك يا أرحم الرّاحمين، اللهمّ لا تحرمني وأنا أدعوك، ولا تخيّبني وأنا أرجوك، اللهمّ إنّي أسألك يا فارج الهمّ ويا كاشف الغم، يا مجيب دعوة المضطرّين، يا رحمن الدّنيا ويا رحيم الآخرة، ارحمني برحمتك يا أرحم الرّاحمين.
الخاتمة
إلى هنا تنتهى فقرات برنامجنا الاذاعي ندعو الله أن نكون قد وفقنا في تقديم كل ماهو جديد ومفيد، وإلى لقاء آخر قريب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.