يلجأ المستثمرون والتجار وغيرهم ممن يملكون أعمالهم الحرة لبعض الأساليب التي تضمن حقوقهم المالية وتحميهم من المخاطرة والظروف الطارئة وتعويض أي خسارة، وتلك الأساليب تسمى اقتصاديا بالتحوط.
المقصود بالتحوط
التحوط هو مصطلح يشير إلى الحيطة والحذر، وفي علوم الاقتصاد يشير إلى الموقف الذي يتخذ فيه المستثمر قرارات معينة في محاولة للتعويض عن التعرض لتقلبات الأسعار في في سوق آخر بهدف تقليل التعرض للمخاطر الغير مرغوب فيها.
ولتحقيق هدف مجابهة المخاطر وتعويض أية خسائر هناك العديد من الضوابط المالية لتحقيقه، وتلك الضوابط تشمل وثائق التأمين، والعقود الآجلة، والمقايضة، وغير ذلك من الخيارات، وبالفعل نشأت أسواق عديدة للعقود الآجلة في عام 1800 للسماح بسياسة تحوط شفافة وموحدة، بل ومنذ ذلك الحين توسعت لتشمل العقود الآجلة للتحوط في قيم الطاقة، والمعادن الثمينة، والعملات الأجنبية، وتقلبات أسعار الفائدة.
أمثلة على التحوط
1- التحوط على أسعار السلع الزراعية: يلجأ الفلاحون غالبا لما يسمى بالعقود الآجلة كنوع من التحوض لتعويض أية خسائر محتملة؛ فإن قيم السوق من القمح والمحاصيل الأخرى تتقلب باستمرار ويختلف العرض والطلب بالنسبة لهم، وبناء على ذلك التغير والتخبط في الأسعار فإن المزارعين يعلمون جيدا أن زراعة القمح هي فكرة جيدة في موسم واحد، ولكن الأسعار المتوقعة ليست إلا توقعات، فعندما يقرر المزارع زراعة القمح، فهو ملتزم بذلك لموسم كامل لا يتربح إلا من خلاله بعد حصاده.
وإذا كان السعر الفعلي للقمح يرتفع كثيرا بين الزرع والحصاد، فيحصل المزارع على الكثير من المال الغير المتوقع، ولكن إذا تراجع السعر الفعلي في وقت الحصاد، فيمكن ان يكون شيء مدمر بالنسبة له، وإذا كان المزارع يبيع عددا من عقود القمح الآجلة وهو ما يعادل حجم محصول له في وقت الزراعة، فإنه يتمسك بشدة بأسعار القمح في ذلك الوقت، ويكون العقد هو اتفاق على تقديم عدد معين من بوشلات القمح في تاريخ معين في المستقبل للحصول على سعر ثابت معين.
وبتلك الطريقة يكون المزارع قد تحوط من التعرض لتقلبات أسعار القمح؛ لأنه لم يعد يهتم عما إذا كان ارتفاع السعر الحالي أو يسقط، لأنه يضمن الثمن المتفق عليه في العقد، وبذلك لم تعد هنالك حاجة للقلق من انخفاض سعر القمح في موسم الحصاد، لكنه يحرمه أيضا من فرصة الحصول على الأموال الاضافية من ارتفاع سعر القمح في أوقات الحصاد.
2- التحوط من استهلاك الوقود: الكثير من المؤسسات التي تعمل بالوقود وتحتاجه كثيرا تلجأ للعقود الآجلة كنوع من الحيطة، وعلى سبيل المثال نجد أن شركات الطيران تستخدم العقود الآجلة والمشتقات لتغطية مخاطر التعرض لسعر وقود الطائرات، فالشركات تعرف أنها يجب أن تشترى وقود الطائرات لطالما تريد البقاء في الأعمال التجارية، ومن المعروف أن أسعار الوقود في تقلب مستمر، ولكن باستخدام العقود الآجلة للنفط الخام لتغطية احتياجاتها فإنها بذلك قد ضمنت الكثير من الميزانية.
أنواع التحوط
1- تحوطات طبيعية: التحوطات الطبيعية هي تلك التي تتم في ظروف طبيعية حيث يتم وضع استثمار يقلل من مخاطر غير مرغوب فيها بما يناسبها من التدفقات النقدية.
2- فئات المخاطر: المخاطر الاقتصادية قد تحدث في بند فوائد القروض، ومخاطر سعر الفائدة يمكن تغطيتها باستخدام أدوات الدخل الثابت أو مقايضات أسعار الفائدة كأحد أنواع التحوط.
3- العقود الآجلة: هي عبارة عن احتياطات اقتصادية أو وسيلة مناسبة للتحوط ضد مخاطر تقلبات السوق السلبية، والعقود الآجلة كانت وقد وضعت أصلا للخروج من سوق السلع في القرن التاسع عشر، وبالفعل في خلال الخمسين سنة الماضية تضخمت منتجات التحوط في السوق العالمية المتقدمة لتقليل مخاطر السوق المالية.
4- التحوط من المخاطر الائتمانية: هناك الكثير من المخاطر التي تنتج عن العمليات الائتمانية بسبب الأموال لن يدفعها المدين.
5- مخاطر تقلبات العملة: عندما يتغير سعر العملة فجأة إما بتعويم العملة أو غير من الأسباب فإن ذلك يترك مخاطر عديدة على الاقتصاد وبالتالي على البنوك المركزية أن تتخذ قرارات التحوط لمواجهة أية ظروف صعبة.