علم النفس الاجتماعي هو دراسة كيفية تصرف الناس وتفكيرهم وشعورهم في سياق المجتمع، في هذا المقال، سوف نتعلم المزيد عن علم النفس الاجتماعي، وما هو مشترك مع مجالات الدراسة الأخرى .
ما هو علم النفس الاجتماعي
فكر للحظة حول كيفية التصرف عندما تكون بمفردك، هل يتغير سلوكك عندما تكون حول أصدقائك ؟ ماذا عن وقت وجود والديك في الغرفة ؟ كيف يتغير سلوكك عندما يراقبك أستاذك أو رئيسك ؟
علم النفس هو الدراسة العلمية لكيفية تصرف الناس وتفكيرهم وشعورهم، يدرس علم النفس الاجتماعي كيف يتصرف الناس ويفكرون ويشعرون في سياق المجتمع، أي كيف تتغير سلوكيات الناس وأفكارهم ومشاعرهم بسبب الآخرين، فكر مرة أخرى في المثال أعلاه، ربما يتغير سلوكك بناءً على الشخص الموجود في الغرفة معك، ولكن حتى عندما تكون في غرفة بمفردك، فإن أفكارك ومشاعرك وسلوكياتك تتأثر بالأشخاص الآخرين : فالتفكير في شخص لا يعجبك قد يجعلك تشعر بالغضب، وحقيقة أن تغسل يديك قبل التعامل مع الطعام تأتي من دروس تعلمتها من جدتك، وهذا الشيء الذي قد يقوله مديرك بعد ظهر هذا اليوم يمكن أن يعاد في ذهنك بينما تحاول تحليله، في كل هذه الحالات، يؤثر المجتمع عليك .
علم النفس الاجتماعي والحقول الأخرى
في مجال حديث العهد نسبيا، كان لعلم النفس الاجتماعي تأثير كبير ليس فقط على العوالم الأكاديمية لعلم النفس وعلم الاجتماع والعلوم الاجتماعية بشكل عام، ولكن أثر أيضا على فهم وتوقع الجمهور للسلوك الاجتماعي للإنسان، من خلال دراسة الكيفية التي يتصرف بها الناس تحت التأثيرات الاجتماعية المتطرفة، أو عدمها، تم إحراز تقدم كبير في فهم الطبيعة البشرية، فالبشر هم في الأساس كائنات اجتماعية، وبالتالي، التفاعل الاجتماعي أمر حيوي لصحة كل شخص، ومن خلال التحقيق في العوامل التي تؤثر على الحياة الاجتماعية، وكيف تؤثر التفاعلات الاجتماعية على النمو النفسي الفردي والصحة العقلية، يظهر فهم أكبر لكيفية أن يعيش الإنسان ككل في تناغم .
كما يمكن أن تقول، علم النفس الاجتماعي يغطي الكثير من المجالات، ولأنه يغطي الكثير من الأشياء المختلفة، فإن علم النفس الاجتماعي يتداخل مع العديد من مجالات الدراسة الأخرى، مثل :
1- الأنثروبولوجيا
وهي دراسة ثقافة الإنسان، حيث يدرس علم الأنثروبولوجيا معتقدات وتقاليد المجتمع، وينصب تركيزهم على المجتمع ككل، بينما يريد علماء النفس الاجتماعي دراسة الطريقة التي يؤثر بها المجتمع على أفكار ومشاعر وسلوكيات الأفراد .
فكر في الأمر كما يلي : قد يدرس علماء الأنثروبولوجيا تقاليد دينية معينة، مثل طريقة احتفال الكنائس المسيحية المختلفة بعيد الفصح، لكن علماء النفس الاجتماعي يهتمون بتفاعل الأفراد مع المجتمع، لذا فهم قد يدرسون كيف يتصرف الأشخاص المتدينون بشكل مختلف عن الأشخاص غير المتدينين في مواقف معينة .
2- علم الاجتماع
علم الاجتماع لديه الكثير من القواسم المشتركة مع علم النفس الاجتماعي، فعلماء الاجتماع مثل علماء الأنثروبولوجيا، يدرسون المجتمع ككل، ولكن بدلاً من النظر إلى معتقدات المجتمع وتقاليده، ينصب تركيزهم على المنظمات وكيف تؤثر تلك المنظمات على الأفراد داخلها، ومثل علماء النفس الاجتماعي، يهتم علماء الاجتماع بتقاطع المجتمع والفرد، لكن علماء الاجتماع يركزون أكثر على المجتمع، ويركز علماء النفس الاجتماعي على الفرد بشكل أكبر .
على سبيل المثال، تخيل أنك تريد دراسة لماذا تنتهي العديد من الزيجات بالطلاق، إذا كنت من علماء الاجتماع، فستقوم بتجميع كل أنواع البيانات المتعلقة بعدد حالات الطلاق من سنة إلى أخرى، وقد تقارن تلك المعلومات بالأمور الجارية في المجتمع، على سبيل المثال، قد تلاحظ أن النسبة المئوية للأسر التي تعمل فيها الزوجة ترتفع، وكذلك معدلات الطلاق، وقد تلاحظ أيضا الاختلافات في معدلات الطلاق عبر الطبقة، أو العرق، أو المجموعات الدينية .
ويعالج علم النفس الاجتماعي المشكلة بشكل مختلف، فبدلاً من النظر إلى المجتمع ككل ومعدلات الطلاق، قد يجرون مقابلات مع العديد من الأزواج المطلقين والكثير من الذين بقوا معاً، ويمكنهم مقارنة الاختلافات في نوعين من الأزواج، وبعد الحديث مع العشرات من الأزواج، يأتوا بنظرية حول سبب زيادة معدلات الطلاق، وقد يخرج علم النفس الاجتماعي بنفس إجابة عالم الاجتماع، ولكنه اقترب من زاوية مختلفة .