ساهم العمانيين بشكلاً كبيراً في نشر الدين الإسلامي في العديد من المناطق ، و من ضمن تلك المناطق منطقة شرق أفريقيا إذ لا نستطيع أن نحدد تاريخاً معيناً لبداية الاتصالات العمانية الأفريقية ، و ذلك راجعاً إلى أن العمانيين منذ أقدم العصور أتوا إلى الساحل الشرقي لأفريقيا ، و المواجه لشبه الجزيرة العربية ، و كان لهم تبادل تجاري مع السكان الأفارقة .

و لكن مما لا شك فيه ان تلك العلاقات العمانية مع منطقة شرق أفريقيا قد بدأت قبل ظهور الدين الإسلامي فقد اشتهر العمانيون بركوبهم للبحر ، و بالتالي كان نتيجة ذلك هو معرفتهم للانتقال من البحر الأحمر الشرقي إلى الساحل الغربي منه ، و لذلك فقد سجلت كل المصادر التاريخية بنبوغهم في هذا المجال ، و من ثم ارتباط حضارتهم سواء من الناحية الاقتصادية أو السياسية به .

تأثير العمانيين القوي على منطقة شرق أفريقيا :- كان الوجود العماني في الأساس في منطقة شرق أفريقيا أكبر كثافة بل أكثر عمقاً بكل المقاييس منه في أسيا ، و ذلك يرجع في الأصل غلى الروابط التجارية ممثلة في الناحية الملاحية علاوة على الهجرة العمانية الدائمة سواء كانت فردية أو جماعية إلى منطقة شرق أفريقيا حيث قد تعود الشعب العماني على رحلات منظمة إلى منطقة شرق أفريقيا منذ القدم مما أدى إلى احتكاك الأفارقة بالعمانيين ، و بوتيرة كبيرة نظراً للمعاملات التجارية ، و الاقتصادية فيما بينهم .

دور العمانيين في نشر الدين الإسلامي بشرق أفريقيا :- كان لما قد حمله العمانيين معهم من مبادئ يدعو إليها الدين الإسلامي إلى منطقة شرق أفريقيا دوراً أساسياً كبيراً في نشر الدين الإسلامي في شرق أفريقيا ، و في الحقيقة فإن كل المصادر ، و الدراسات التاريخية تشير إلى الدول الكبير للتجار العمانيين في هذا الصدد .

و ذلك لأن العلاقات الاقتصادية كانت من إحدى الدوافع الرئيسية ، و التي قد ساعدت العمانيون إلى الذهاب غلى تلك المناطق النائية من أجل الاستقرار بها ، و جدير بالذكر أنه كنتيجة لذلك فقد تكونت العديد من الإمارات العربية المتحدة ، و التي قد نمت ، و ازدهرت بالتدريج بل شهد بحضارتها ، و عظمتها .

بالإضافة إلى تحضرها كل من قام بزيارة المنطقة سواء من العرب أو من الأجانب على حد سواء إذ كانت هذه المهاجر العمانية ، و الواقعة على الساحل الأفريقي الشرقي مصدراً للإشعاع الحضاري مما أثر في العديد من المناطق الأفريقية المجاورة .

و يمكننا القول أيضاً أن كافة المصادر التاريخية تؤكد على تلك الصلة فيما بين عمان ، و في كل عصورها ، و بين الشرق ، و الجنوب الأفريقي حتى أن العمانين قد استطاعوا الوصول إلى كل من تنزانيا ، و مدغشقر علاوة على الصومال ، و جزر القمر ، و منطقة نورديفان ، و ممبا ، و زنجبار .

أما بالنسبة لشرق أفريقيا فقد توغل العمانيين في الأحراش ، و الغابات غير مبالين بالمخاطر ، و كان اعتيادهم لركوب المخاطر في البحر قد ساعدهم في ركوبهم أيضاً في البر فبناءا على قوة عزيمتهم فقد تمكنوا أن يصلوا عبر طريق ممتد بين الساحل ، و الداخل ، و تدفقوا عبر هذا الطريق مستخدمين الإبل في رحلات تستغرق شهوراً كاملة .

مما قد ساهم بعد اعتناقهم للدين الإسلامي في نشره في هذه المناطق الداخلية النائية في قارة أفريقيا ، و مع مرور الأيام فقد تحولت تلك العلاقات ، و التي بدأت كعلاقات تجارية إلى علاقات حضارية عميقة في كل نواحي الحياة مثال تزاوج رجال عمانييون بناءا من أفريقيا فأتى الجيل الجديد كتعبيراً عن هذا المزج الحضاري ، و الذي ترجم نفسه سريعاً في تزواج أخر بين اللغة العربية ، و اللغات الأفريقية .

فنشأت في زنجبار ، و ما حولها من مناطق أفريقية اللغة الساحلية ، و التي هي في الأصل عبارة عن تزاوج اللغة العربية ، و الأفريقية ، و التي يتكلم بها أهل المشرق ، و الجنوب الأفريقي حتى عصرنا الحالي ، و كنتيجة للدور العماني الكبير في منطقة شرق أفريقيا أنتشر الدين الإسلامي بين الأفارقة ، و من ثم يرجع الفضل إلى العمانيين في تحويل القارة الأفريقية من الوثنية إلى الديانة الإسلامية .