اللعب علامة صحية وضوروية للأطفال ، ومرآة لنفسية وعقلية سوية ، لكن متى تبدأ الأم بالشك في أن حركة الطفل زائدة عن الحد الطبيعي ، وتتسأل إذا كان الطفل يعاني من فرط النشاط ، علامات وتساؤلات كثيرة تراود الأم في سن الرابعة وما بعدها ، وهذا ما نبحث عنه اليوم في مقالنا لدى الأطباء النفسيين ومتخصصو التربية ، والذين ينصحون بعدة نصائح لتعامل الأم مع طفل يعاني بفرط النشاط حتى لا تقدم على معاملته بطريقة عنيفة تأتي بنتائج عكسية وتزيد من عصبية الطفل وانفعاله .

كيفية التعامل مع فرط نشاط الأطفال :
علامات كثيرة لابد وأن تلحظها الأم لتتأكد من اصابة طفلها بفرط النشاط ، فعليها أن تراقب الطفل فإذا كان يتملل من الجلوس لفترة قصيرة في مكان واحد ، ويصاب بالتوتر والعصبية إذا استمر في وضعية واحدة لفترة طويلة ، كما أنه كثير التسلق والجري بطريقة مبالغ فيها ، كما أنه لا يستطيع اللعب بهدوء بل يلجأ للعنف والعصبية في الكلام والتعامل مع أقرانه ، ليس لديه القدرة على الصبر والانتظار ، يتحدث بسرعة ويقاطع الآخرين كلها علامات يسهل التعرف عليها من جانب الأم بشكل خاص ومن المدرسة أيضا .

يذكر الأطباء و متخصصو التربية أن علامات فرط النشاط تظهر في سن دخول المدرسة الذي يتطلب القدرة على التركيز ، والإصغاء والجلوس داخل الفصل ، والتي يفقدها الطفل عادة في هذه الحالة .

لذا ينصح الأطباء بمراقبة الأم لسلوكياتها ، وطريقتها في التحدث إذا كانت بطبيعتها تتحدث بسرعة ، وهل الأم والأب يتصرفان بطريقة سريعة دائما ، لمعرفة إذا كان نشاط الطفل هذا وسلوكياته حالة وراثية واكتساب ممن حوله .

– يرجع المتخصصون تأثير طريقة المعيشة والحياة داخل الأسرة لحد كبير على فرط نشاط الطفل ، لذا على الأم توفير نمط حياة هادئ داخل المنزل ، والبعد عن مشاهدة أفلام العنف والأكشن ، مشاهدة التلفزيون بصوت منخفض ، تعليم الطفل لأهمية سماع الموسيقى الهادئة والبعد عن الصخب في الأغاني ، إذ أنها سلوكيات تؤثر بشكل واضح على سلوكيات الطفل فيما بعد وهذا يبدأ منذ ولادته ، فلقد لوحظ أن المواليد الذين يعيشون في بيئة هادئة منذ ولادتهم يكتسبون طباع هادئة لا تميل للعنف .

يمكن للأم تقويم سلوكيات طفلها المفرط النشاط بالبدء في تعليمه السير بهدوء ، والجري للعب فقط وليس سلوك دائم في تحركاته ، توفير نشاطات وألعاب مفيدة وهادئة للطفل ،مثل الرسم ، القراءة ، اللعب بالمكعبات ، مشاهدة التلفزيون لفترات قصيرة على أفلام الكرتون التي لا تعرض قصصا عنيفا والذي أصبح سمة هذه الأيام مما أثر بشكل واضح على سلوكيات هذا الجيل من الأطفال والشباب .

لا تحرمي طفلك من اللعب والحركة نهائيا ، إذ يجب أن يشبع الطفل حاجته الطبيعية في الجري واللعب ولكن في الحدائق والنوادي ، ويفضل اشتراك الطفل في لعب رياضية تخلصه من الطاقة الزائدة التي يمتلكها ، وتقوم حركته بشكل مفيد وغير عشوائي .

احرصي على استرخاء طفلك ، وتعلمه الحديث بهدوء وبطء ، حتى يتخلص يوما بعد يوم من النشاط البدني الزائد ، ويصبح عادة طبيعية في طريقة تعامله مع الآخرين ، لذا يمكن اللجوء لتدليك الطفل قبل النوم باستخدام الزيوت العطرية الطبيعية والتي تعطي شعورا بالاسترخاء والهدوء .

يجب تعليم الطفل الحركة والمشي بطريقة هادئة ، والانتباه لما يحيط به من أثاث وأناس وممتلكات بالتمرين المستمر الهادئ ، إذ أن ردود الأفعال العنيفة عند تحطيمه واصطدامه بها يزيد من عنف الطفل وعصبيته ، بل ويعمل على عناده الدائم للأوامر والنصائح .

يمكن للأم المتابعة مع الأطباء النفسيين ومتخصصو التربية بشكل أكثر من الاعتماد على الأدوية ، والذي سيوفر لها العديد من الطرق والنصائح لكيفية التعامل مع الطفل المفرط وتقويم سلوكياته .

كما يمكنك الاطلاع على مقالات أخرى :
نصائح