ثورات الربيع العربي هو الحدث الأهم والأكبر الذي شغل تفكير العالم في السنوات الماضية وتحديدا منذ أواخر عام 2010 إلى يومنا هذا، حيث لا تزال دول من الربيع العربي تنزف بسبب هذه الثورات، ولم يعد الأمر إلى أفضل ما كان عليه من قبل أو على الأقل يعود كما كان، وقد استنزفت ثورات الربيع العربي دما أكثر مما نتخيله، مما يؤكد على فشل ثورات الربيع العربي أو على الأقل لم تجن ثمارها إلى الآن، وقد تحدث الكثير من المؤلفين عن ثورات الربيع العربي وكانت آخرهم الكاتب والباحث ” عبد الله العتيبي” الذي أطلق كتابه الجديد ” ضد الربيع العربي” والذي تناول فيه نظرة على ثورات الربيع العربي من منظور مختلف، فما محتوى كتاب ” ضد الربيع العربي” للكاتب عبد الله العتيبي؟

موضوع كتاب ” ضد الربيع العربي”
تناول الكتاب الجديد ” ضد الربيع العربي” للكاتب عبد الله بن بجاد العتيبي والصادر عن دار مدارك للنشر موضوعات مهمة قد أثارت الجدل حولها منذ عام 2010 وهي ثورات الربيع العربي التي تعتبرها الكاتب زلزالا شارك فيه العديد من الأيادي أبرزهم الدعاية الإعلامية، فقد تناول الكاتب في مقدمة كتابة مستوى القلق بعد الزلزال التونسي الذي تحدث عنه في البداية بشيء من التفاؤل سرعان ما انتقل إلى النقد والمراجعة حتى رأي أن هذا الزلال ما هو إلا وهم كالسراب الذي يحسبه الظمآن ماء.

وقد تناولت فصول الكتاب انتقادات جمة وضحت فيها منهج الكاتب في رؤيته لليبرالية حيث رصد مستوى الضعف لدى الناقد عبد الله الغذامي في تناول الموضوع، ثم فصل مفهوم الثورة وانطلق من مقارنات للاستنارة من تجارب الأمم الأخرى، كما حذر من وهم التطابق في التحليل الاجتماعي، ويرى أن الديمقراطية ليست غاية وإنما هي وسيلة إن تحققت غايتها يغيرها تجزئ عنها وهو الحال في دول الخليج المستقرة القائمة على نمط حكم شيد بالتراضي بين الأفراد ومؤسسة الحكم الرشيد .

الإخوان في كتاب ” ضد الربيع العربي”
وقد ذكر الكتاب أيضا موضوع الغرب لدى الإسلاميين وآثار وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم، ويستعرض في هذا الصدد حكم الإخوان في مصر والآلام التي عاش فيها الشعب المصري بعد الثروة التي كانت تهدف إلى هدف معين ووصل بها المطاف إلى التطرف الذي سرق من المصريين حياتهم وحاضرهم ومستقبلهم، كما تناول أسقام النظريات الثورية والحقوقية والتي شكلت جبهة موحدة من بقايا اليسار وأجنحة الإخوان ودعايات القاعدة، ووضح كيف اجتمع شملها بالربيع، واتخذ الكاتب أسلوب النقاش والتساؤل والنقد لهذه الكتل العدوانية التي تهدف إلى إسقاط أنظمة الحكم وتتآمر على دول الخليج.

وقد نشر المؤلف عبد الله العتيبي بعض من كتابه على حلقات بجريدة ” الشرق الأوسط” حول قصة الإخوان منذ عهد الملك عبد العزيز مرورا بآثارهم في الإمارات، كما نقب في النظرة الأصولية منذ رسائل حسن البنا ومرورا بمقالات سيد قطب بمجلة الرسالة وذلك ضمن تطورات المشهد الأصولي منذ عشرينيات القرن الماضي وحتى اليوم.

منهج كتاب ” ضد الربيع الربيع”
استطاع الكاتب والباحث عبد الله العتيبي في كتابه ” ضد الربيع العربي” أن يوضح المنهج الذي سار عليه بالنقد والتحليل، حيث جعل الظاهرة الأصولية ضمن تحليله سواء كانت شخصية ثقافية أو ضمن حداثية مدعاة أو بسياق التضامن العامي الساند مع الخطابات ذات البعد الثوري التي أدت إلى أزمات المجتمعات بغرض تحسين شروط حضورها على أرض الواقع السياسي لإسقاط أنظمة الحكم في النهاية .

واستخدم الكاتب الأدوات المناسبة للحدث موضع التحليل، وبذلك يكون الكتاب هو أول كتاب يناقش نظريا الحالة الفكرية المضطربة التي سادت في الفترة التي قبل موجة الربيع العربي، وهو مزيج من الشهادة والإدانة بهدف إيقاظ الجميع الذي جرفهم تيار سحر الصورة الثورية بما فيهم الكتاب والمثقفين، حيث فقست في النهاية الربيع العربي الإرهاب وعزز حضور الأصوليات ونشر الجريمة وغيرها من خسائر الدول التي يصعب إحصاؤها.

نبذة عن الكاتب ” عبد الله العتيبي”
هو الكاتب عبد الله بن بجاد العتيبي وهو كاتب مهتم بالشؤون السياسية والثقافية وهو باحث في الحركات والتيارات الإسلامية، ولد في عام 1971م في قرية مصدة النجدية بالقرب من مدينة الدادومي، ثم انتقل  إلى الرياض وأكمل دراسته هناك، وقد تتلمذ على يد عدد من المشايخ أبرزهم المحدث عبد الله بن عبد الرحمن السعد، والشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي والشيخ عبد العزيز بن باز وغيرهم.

وقد كتب في عدد من الصحف العربية كصحيفة الحياة وصحيفة الشرق الأوسط ومجلة المجلة، وكتب أسبوعيا لصفحة الرأي في جريدة الوطن العربي السعودية ثم منع من الكتابة لمدة عامين أو أكثر، وكتب عمودا في الصفحة الأخيرة من جريدة البلاد، كما كتب سلسلة مقالات في جريدة المحايد كانت بعنوان ” في نقد الخطاب السلفي”، وشارك أيضا في التحضير والتوقيع على عدد من بيانات المثقفين السعوديين، وشارك في العديد من الندوات واللقاءات في الفضائيات العربية، وعمل مديرا تنفيذيا لدار نشر أبحاث الفقه، وأيضا مديرا تنفيذيا لمركز الديوان للتدريب القانوني بالمملكة.