يعلم الجميع أنه لا يجب عليك التدخين المباشر أو التعرض للتدخين السلبي بنوعيه الثاني والثالث أثناء فترة الحمل (راجعي مقالنا السابق عن أضرار التدخين أثناء فترة الحمل ) وإذا كنت لا تعرفين ذلك يمكنك قراءة التعليمات الملصقة على المنتجات والتي يمكنها أن تخبرك كل شئ، بكل ما هو قد يكون ضاراً لك أو لطفلك أثناء فترة الحمل ، واهتمام المرأة الحامل بصحتها هو أمر مهم جداً من أجل الحفاظ على فترة حملها بدون مشاكل أو عقبات ، والاهتمام بالأسنان والفم عموماً هو الأمر الأكثر أهمسة فهو جزء من نظافة المرأة الشخصية وأيضاً وقاية كبيرة لها ولطفلها من انتقال العدوى أو الأمراض (راجعي مقالنا السابق عن أمراض الفم والأسنان أثناء فترة الحمل   ) ، ولكن ماذا عن تبييض الأسنان؟ هذا ما سوف نعرفه في السطور القادمة .

تبييض الأسنان هو إجراء تجميلي يساعد على إزالة البقع الموجودة على الأسنان وتغير لونها، والتبييض هو من بين إجراءات طب الأسنان التجميلية الأكثر شعبية لأنه يمكن أن يحسن كثيرا من الشكل الظاهري لأسنانك. والتبييض ليس إجراء لمرة واحدة، وسوف تحتاجين إلى أن تكراره من وقت لآخر إذا كنت ترغبين في الحفاظ على اللون أكثر إشراقا.

أما بالنسبة للجوء الأم الحامل لهذا الإجراء خلال فترة الحمل ، فيجد معظم الأطباء بأن أي مادة توضع على الجلد يكون لديه القدرة على أن يمتصها إلى مجرى الدم ويمكن أن تكون قادرة على عبور المشيمة، لذلك ينصح العديد من الأطباء بتوخي بعض الحذر، ويقول أندرو هيلي، دكتوراه في الطب، طبيب التوليد في المركز الطبي الدولي في خليج سبرينغفيلد، ماساشوستس. إذا كنت غير متأكدة ما هو آمن، فتوجهي إلى الطبيب بالمنتجات التي ترغبين في استخدامها من أجل رؤيتها وتحليلها ، يوصي جون بيلي، دكتوراه، كبير العلماء في مجلس منتجات العناية الشخصية ، بالحذر عند اللجوء إلى الخضوع لعمليات تبييض الأسنان فهي حتى الآن غير معروفة أضرارها .

كيفية تبييض الأسنان  : يمثل البيروكسيد العنصر النشط في مبيضات الأسنان، وهو آمن للبالغين حتى لوتم ابتلاع بعضه أثناء عملية التبييض، ويقول كولين أوليتسكي Olitsky، نائب العضو المنتدب لطب الأسنان التجميلية في بونتي فيدرا بيتش، فلوريدا “أنه مازال هناك الكثير ونحن لا نعرفة حول كيفية تأثير المواد المستخدمة في تبييض أسنان الأم على الأجنة خلال فترة الحمل. لذا فمن الحكمة الانتظار حتى تضع الأم مولودها ثم تقوم بعملية تبييض الأسنان التي ترغب بها”. كذلك يمكن للأم الحامل استخدام  معجون الأسنان المبيض بدلا من ذلك ، والأهم من كل ذلك المداومة على استخدام الفرشاة يومياً ، والخيط ، ومراجعة الطبيب بانتظام من أجل الحصول على جلسات لتنظيف الأسنان. ولا ينصح بإجراء تبييض للأسنان خلال فترة الحمل، وينبغي أيضا تجنب أي منتجات دون وصفة طبية، وتقول إليسا ميلو رئيس هيئة مستحضرات التجميل ومقرها نيويورك وطبيب الأسنان الترميمية ، ” أن المواد الكيميائية التي يتم استخدامها أثناء العملية هي في حقيقتها مواد كاوية إلى الخلايا، ونحن لا نستطيع أن نعرف على وجه اليقين ما الضرر الذي قد تفعله تلك المواد بشأن تطور نمو الجنين”، كما أوضحت أنه يمكن إزالة البقع بأمان، وذلك بعمل عجينة من الفراولة متساوية الأجزاء، وإضافة بعض صودا الخبز على فرشاة الأسنان ، مع  السماح لها بالبقاء على الأسنان لمدة خمس دقائق قبل الشطف

وبإيجاز نستطيع القول : إذا لم تكن هناك ضرورة، فإنه من الواجب على الأم الانتظار حتى تضع مولودها ثم تقوم بعمل تبييض للأسنان إذا كانت ترغب في ذلك ، ويرى الخبراء في جمعية أطباء الأسنان البريطانيين أنه آمن تماما أن تقومين بتبييض أسنانك ولكن إذا تم تنفيذ ذلك من قبل فنيين الأسنان المدربين. ولكن إذا تم إجرائها كعملية تجميلية فنحن ننصح الأمهات بالانتظار حتى بعد ولادة الطفل.

ماذا عن تبييض الأسنان المنزلي ؟
في المملكة المتحدة، في ظل الأنظمة الأوروبية، لا يمكن أن تستخدم منتجات تبييض الأسنان التي تحتوي على ما بين 0.1٪ و 6٪ بيروكسيد الهيدروجين إلا من قبل طبيب الأسنان. ويحظر بيع وتداول أي من المنتجات مع أكثر من 6٪ بيروكسيد الهيدروجين مع العامة مباشرة.

ذلك أن مجموعات تبييض الأسنان الخاصة ، والهلام والمعاجين متوفرة في الصيدليات في المملكة المتحدة المتاحة للعامة من الناحية القانونية فقط تحتوي على ما يصل إلى 0.1٪ بيروكسيد الهيدروجين. لذا، إذا كنت ترغبين في شراء المنتجات عبر الإنترنت من الولايات المتحدة أو دول أخرى، فإنه يمكن أن يكون سعرها أعلى بكثير من تلك الموجودة داخل دولتك.

ليس هناك ما يكفي من الأبحاث حول ما إذا كان يمكن أن تضر طفلك، ولكن المستويات العالية من بيروكسيد الهيدروجين، أو سوء تركيب الهلام داخل الفم يمكن أن تسبب بعض الأضرار بما في ذلك:
– ترقيق المينا
– انحسار اللثة
– حرق الأنسجة الرخوة (اللثة)

لذا إذا أرادت المرأة هنا إجراء تبييضاً للأسنان فيجب عليها الانتظار لما بعد الدخول في الثلث الثاني من الحمل حتى لا يتم تعريض الجنين للأذى ، ذلك أن إجراءات تبييض الأسنان يمكنها أن تؤثر على محتوى اللعاب، تمعدن الأسنان، أو تسبب الحساسية. رغم عدم وجود دليل على أن تبييض الأسنان أثناء الحمل يؤثر على الجنين، فمن الأفضل أن يؤجل إجراء تبييض حتى تلد الأم ، ومن المهم جدا الحفاظ على الأسنان واللثة بصحة جيدة جدا ، ذلك أن التهاب اللثة أثناء الحمل وأمراض اللثة يمكن أن تكون في الواقع خطرا على الجنين .

كذلك يتسبب التبييض في آثار جانبية خطيرة؛ حيث تصبح أسنان بعض الناس أكثر حساسية لفترة قصيرة، وقد يحدث تهيج خفيف في اللثة أيضاً ، لذلك لا ينبغي للمرأة أن تقوم بتبييض أسنانها أثناء الحمل. وليس من المعروف تأثير مواد التبييض على نمو الجنين.