تقوم قواعد اللغة العربية على كثير من الأشكال والصور المختلفة تبعًا لموضع الكلمة في الجملة ونوعها من حيث كونها اسم أو فعل أو حرف ، ومن بين هذه القواعد المهمة قاعدة نائب الفاعل الذي يأتي ليحل محل الفاعل ، ويوجد نائب الفاعل في مواضع كثيرة في القرآن الكريم ، ويأخذ نائب الفاعل أهميته من كونه جاء بديلًا للفاعل في الجملة نتيجة لحذف هذا الفاعل.
تعريف نائب الفاعل
هو اسم مرفوع يحل محل الفاعل المحذوف في جملة ما ويأخذ أحكامه ، ويتغير الفعل في الجملة ليصبح فعلًا مبنيًا للمجهول ، فعلى سبيل المثال يصبح في الماضي “فُعل” بدلًا من “فَعل” ؛ وفي المضارع “يُفعل” بدلًا من “يَفعل”.
مثال : “أكل وليد الطعام” (الفاعل : وليد) ، وتتغير الجملة في حالة البناء للمجهول لتصبح “أُكل الطعام” (تم حذف الفاعل وأصبحت كلمة الطعام نائب فاعل مرفوع).
أنواع نائب الفاعل
قد يأتي نائب الفاعل ظاهرًا مثل “أُكل الطعام – ضُرب الولدان” ؛ حيث يكون نائب الفاعل في هذه الحالة كلمة واضحة ظاهرة ، وقد يكون نائب الفاعل مضمر مثل “بُعثت – بُعثوا – بُعثنا” ؛ حيث يحل الضمير هنا محل نائب الفاعل بدلًا من الكلمة الظاهرة ، ويتم إعراب الضمير على أنه ضمير متصل بالفعل المبني للمجهول في محل رفع نائب الفاعل ، وقد يأتي الضمير منفصلًا عن الفعل مثل “ما يؤخذ إلا هو” ، وقد يأتي الضمير مستتر أي غير موجود ويُستدل عليه من خلال المعنى مثل “لن تُهزم” وهنا نائب الفاعل “أنت” ضمير مستتر غير ظاهر في محل رفع نائب الفاعل.
أمثلة عن نائب الفاعل بالقران
لقد ورد في القرآن الكريم العديد من الأمثلة على نائب الفاعل ومن بينها :
قال الله تعالى “ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ” ، وفي هذه الآية جاء نائب الفاعل كلمة ظاهرة وهي “الأرض “، ويتم إعرابها على أنها نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة للفعل المبني للمجهول “زُلزلت”.
ومنها أيضًا قوله تعالى “وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ” ، والفعل المبني للمجهول في هذه الآية هو “قُرئ” أما نائب الفاعل فهو “القرآن” وهو نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
وفي ذلك ورد أيضًا قوله تعالى “يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ” ، وجاء نائب الفاعل هنا كلمة “المجرمون” وهي نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم ؛ والفعل المبني للمجهول هو “يُعرف”.
وجاء أيضًا قوله تعالى “ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنَ الله وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ الله وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ” ، وفي هذه الآية أكثر من فعل مبني للمجهول ، والفعل الأول هو “ضُربت” ونائب الفاعل لهذا الفعل هو كلمة “الذلة” وهي نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، والفعل الثاني هو “ثُقفوا” وهو فعل مبني للمجهول يتصل به ضمير وهو “الواو” في محل رفع نائب فاعل ، والفعل الثالث هو “ضُربت” ونائب الفاعل لهذا الفعل هو كلمة “المسكنة” وهي نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
ومن الأمثلة أيضًا على وجود الضمير كنائب فاعل قوله تعالى “وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا” ، وفي هذه الآية جاء الفعل المبني للمجهول “وُلدتُ” وقد اتصل به “حرف التاء” ليكون ضميرًا في محل رفع نائب فاعل ، بينما الفعل “أُبعث” هو فعل مبني للمجهول أيضًا ولكن نائب الفاعل عن هذا الفعل هو ضمير مستتر تقديره أنا في محل رفع نائب الفاعل.