منذ بداية كرة القدم نجد أختلاف ما بين ممارسي كرة القدم حول العالم فالأختلاف هنا أختلاف جوهري فالرياضة في العادة تقسم الرياضيين الى فئات فهناك مثلا قارة تتقدم على قارة في لعبة ما مثل كرة القدم فقارة أوروبا منتخبتها متقدمة في التصنيف عن قارة أسيا و أفريقيا مثلا ، وكذلك الأندية الأوروبية تكون في فئة أعلى من الفرق الأسيوية والأفريقية وهذا ليس عنصرية وأنما راجع للنتائج التي تظهر دائما تفوق أبناء القارة العجوز على قارتي أفريقيا وأسيا ، نفس الأمر هنا ينطبق على اللاعبين فهناك لاعبين ب 100 مليون دولار وهناك لاعب أخر ب 50000 دولار وهذا راجع لفرق الأمكانات ما بين هذا وذاك ، نفس الأمر ينطبق على المدربين ، فهناك مدربين على مستوى تدريبي يصنف من الفئات الأولى وهناك مدربين يأتون في المرتبة الأقل ، وهكذا ولعل المدربين الذين في المرتبة الأولى منطقيا يكونوا على نفس الأمر يدربون أفضل الأندية في العالم مستغلين هذا الشخص الذي من الممكن أن يضيف لفريقهم ، وفي السنوات الأخيرة ظهر على الساحة كثير من المدربين المخضرمين وفي نفس الوقت يتميزون بصغر السن عن أقرانهم وهناك جيل الخبرة الذي مازال يعطي كرة القدم بخبرته وجهده وعطائه رغم أنه تعدى الستون عاما ورغم كبر السن تجد أن بعض الأندية الكبيرة والمنتخبات تسعى للتعاقد معهم ، وهناك المدربين الذين يجمعوا ما بين الشباب والخبرة وأصحاب أسماء رنانة في عالم التدريب ، ومن ضمن هؤلاء المدربين هو المدرب الألماني الكبير يواخيم لوف والذي يعتبر من أفضل المدربين في الوقت الحالي على مستوى العالم وفيما يلي أهم معلومات عن هذا المدرب .
مسيرة يواخيم لوف
: في الثالث من فبراير عام 1960 ولد اللاعب يواخيم لوف في مدينة شوناوام شفار تسفالد في ألمانيا الغربية وهو لاعب خط وسط بدأ كرة القدم عام 1978 في نادي الدرجة الثانية فرابيورغ الالماني ، وشارك في 71 لقاء وسجل 18 هدف ، وفي عام 1980 أنتقل الى نادي تشوتجارت ولم تدم التجربة طويلة ، وفي عام 1981 أنتقل الى نادي فرانكفورت وشارك في 24 لقاء وسجل خمس أهداف ، وفي عام 1882 أنتقل الى نادي فرابيورغ وشارك معهم في 65 لقاء وسجل 25 هدف ، وأختتم مشاوره الأحترافي في نادي اف سي شافهاوزن ونادي فينترتور السويسري عام 1994 ، ولم يلعب مع المنتخب الألماني الأول أي مباراة دولية ولكنه لعب أربع مباريات فقط مع منتخب الشباب 21 عام ، ولذلك يتضح لنا ضعف السيرة الذاتية للوف عندما كان لاعبا ولكن يبدو هنا اننا سنلاقي النقيض تماما عندما أقبل على مهنة التدريب وهو ما سوف نراه خلال الأسطر التالية .
مسيرة يواخيم لوف كمدرب :
أتجه يواخيم لوف بعد الأعتزال مباشرة الى التدريب حيث أنه كان يريد أن يجنح في هذا المجال فتولى تدريب نادي فينترتور ، بعدها تحدث معه المدرب الكبير لرولف فرينجر من أجل أن يكون مساعد له خلال توليه تدريب نادي تشوتجارت بعدها جاء عرض للمدرب فرينجر فأضطر الى ترك النادي مما جعلت الأدارة الفنية للنادي تختار وتجازف بالمدرب الشاف يواخيم من أجل القيادة الفنية للفريق وبالفعل أستطاع أن يفوز بكأس ألمانيا والوصول الى المباراة النهائية في كأس الكؤوس الأوروبية ، بعدها سافر ال تركيا بعد تلقيه عرض من نادي فنربخشة عام 199لكن لم تدم المدة طويلة فأنتقل الى نادي كارلسروهه ولكنه أيضا ترك افريق بسبب العروض الفنية السيئة ، وفي عام 2001 تولى تدريب نادي أداناسبور ولكنه أقيل بسبب النتائج أيضا ، بعدها أنتقل الى الدوري النمساوي وفاز ببطولة الدوري النمساوي تيرول انسبروك ولكنه ترك الفريق في نفس العام بسبب أفلاس النادي ، بعدها لم يتلقى لوف أي عروض لمدة سنتين ولكن بعدها جاءت النقلة التي ينتظرها لوف عندما تلاقى أتصالات من يورجن كلينسمان مدرب منتخب ألمانيا من أجل ان يكون مساعدا له في كأس العالم الذي سيقام في ألمانيا عام 2006 ، وخلال بطولة القارات وكأس العالم قدما مع المنتخب الألماني أداء ممتع في معظم مبارايات البطولتين وفاز المنتخب الألماني بالمركز الثالث في البطولتين .
مدرب المنتخب الألماني
لوف وفي أعقاب بطولة كأس العالم 2006 وأعلان كلينسمان عدم تجديد العقد تولى بطل مقالنا تدريب المنتخب الألماني وحقق خلال أول عامين حتى بطولة أوروبا نتائج إيجابية كبيرة وفي بطولة الأمم الأوروبية قدم المنتخب الألماني الكثير من الحلول الهجومية جعلته يدخل المربع الذهبي للبطولة بل العكس وصل المنتخب الألماني الى المباراة النهائية بعد الفوز على منتخبات البرتغال وتركيا في الأدوار الأقصائية ، ولكن في نهاية البطولة خسر المنتخب الألماني بنتيجة 1-0 من المنتخب الأسباني .
في بطولة العالم 2010 تغير ملامح المنتخب الألماني من حيث الأفراد وصعد بمجموعة جديدة من الشباب مثل خضيرة وأوزيل ومولر وقدم مباريات رائعة وأكتسح كل من الأرجنتين وأنجلترا بالأربعة ودخل المربع الذهبي ولكنه خرج على يد المنتخب الأسباني ، وفي عام 2012 واصل لوف العروض الأوروبية القوية في بطولة الأمم الأوروبية ووصل لوف الى الدور قبل النهائي ولكنه خرج على يد المنتخب الإيطالي ، وفي عام 2014 أستطاع يواخيم لوف أخيرا أن يصنع الأنجاز والفوز بكأس العالم في البرازيل بعد تقديم أداء كبير وممتع وأستطاع أن يقدم مباراة العمر أمام المنتخب البرازيلي في الدور قبل النهائي والفوز بنتيجة 7-1 في نتيجة لم يصدقها البعض لأيام ، وأستطاع الفوز في المباراة النهائية على المنتخب الأرجنتيني بنتيجة 1-0 ، بعدها وفي 2016 قدم مستوى جيد في بطولة الأمم الأوروبية ولكنه خرج من الدور قبل النهائي على يد صاحب الجمهور والأرض بنتيجة 2-0 هذه النتائج الأيجابية تصب في مصلحة المدرب الذي يريد تكرار الأنجاز في كأس العالم 2018 بروسيا .
أما أنجازات لوف من حيث البطولات سنجد أنه فاز مع فريق تشوتجارت بكأس ألمانيا وبطولة الدوري النمساوي مع نادي انسبروك ، ومع المنتخب كأس العالم 2014 ودائما منذ أن تولى تدريب المنتخب الألماني ما يكون لوف في المربع الذهبي لأي بطولة قارية أو في كأس العالم .