تعد الزراعة من أعظم الاختراعات التي قام بها الإنسان وإن كانت هي الاختراع الأعظم عبر تاريخ البشرية، فبمجرد أن عرف الإنسان القديم الزراعة تحولت حياته التي كانت تعتمد على التنقل والصيد فأصبح الإنسان البدائي يستوطن بعض المناطق الخصبة التي تحتوي على الماء العذب والأرض الصالحة للزراعة، ومنها تكونت الدول والمجتمعات، وكذلك الزراعة تطورت وأصبح هناك العديد من الطرق الحديثة

الزراعة

تعد الزراعة هي العملية الإنتاجية الأولي والرسمية لكي يحصل الإنسان على الطعام والغذاء، عن طريق العناية بالأرض وجعلها صالحة للزراعة وحرثها ووضع البذور أو الشتلات فيها وريها وتسميدها، وغيرها من العمليات المطلوبة لإنتاج النباتات.

مع الزمن تطورت الزراعة وأصبح هناك العديد من الأسمدة الكيميائية والعضوية والأدوية للنباتات حتى تزيد من كفاءتها من خلال عالجها وحمايتها من الآفات الضارة، وظهرت طرق أخرى للزراعة لا تعتمد على الأراضي أو التربة بل تعتمد على الماء، فيما يعرف بالزراعة بدون تربة، أو الزراعة المائية .

الزراعة المائية

تتم العديد من الدراسات حول الزراعة وحول إمكانية الاستفادة بأقصى حد منها وإيجاد العديد من الطرق الأخرى لتنمية الزراعة، وأظهرت الدراسات أن النبات يمكنها أن تعيش وتنمو بدون الحاجة إلى التربة إذا توافرت لها ما تحتاجه من غذاء في الماء، بالإضافة إلى الأسمدة وغيرها المكونات التي تحتاجها النباتات.

هذه الطريقة تعد طريقة جيدة للغاية للمناطق الصحراوية أو الأماكن التي تحتوي على أراضي زراعية ضيقة، فالزراعة المائية لا تحتاج إلى المساحة التي يحتاجها النبات في الزراعية التقليدية، وتعتمد الزراعية المائية على الأنابيب المائية فيتم فتح فتحات في هذه الأنابيب التي يمر فيها الماء ويتم زراعة الشتلات فيها ومن الممكن أن نقوم وبتنبيت الشتلات في الماء أيضاً، مع إضافة المواد الغذائية اللازمة للنبات في الماء وإضافة الأسمدة.

مكونات الزراعة المائية

حوض التغذية والتفريغ

هو عبارة عن حوضين من الماء واحد مخصص للعناصر الغذائية للنبات والأسمدة، الذي يمد الأنابيب المائية بالأغذية والأسمدة وغيرها من المواد الأخر لتغذية النباتات، والحوض الثاني للتفريغ، الذي يفرغ فيه الماء بعد أن يخرج من الأنابيب، وفي بعض الأحيان يتم استخدام حوض واحد يتم تفريغ المياه فيه ثم تعود مرة أخرى إليه.

مضخة لنقل الماء عبر الأنابيب

لا يهم أن تكون حجم هذه المضخة كبيرة أو بقدرات عالية ففي الغالب الزراعة القائمة على الزراعة المائية لا تحتاج إلى ضخ المياه إلى مناطق بعيدة أو عالية لأن الأنابيب لسيت بهذا الطول العالي بل أن طولها قد يصل في أقصى طول إلى نصف ارتفاع طول الإنسان العادي.

شبكة الأنابيب

الأنابيب المائية هي الأساس في هذه العملية، حيث يكون قطر الأنابيب ما بين أربعة لست إنشات تقريباً، هذه الأنابيب مزودة بفتحات لنباتات في الجهة العلوية من الأنابيب، وهو المكان الذي يتم وضع الشتلات فيه، وغالباً يتم وضع هذه الأنابيب بطريقة أفقية تقريباً، واحدة فوق الأخرى بشكل أفقي، أو من الممكن أن يتم ترتيبها بشكل هرمي.

أصص

هي عبارة عن أوعية طينية يتم وضع الشتلات فيها، وفي حالة الزراعة المائية يتم استخدام الأصص وتثبيتها في الأنابيب على الفتحات ومن الممكن أن تحتوي على بعض الحصى لكي يتم تثبيت الشتلات فيها.

هل الزراعة المائية عضوية ؟

مع الاستخدامات الواسعة للأسمدة والمبيدات الحشرية للنبات في الزراعة لحمايتها وتغذيتها أدي هذا إلى العديد من المشاكل الصحية بسبب المواد الكيميائية التي يتم استخدامها، مما جعل العديد من الناس يلجئون إلى زراعة العضوية، حيث يتم استبدال الأسمدة والمغذيات بأسمدة عضوية، حتى تحافظ على نقاء النباتات وعدم تلوثها بالمواد الكيميائية.

ولكن هل الزراعة المائية تعد زراعة عضوية؟ الإجابة على هذا السؤال ترجع إلى المواد والأسمدة التي يتم إضافتها في المياه للنباتات فإذا كان يتم استخدام أسمدة عضوية فقط فهذا يعني أنها زراعة عضوية، ولكن في أغلب الأحيان يتم إضافة أسمدة كيميائية للماء حتى ولو بكميات قليلة عن التي يتم استخدامها في الزراعة التقليدية مع العلم أن الزراعة المائية لا تستخدم المبيدات الحشرية أو الأدوية لأنها لا تتعرض بشكل أساسي للتربة أو للجو العام الذي ينتقل منها هذه الحشرات.