القلب هو العضلة اللاإرادية التي تنبض وتعمل بدقة شديدة وانتظام رائع لتمد جميع اجزاء الجسم بالدم اللازم لتقوم بمهامها الوظيفية ، فالقلب هو سر حياة الإنسان ووجوده ، وأهمية القلب تجعل أي مرضآ يصيبه يشكل مخاوف كثيرة للمرضى ، فأمراض القلب هي أخطر الامراض والتي قال عنها علماء القلب أن الأمراض القلبية هي أكبر أعداء الإنسان القاتلة ن وأن أمراض القلب أصبحت أخطر أمراض العصر نظرآ لأن نسبة الزيادة في الإصابة بالأمراض في تزايد مستمر رغم كل التطور الذي حدث في أساليب الفحص والتشخيص والعلاج ، وحتى التوعية الصحية للوقاية من أمراض القلب او التعايش معها حال الإصابة بها أحرزت بعض التقدم ، لكن ماتزال أمراض القلب تهدد حياة الكثيرين .

وأخطر ما يواجه مرضى القلب هي مخاوف التعرض للجلطات القلبية ، والجلطات القلبية هي حدوث تجلط بالدم الموجود بالقلب في الشرايين أو الأوردة مما يتسبب في إنقطاع الدم المحمل بالاكسجين عن القلب حتى يتوقف إن لم يتم علاج الجلطة بشكل سريع ، وقد ينتج عن الجلطات القلبية الموت في الحال ، وهذا هو وجه الخطورة في مشكلة جلطات القلب ، وفي حالة علاج جلطة القلب وإنقاذ حياة المريض ، يظل خطر التعرض لمضاعفات جلطات القلب موجودآ ، فجلطات القلب قد تتسبب في مضاعفات للقلب وأمراض كثيرة ، ويؤكد الاطباء أن مضاعفات جلطات القلب تختلف من حالة مرضية لحالة أخرى ، فالحالات الخطيرة تختلف عن الجلطات البسيطة بالنسبة للمضاعفات وبالتالي يجب معرفة أكثر المضاعفات التي قد يتعرض لها مريض جلطة القلب وهي :

1 – تكرار التعرض للجلطة مرة أخرى : إن تكرار حدوث جلطة بالقلب بعد الجلطة الأولى إحتمال وارد بنسبة كبيرة ، تصل غلى 40 % ، لذلك عند علاج الجلطة القلبية يلجأ الطبيب لإعطاء مريضه أدوية مميعة للدم ومضادة للجلطات ، بالإضافة غلى إلزام المريض بالمتابعة الطبية كل فترة لضمان عدم تكرار هذه الجلطة .

2 – ضعف عضلة القلب : يعرض مريض الجلطة القلبية للإصابة بضعف عضلة القلب ، فتصبح قوة عضلة القلب أقل في ضخ الدم والنبض ، فيشعر المريض بحالة من ضيق النفس وألم الصدر وبطء النبض الملحوظ ، ولو لم تعالج هذه الحالة قد تصاب عضلة القلب بالقصور والفشل .

3 – خلل في نظم القلب : هنالك حالات من مرضى الجلطة  القلبية معرضون للإصابة بخلل في نبضات القلب ، فيصاب القلب إما بتسارع شديد للنبض وقد يكون مؤلمآ ومزعجآ للمريض ، أو ببطء في نبض القلب ، ويشعر فيه المريض بإعياء شديد وتعب وألم بالصدر ، وضيق شديد بالتنفس ، وخطورة خلل نظم القلب أنها يترتب عليها مضاعفات أخطر كالسكتات القلبية وخلل في كهرباء القلب .

4 – تمزق القلب : يحدث لبعض مرضى جلطات القلب تمزق في جدران وعضلة القلب ، ونسبة الإصابة بهذا المرض ليست قليلة ، ومشكلة التمزق أنه قد يسبب الوفاة خلال أيام قليلة جدآ من حدوثه ، فيلجا الطبيب لإجراء عمليةقلب مفتوح لإنقاذ قلب المريض قبل إصابته بالتلف التام ، والحل هنا هو ضرورة المتابعة الطبية بعد الشفاء من الجلطة لمنع الإصابة بتمزق القلب أو إنقاذ القلب في أسرع وقت حال حدوث التمزق .

5 – الصدمة القلبية : يقول أطباء القلب أن الصدمة القلبية أكثر خطورة وأكثر تهديدآ للحياة من الجلطة القلبية ، وهي تصيب نسبة 20 % من مرضى جلطات القلب ، وأعراضها واضحة يلحظها المريض بوضوح مثل الإغماء ورفرفة القلب والإعياء ، وكلما كان كشف حالة الصدمة مبكرآ كلما كان العلاج أسهل دون تطور المضاعفات ووصولها لمضاعفات أخرى .

وبشكل عام فإن العامل المشترك بين كل هذه المضاعفات هو ظهور أهمية المتابعة الطبية المستمرة بعد الجلطة ، فالمتابعة تجعل الطبيب قادرآ على ملاحظة أي تغيير وبداية ظهور المضاعفات ، فيتمكن من التعامل معها قبل تفاقم المشكلة .