الأيوبيين أو ما يعرفون ببني أيوب هم من الأسر التي استطاعت حكم مناطق عديدة من العالم الإسلامي خلال الفترة ما بين القرن الثاني عشر والثالث عشر الميلادي ، فقد استطاع الأيوبيين السيطرة على مناطق تركيا ، ديار بكر ، الشام والحجاز ، شمال العراق ومناطق جنوب وشرق اليمن ، وتأسست الدولة الأيوبية علي يد صلاح الدين الأيوبي والذي اتخذ من مصر قاعدة للدولة وتم استقلال العديد من أجزاء الدولة الأيوبية لتحكم من خلال أفراد عائلة الأيوبيين وسقطت الدولة بسبب النزاعات المختلفة مع المغول بالشام والعراق والمماليك في مصر.
أصول الأيوبيين
يرجع البعض إلى أن أصل الأيوبيين يعود إلى أكراد أرمينيا أو أذربيجان المستعربين بينما يؤكد الأيوبيين بأن أصولهم عربية وينكرون هذا الرأي وانهم نزلوا في ديار الأكراد وتزوجوا منهم كما يذكر البعض إلى أن نسبهم يرجع إلى قريش ويتضح لنا من ذلك أن المؤرخين اختلفوا في تحديد نسب الايوبيين الحقيقي بسبب التضارب في الروايات المحددة للأصل.
انهيار الدولة الفاطمية في مصر بسبب الصراع الكبير على كرسي الوزارة فقد قام أحد المتنافسين على كرسي الوزارة وهو شاور باللجوء إلى نور الدين زنكي حتي يعيده لمنصبه بعد الانقلاب عليه ، كما قام الوزير ضرغام بالاستعانة بالصلبيين فقام نور الدين زنكي بإرسال حمله بقيادة أسد الدين شير كوه ومعه معاونيه من قادة الحملة ومن هؤلاء القادة صلاح الدين الأيوبي ، وحقق أسد الدين شير كوه انتصارا عظيما من خلال انتزاعه الوزارة في مصر ولبث في حكم البلاد ثلاثة أشهر ثم وافته المنية ليخلفه في القيادة من بعده ابن أخيه صلاح الادين والذي بسط السيطرة في وقت قصير جدا وأعاد تبعية مصر للدولة العباسية ومنع الدعاء للخليفة الفاطمي ومن ثم أمر بالدعاء للخليفة العباسي وقام بإغلاق مراكز الشيعة الفاطمية ونشر المذهب السني.
فتوحات صلاح الدين وتوسيع الدولة الأيوبية
توجه صلاح الدين الأيوبي غلى بلاد الشام وذلك بعد وفاة نور الدين زنكي ليدخل دمشق ويسيطر على حمص وحلب ليصبح صلاح الدين الايوبي سلطان على مصر والشام ، وقام صلاح الدين بتحصين جنوب فلسطين لتمتد الدولة إلى بلاد الحجاز وقد كان صاحب قاعة الكرك يدبر لعملية الهجوم على الأماكن المقدسة في مكة والمدينة فقام صلاح الدين بالاعتناء بميناء جدة وميناء القلزم استعدادا منه للاستيلاء على ميناء أيلة ” العقبة” والذى حشد فيه صاحب الكرك أسطولا بحريا ضخما ، كما ان صلاح الدين الايوبي استطاع أن يسترد بيت المقدس في 27 رجب علم 583ه والموافق 2 أكتوبر 1187م في معرقة حطين ، بعد تلك الانتصارات استطاع صلاح الدين الأيوبي اسقاط كافة الموانئ التابعة للشام عدا ميناء أنطاكية وميناء طرابلس ، وانتهت الحرب الصليبية الثالثة بأخذ الصليبين لمدينة عكا وتم توقيع صلح بين الطرفين صلاح الدين الأيوبي وريتشارد قلب الأسد وسمي بصلح الرملة.
خريطة الدولة الأيوبية
تم تقسيم الدولة الأيوبية بعد وفاة صلاح الدين الأيوبي على ابنائه وكانت كالتالي:
– مصر من نصيب عماد الدين أبي الفتح والملقب بالعزيز.
– دمشق من نصيب نور الدين على والملقب بالأفضل.
– حلب من نصيب الظاهر غازي غياث الدين.
– الكرك والشوبك من نصيب العادل أخو صلاح الدين.
– بعض مدن الشام واليمن من نصيب أبناء عمومته.
– بلعبك واعمالها من نصيب الأمجد مجد الدين.
– حماة تحت حكم الملك منصور الأول.
– اليمن وجزيرة العرب تحت حكم سيف الإسلام.
صلاح الدين الايوبي عام 589ه وبعد تقسيم الدولة الأيوبية كما ذكر والتي كانت تضم تحت طياتها مصر والشام وفلسطين تنافس العزيز والافضل في السيطرة على بيت المقدس والذي انتهي بترتيب جديد لحكم الأسرة الأيوبية يتضمن احتفاظ الأفضل بدمشق وطبرية على أن يتخلى عن بيت المقدس للعزيز كما يتخلى الافضل عن اللاذقية وجبلة للظاهر غازي ويتم الاعتراف بسيادة الأفضل من قبل العزيز.
لم يصلح الأفضل للزعامة بسبب ضعفه وانشغاله عن شئون البلاد ووضع الثقة بيد وزيره ضياء الدين مما جعل الأمراء يفرون لمصر ويلتفون حول الملك العزيز مما أدى إلى النزاع الذي دام 7 سنوات بين الأخوين والذي انتهى بزعامة العادل لسلطنة البلاد وزادت الخلافات بين أمراء بني أيوب وتصارعوا فيما بينهم من أجل الحصول على كرسي الحكم ومن أهم من تولوا الحكم الصالح أيوب الذي استطاع استرداد بيت المقدس ودمشق وعسقلان وذهب للمنصورة للقاء الحملة الصليبية إلا أنه مرض حتى الوفاة وأرسلت شجر الدر لتوران شاه لحكم البلاد والذي خطط للقضاء على شجرة الدر ومن معها من المماليك إلا أن المماليك استطاعوا القضاء على توران شاه ومن هنا ادى الامر الى سقوط الدولة الأيوبية.