من بين 55 دولة توجد في أفريقيا ، نجد أن 16 من هذه الدول غير ساحلية أو يطلق عليها مصطلح الدول الحبيسة ، وهذه الدول هي بوتسوانا ، بوركينا فاسو ، بوروندي ، جمهورية أفريقيا الوسطى ، تشاد ، إثيوبيا ، ليسوتو ، ملاوي ، مالي ، النيجر ، رواندا ، جنوب السودان ، سوازيلاند ، أوغندا ، زامبيا وزيمبابوي .
يتكون حوالي ثلث القارة الأفريقية من دول لا تستطيع الوصول إليها من المحيط أو من البحر ، ومن بين هذه البلدان غير الساحلية في أفريقيا ، تم تصنيف 14 منها على أنها منخفضة في مؤشر التنمية البشرية ، وهو إحصاء يأخذ في الاعتبار عوامل مثل متوسط العمر المتوقع والتعليم والدخل الفردي .
لماذا تُسمى هذه الدول بالحبيسة
يمكن أن يكون لمستوى المياه في أي بلد تأثير هائل على اقتصادها ، وحيث أن بعض الدول تكون غير ساحلية ، فإن هذا يُمثل مشكلة أكبر بالنسبة لاستيراد وتصدير البضائع لأن نقل المنتجات عبر المياه أرخص بكثير من نقله عبر الأرض ، حيث أن النقل البري يستغرق أيضًا وقتًا أطول ، وهذه العوامل تجعل من الصعب على البلدان غير الساحلية المشاركة في الاقتصاد العالمي ، وبالتالي تنمو الدول غير الساحلية ببطء أكبر من البلدان التي تحصل على المياه ، ولذلك سُميت باسم الدول الحبيسة .
تكاليف النقل والعبور في الدول الحبيسة
بسبب انخفاض فرص الوصول إلى التجارة ، غالبًا ما تكون البلدان الحبيسة غير الساحلية معزولة عن بيع وشراء البضائع ، وتكون أسعار الوقود التي يتعين عليهم دفعها وكمية الوقود التي يجب عليهم استخدامها لنقل البضائع والناس أعلى بكثير عن المعدل الطبيعي ، بالإضافة إلى أن سيطرة الشركات الكبرى التي تنقل البضائع على هذا المجال يمكن أن تجعل أسعار الشحن مرتفعة بشكل مصطنع ومبالغ فيه .
اعتماد الدول الحبيسة على الدول المجاورة
من الناحية النظرية ينبغي للمعاهدات الدولية أن تضمن وصول البلدان الحبيسة إلى المحيطات ، ولكن كيف يمكن ان تتغلب الدول الحبيسة على مشكلاتها ، في الحقيقة هذا ليس بالأمر اليسير دائمًا ، حيث تحدد الدول الساحلية طرق العبور مع إمكانية الوصول إلى السواحل وكيفية تنفيذ هذه المعاهدات ، وإذا كانت الحكومات فاسدة يمكن أن تضيف طبقة إضافية من التكلفة أو التأخير في شحن البضائع ، بما في ذلك اختناقات الحدود والموانئ والتعريفات الجمركية أو مشاكل اللوائح الجمركية .
إذا لم تكن البنية التحتية لجيرانهم متطورة بشكل جيد أو كانت المعابر الحدودية غير فعالة ، فهذا يضيف إلى مشاكل البلد الحبيس غير الساحلي ، وعندما تصل بضائعهم أخيرًا إلى ميناء فإنهم ينتظرون وقتًا أطول لإخراج بضائعهم من الميناء أيضًا ، ناهيك عن الوصول إلى الميناء في المقام الأول .
إذا كان البلد المجاور غير مستقر أو في حالة حرب ، فقد يكون من المستحيل نقل البضائع الخاصة بالبلد الحبيس غير الساحلي عبر ذلك الجار الساحلي .
مشاكل البنية التحتية في الدول الحبيسة
من الصعب على الدول غير الساحلية بناء البنية التحتية وجذب أي استثمار خارجي في مشاريع البنية التحتية التي تسمح بمرور الحدود بسهولة ، واعتمادًا على الموقع الجغرافي للدولة الحبيسة غير ساحلية ، فقد تضطر البضائع القادمة من هناك إلى السفر لمسافات طويلة عبر البنية التحتية السيئة لمجرد الوصول إلى الجار مع وصول الشحن الساحلي ، ويمكن أن تؤدي قلة البنية التحتية والمشكلات المتعلقة بالحدود إلى عدم القدرة على التنبؤ في مجال الخدمات اللوجستية وبالتالي الإضرار بقدرة شركات البلاد على المنافسة في السوق العالمية .
مشاكل نقل الناس في الدول الحبيسة
سوء البنية التحتية للدول الحبيسة غير الساحلية يؤذي السياحة من الدول الخارجية ، وتعتبر السياحة الدولية هي واحدة من أكبر الصناعات في العالم ، لكن الافتقار إلى الوصول السهل إلى داخل البلد وخارجه يمكن أن يكون له آثار سيئة جداً ، وفي أوقات الكوارث الطبيعية أو النزاعات الإقليمية العنيفة يكون الهروب أكثر صعوبة لسكان الدول الحبيسة غير الساحلية .