اعتاد الفنان المسلم منذ قرون على تجميل منتجاته بالعديد من الزخارف الإسلامية التي تتنوع وتتشكل من العديد من العناصر سواء خطية أو نباتية أو هندسية وغيرها، وكانت بداية هذه الزخارف تستخدم في تزيين المساجد والتحف الفنية، حتى المخطوطات يتم تزينها بكاتبة جملة بسم الله الرحمن الرحيم في بداية الصفحة كنوع من الزخرفة ونوع من التبرك بالبسملة، وحتى الآن مازلنا نستخدم الزخارف في خلفيات بوربوينت مثلاً أو لتزين ملف انجاز للطلبة مثلاً، حتى نظهر معروضاتنا وملفاتنا سواء في العمل أو الدراسة بشكل جميل.

الفن الإسلامي

حظي الفن بأنواعه في العصور الإسلامية باهتمام السلاطين والأمراء في العديد من الحقب الزمنية والعديد من الدول الإسلامية التي قامت وانتهت، ومع انتشار الإسلام الواسع ومع اتساع الرقعة الإسلامية اختلط العديد من الشعوب مع بعضهم البعض من الهند إلى إسبانيا، اختلط العرب والعجم والفرس والرومان وأهل الشام وأهل شمال أفريقيا ببعضهم البعض، وهذا جعل العقل الإنسان المسلم منفتح على العديد من الثقافات والعديد من الحضارات المختلفة وأصبحت كل هذه الحضارات في نسيج واحد مع الدولة الإسلامية.

بسبب ذلك تطور الفن الإسلامي وأصبح هناك زخارف اسلامية متنوعة فهناك زخارف هندسية وكتابية ونباتية وغيرها من الزخارف والفنون التي نشأت من هذا التنوع الحضاري الثري الذي تحتضنه دولة الإسلام التي كانت تتسع من الشرق إلى الغرب.

الزخارف الإسلامية

تعد الزخارف الإسلامية من أرقي الفنون الإسلامية التي قام بها الفنان المسلم، ووظيفتها هو إضافة الجمال إلى المباني الإسلامية والتحف خصوصاً المساجد، وقد كان هناك العديد من أنواع الزخارف الموجودة في العديد من الثقافات والحضارات المختلفة، إلا أن الزخارف الإسلامية كان لها طابع خاص بها يأتي من طباع وتعاليم الإسلام، فكان هذا الفن بعيد كل البعد عن الرسم والتجسيد ومحاكاة الأشخاص والأشياء.

يمكننا أن نعرف الزخارف الإسلامية بأنها الفن الذي يهتم بالجذور والأسس المستوحاة من الدين الإسلامي، والذي يعبر عن العديد من المورثات والتقاليد من السلف الصالح، ويمثل العلاقة الحميمة التي تجمع بين الدين الإسلامي وفن العمارة، حيث تعكس الزخرفة الإسلامية الروح الإسلامية والخطة التي وضعها الإسلام لحياة المسلم.

تعود نشأة الزخارف الإسلامية إلى عهد ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه و ثالث الخلفاء عثمان بن عوف رضي الله عنه، ففي عهدهم اتسعت الرقعة للدولة الإسلامية ووصلت الفتوحات الإسلامية إلى حضارات الفرس والروم، وحينها إختلط المسلمين العرب بباقي الحضارات مما جعلهم يريدون أن يعطوا الدور الدينية للمسلمين المتمثلة في المساجد طابع خاص بها كما كانت الدور المشيدة في بلاد الروم وبلاد فارس.

تنقسم الزخارف الإسلامية إلى عدة أقسام فهناك زخارف إسلامية هندسية أي من أشكال هندسية يركبها الفنان المسلم لتكون لنا زخارف جميلة، وهناك زخارف إسلامية كتابية ونباتية وهناك أيضاً زخارف كان يدخل فيها الرسم وأشكال للحيوانات وبعض الحيوانات الأسطورية مثل العنقاء وغيرها.

أجمل الزخارف الإسلامية

هناك العديد من الزخارف الإسلامية الجميلة التي نجدها حتى الآن في العديد من المتاحف والمساجد القديمة والحديثة والمدارس والقصور والقلاع القديمة، ولقد تطور الفن الإسلامي والزخارف الإسلامية في العصور الأموية والعباسية وكان في أكثر أوقات ازدهاره في الأندلس.

أنواع الزخارف الإسلامية

الزخارف النباتية

أبدع الفنان المسلم في استخدام الأشكال النباتية مثل الأوراق الشجر والثمار والفروع والأزهار وغيرها لينتج لنا العديد من الأشكال الزخرفية الرائعة.

الزخارف الهندسية

بدأ التوجه في استخدامها في العصر الأموي وأبدع فيها الفنان المسلم والتي لا يوجد لها نظير في باقي الحضارات، وبالرغم من بساطتها إذ أنها تتكون من مثلثات ودوائر ومربعات، إلا أنها كانت في غاية الجمال.

الزخارف الكتابية

استخدم الفنان العربي الخط وجعله عنصر من العناصر للتزيين والزخرفة وخصوصاً في دور العبادة، واستخدم العديد من الخطوط وابتكر المسلمين العديد من الخطوط الجميلة.