الإعتذار هو أحد الوسائل المتحضرة للاعتراف بالخطأ، وهو أحد السلوكيات الهامة التي يجب تعليمها للأطفال في سن مبكرة، ويمكن تعليمه للأطفال من خلال إتباع المبدأ ذاته عند الوقوع في الخطأ، فيصبح أمام الطفل نموذج عملي يوضح له أفضل طريقة للاعتذار، وذلك بأن يقوم الشخص بالإعتراف بخطأه دون أي تبريرات، وأن يؤكد على شعوره بخطأه مع عدم تكراره مجدداً

تعليم الطفل مهارة الاعتذار

ربما لا تستطيع الأم أن تعود وتغير موقفها أو تصرفها مع طفلها، ولكنها بالتأكيد تستطيع أن تكون مثال ونموذج يحتذى به من قبل أبناؤها.

فأن تصرخ الأم أو أن يرتفع صوتها ليس حلاً مجدياً لأي مشكلة تواجهها  مع ابنائها على الإطلاق، ولكن الحل الصحيح هو ان تتحدث إليهم عن الأشياء التي تتوفع منهم القيام بها.

وعلى سبيل المثال عندما يلعب الطفل بأحد الهواتف، لا ينبغي على الأم أن تاتي وتسحبه رغماً عنه، دون سابق إنذار، متحدثة إليه عن إهماله لواجباته وما إلى ذلك من المهام المقررة عليه.

وإنما الطريقة المثلى أن تخبر الأم طفلها من البداية عن الوقت المسموح له فيه إستخدام الهاتف الذكي، وقبل إنتهاء الموعد عليها تنبيهه بأن الوقت قد إقترب ليؤهل نفسه.

وعند إنتهاء وقت اللعب عليها أن تخبره بأن عليه الآن أن يتوقف عن اللعب، حيث أن لديه مهام أخرى لينجزها، فقط دون صراخ أو سب أو نهر للطفل.

ولكن إذا حدث وقامت الأم بمعاملة الطفل بأي شكل من الأشكال التي تستوجب الإعتذار، فعليها أن تقوم بذلك دون أدنى تردد، وفي هذه السطور نقدم الطريقة المثلى للإعتذار للطفل، ولنتخذ مثال سحب الهاتف من الطفل للتوضيح.

مثال عملي لطريقة الإعتذار الصحيحة
أنا آسفة لأنني قمت بسحب الهاتف رغماً عنك دون سابق إنذار، وأتصور أن هذا التصرف سبب لك الضيق، وفي المستقبل سأقوم بتنبيهك قبل الوقت المحدد.

أسس وأركان  الإعتذار

كما رأينا سابقاً إشتمل الإعتذار السابق على 3 أركان رئيسة وهى كالتالي
1-أنا آسفة لأنني قمت بسحب الهاتف رغماً عنك: إعتذار واضح وصريح من الأم، ودون أي تبريرات لنفسها من جانبها، فها هى أخطأت والآن تعتذر عن هذا الخطأ.

2-أتصور أنك شعرت بالضيق: تقوم الأم بالتأكيد على أنها تشعر بخطأها، حيث أنها تشعر بتأثير تصرفها على شعور طفلها، فلو كانت محله وتصرف أحد معها بالطريقة نفسها فمن المؤكد أنها ستشعر بالضيق.

3-في المستقبل سأقوم بتنبيهك: بدلاً من أن تخبر الأم طفلها أنها لن تقوم بالصراخ مجدداً في المستقبل، يمكنها أن تستخدم تعبيرات إيجابية مثل أعدك في المستقبل أن أخبرك قبل الوقت بقليل، أو أعدك أن أتحدث إليك بهدوء، وأطلب منك أن تترك الهاتف.

عندما تعتذر الأم بهذه الطريقة  فهى بذلك تكون قد وضعت نفسها محل الطفل وشعرت بما شعر به، وقد نقلت شعورها هذا إليه، مما يفتح مجال للحوار فيما بينهما، وبساعد في النهاية في حل المشكلة.

وهى بذلك تقدم لطفلها الطريقة المثالية للإعتذار وتعلمه مبادئ وأسس الإعتذار بشكل سليم ومتحضر.