تنمية مهارات الأطفال تعتبر واجب من واجبات الوالدين إتجاه أطفالهم، فإن أستطاعا تربية طفلهما لينشأ سليما، وقادرا على تكوين علاقات إجتماعية، فقد يوضوعون حجر أساس جيد في المجتمع، والى جانب ذلك تعد تنمية مهارت اللغة عند الطفل هي عنصر واحد من بين الكثير من عناصر التربية، والتي يجب على الوالدين الإلمام بها، والتي تحتاج الى اهتمام بالغ ورعاية، حتى تبقي الطفل على دراية بكل ما يحدث حوله، لأن اللغة هي أهم وسائل التواصل الإنساني والإجتماعي.
تنمية مهارات الاطفال اللغوية
هناك عدة توجهات و آليات عملية في مجال التنشئة و التربية اللغوية للاطفال و التي تتمثل في المعني , النحو , مهارات الاصغاء , مهارارت التخاطب , الوعي ما وراء اللغة .
• تنمية النمو ( المعنى )
في هذا المجال هناك عدة استراتيجيات يمكن ان يستخدمها المعلمون و الاهل في المساعدة على تنمية تعليم الطفل للمعاني الخاصة بالكلمات و تتمثل في:
أ- التحدث بشكل منتظم و بمنتهى العناية سواء مع الاطفال او التحدث من حولهم فالطفل الصغير قبل مرحلة التحدث و مع بداية تعلمه الكلام اي في العامين الاولين تقريبًا يستمع الى الكلمات و التراكيب و المعاني و يقوم بتخزين تلك الكلمات و المعاني و الاصوات , لذلك فعندما يكون من حول الطفل يستخدمون لغة سليمة و متنوعة او غنية فان حصيلتهم اللفظية تنمو بشكل اسرع و اكثر غنى .
ب- حافظوا على تعريف الطفل بمعاني الكلمات بشكل سلس و سهل و بخاصة مع الكلمات التي لا يستطيع بسهولة الطفل ان يدرك معانيها , فمثلًا الألوان يستطيع الطفل معرفة معناها من شكلها فهى تتمتع بخاصية مميزة يمكن ملاحظتها بشكل سهل , لكن مثلًا كلمة ضار اكثر تعقيدًا يحتاج الطفل ان يعرف تعريفها ليعرف معناها مع مراعاة تشجيعهم على استخدام الالفاظ الجديدة باسلوبهم الخاص و متابعة استخدامهم لها في سياقها الصحيح و بشكل متنوع .
ت- الامثلة المتنوعة فهى تمثل الاساس تقريبًا لاكتساب الفهم الاكثر دقة مع مراعاة تقديم الامثلة بشكل متنوع و مختلف قدر الامكان حتى يستطيع الطفل تعلم المعني الشامل للالفاظ .
ث- التغذية المرتجعة و التي تتطلب المتابعة الجيدة لاستخدام الاطفال للألفاظ و طريقة نطقهم لها او كتابتها مما يتيح لهم تصحيح الاخطاء ان وجدت .
ج- التشجيع على القراءة , فالقراءة يمكن ان تعطي الاطفال حصيلة لغوية لا حصر لها وتعتبر القراءة المشتركة بين الاب و الام و الاطفال واحدة من اهم الاساليب التي يمكن اتباعها لحث الاطفال على القراءة .
• تنمية النمو النحوي ( النحو )
يمكن ان يساعد في تنمية النمو النحوي للاطفال بعض الخطوات او الاساليب التالية :
أ- توسيع مجال او مدى الجمل التلغرافية او التعبيرات الصغيرة , مما يسمح لكلام و تراكيب الطفل بان تصبح اكثر نضجًا , فمثلًا عندما يقول الطفل جملة مثل ( ماما لبن ) هنا يجب على الام مثلًا ان تقوم بجعل الجملة اكثر اتساعًا و ضبطًا للمعني كأن تقول ( ماما تشرب اللبن ) او يمكن ان يقصد الطفل انه يريد شرب اللبن فتقول الام مثلًا ( محمد يريد شرب اللبن ) هذا يعتبر من قبيل التغذية الرجعية مما يساعد الطفل على ان يقوم بمحاكاة تراكيب نحوية اكثر تعقيدًا .
ب- تقديم وصف للتراكيب المختلفة للجملة و تدريب الطفل على استخدامها كأن نقوم بجعل الطفل يقوم بتغيير بنية الجملة لتتوافق مع سياقات تعبيرية مختلفة , مما يساعد على تنمية النمو النحوي و كذلك مهارات الكتابة .
ت- ترك المساحة للطفل للتعبير عن افكاره سواء شفاهة او كتابة مه مراعاة تقديم التغذية الرجعية .
• تنمية مهارات الاصغاء
من المعروف ان مهارات الاصغاء لدى الاطفال في المراحل العمرية الاولى حتى المرحلة الابتدائية تقريبًا تكون محدودة , لذا يجب اعطاء اهتمام كبير لتنمية تلك المهارات تبعًا لبعض الاساليب منها :
أ- مستوى النمو السيمانتي و النحو عند التحدث مع الاطفال يجب مرعاتهم , كما يجب ان نتأكد من فهمهم لما نحاول ايصاله لهم اي انه يجب استخدام الفاظ و تراكيب نحوية تناسب المستوى العمري للطفل .
ب- تجنب اعطاء الطفل معلومات زائدة مما يمثل عبء عليه , لذا يجب مراعاة استخدام التفاعل اللفظي الذي يتناسب مع مستوى الانتباه لدى الطفل .
ت- تشجيع الطفل على الاصغاء الناقد اي تتيح للطفل الفرصة للتأكد من ان ما يسمعه او يقال له حقيقي و صحيح .
• تنميو مهارات التخاطب
هنا نحتاج لان نوفر للطفل فرص متنوعة و كثيرة للتكلم و يمكن ان تفيد بعض الوسائل التالية :
أ- اشراك الطفل في المحادثات بشكل منتظم و يبدأ ذلك من الشهور الاولى من ميلاد الطفل , مما يساعد على ان يندمج الطفل في التفاعل اللفظي مع الكبار , تختلف استجابات الطفل لتلك المشاركة هناك من يصغي و هناك من يقوم بمحاكاة التنغيم الذي يقوم الكبار باستخدامه و غيرها من الاستجابات .
ب- اطلب من الطفل سرد الحكايات او القصص كأن يتم سؤال الطفل ماذا فعل في الرحلة او ماذا افعل في الزيارة او الطلب منه بان يقوم بسرد قصة التي قرأها , تساعد تلك الوسيلة على اعطاء الطفل الفرصة للتخاطب لفترات متصلة من الوقت و الاستفادة من الخبرات اللفظية و الثقافية التي اكتسبها الطفل .
ت- التشجيع على الابداع الشفهي سواء من خلال قص القصص او الغناء و غيرها من وسائل التعبير الشفهية و يمكن هنا ايضًا استخدام الالعاب اللغوية او الاستخدم اللغوي المخلوط باللعب .
• تنمية النمو ما وراء اللغوي
و يعني الى اي حد يكون الطفل قادرًا على التفكير في طبيعة اللغة و من العوامل التي تساعد على تنمية النمو ما وراء اللغوي اللعب اللغوي , الخبرات القرائية , التعليم المنظم , تعلم اللغات الاجنبية و يتم ذلك من خلال :
أ- مساعدة الطفل على التعرف على او استكشاف المعاني المتنوعة من خلال المواد او المعلومات التي تحمل في طياتها الغموض كالالغاز و المتناقضات , هذه الوسيلة بقدر ما تستثير شغف الاطفال فهى تعمل على تنمية الابداع لديهم .
ب- توجيه الطفل و تشجيعه على القراءة في المجالات التي تضمن الطرائف اللغوية .
ت- تشجيع الطفل على التفكير و التخمين و طرح البدائل لحل بعض المشكلات او القضايا التي تحتوي على بعض الفجوات المعرفية مما يساعد على تنمية الوعي فوق اللغوي و يثري لغة الطفل .