تحدث بعض أمراض الكبد أثناء فترة الحمل وهذا قد يشكّل تحدياً قوياً للأطباء نظراً لخطورة تلك الفترة ، وهناك بعض الأمراض الفريدة المرتبطة بالكبد أثناء الحمل في ين أن البعض الآخر من أمراض الكبد لا علاقة لها بالحمل. ومن بين هذه الأمراض التقيء الحملي، التهاب حاد دهني فى النصف الثانى من الحمل ، ركود صفراوي داخل الكبد من الحمل ، وانحلال الدم وارتفاع إنزيمات الكبد وانخفاض الصفائح الدموية ، متلازمة (هيلب) ، وقد تحدث أمراض الكبد مثل التهاب الكبد الفيروسي الحاد في الحمل ، ويمكن أن يحدث الحمل في المريض مع مرض الكبد المزمن الأساسي، بما في ذلك المرضى الذين يعانون من تليف الكبد وارتفاع ضغط الدم المرتفع والمرضى الذين خضعوا لزرع الكبد.

للاطلاع على : علامات و اعراض تشمع الكبد “تليف الكبد”

وقد تشير إنزيمات الكبد المرتفعة إلى التهاب أو تلف الخلايا في الكبد أو تسرب بعض المواد الكيميائية بكميات أعلى من الطبيعيي ، بما في ذلك إنزيمات الكبد في مجرى الدم ، مما يؤدي إلى ارتفاع انزيمات الكبد على فحوصات الدم.

بعض أسباب حدوث تغيرات مستوى الإنزيمات في الكبد
وتعني متلازمة هيلب انحلال الدم، ارتفاع انزيمات الكبد، وانخفاض الصفائح الدموية ويُعد كل ما تقدم نتيجة مضاعفات تسمم الحمل ، ولكنه يمكن أن يحدث أيضا بشكل مستقل ، وهو مرض نادر الحدوث يظهر بين كل 1-6 سيدات حوامل ، و يتميز تسمم الحمل بارتفاع ضغط الدم ، الإنزيمات البروتينية ، ويحدث مع بداية في الثلث الثاني أو الثالث ويؤثر فى 5 -7 % من حالات الحمل. ويجب على المرأة الحامل القيام بعمل فحص شامل وإجراء الاختبارات والتحاليل الطبية من أجل التفرقة بين كل من التهاب الكبد، التهاب البنكرياس، القرحة المعوية، التهاب الزائدة الدودية ، الركود الصفراوي ، تورم الكبد الدموي والتهاب الكبد الدهني الحاد من الحمل، نقص الصفيحات المناعي، ونقص الصفيحات الخثارية ، متلازمة انحلال الدم اليوريمي ، والذئبة الحمامية الجهازية.

تحدث متلازمة هيلب نتيجة العديد من الأسباب منها انحلال الدم ونخر الكبد ونقص الصفائح الدموية ، ولكن المصدر الأول لحدوث المرض غير معروف حتى الآن ، ومع حدوث تلك الأعراض يحدث انسداد في الجيوب الكبدية ، الأمر الذي يؤدي إلى مناطق النزف وتنخر في الكبد في نهاية المطاف ؛ مما تسبب في ارتفاع إنزيمات الكبد.

وتشمل أعراض الإصابة بمتلازمة هيلب في كثير من الأحيان الشعور بالألم في الربع العلوي الأيمن أو ألم شرسوفي ، والغثيان والتقيؤ، والشعور بالضيق ، وقد يعانى حوالي 30- 60 % من المرضى من تجربة صداع مزمن وانخفاض في مستوى الإبصار بنسبة 17%.

تشمل الأسباب الأخرى لإنزيمات الكبد مرتفعة:

  • التهاب الكبد الكحولي (التهاب الكبد الحاد الناجم عن الإفراط في استهلاك الكحول)
  • التهاب الكبد الذاتية (التهاب الكبد الناجم عن اضطراب المناعة الذاتية)
  • مرض السيلياك (تلف الأمعاء الدقيقة الناجمة عن الغلوتين)
  • تليف الكبد (المراحل المبكرة من تندب الكبد)
  • التهاب الجلد والعضلات (مرض التهاب الذي يسبب ضعف العضلات والطفح الجلدي)
  • التهاب المرارة (المرارة)
  • نوبة قلبية
  • داء ترسب الأصبغة الدموية (الكثير من الحديد المخزنة في الجسم)
  • قصور الغدة الدرقية
  • سرطان الكبد
  • عدد كريات الدم البيضاء
  • التهاب البنكرياس
  • التهاب العضلات (مرض التهاب أن يسبب ضعف العضلات)
  • التهاب الكبد السام (التهاب الكبد الناجم عن المخدرات أو السموم)
  • داء ويلسون (الكثير من النحاس المخزنة في الجسم)

وإذا ما كانت الأم الحامل تعاني إما من تدهن الكبد الملتهب ، أو من مرض تدهن الكبد الحاد المصاحب للحمل ، هنا يجب عليها اللجوء إلى  خفض الوزن الزائد وضبط السكر، إذا كان هناك سكر وضبط الدهون الثلاثية وتنظيم الوجبات مع إعطاء دواء السلمارين وفيتامين “هـ “ومتابعة الحالة عن قرب بواسطة طبيب الولادة والكبد.

كيفية تجنب خطر ارتفاع إنزيمات الكبد أثناء الحمل :

توقفي عن تناول العقاقير : تلك التي لا يصفها لكِ الطبيب دون استشارته ، فهي يمكن أن تسبب تلف الكبد أو منع الكبد من العمل بالطريقة التي ينبغي.

تقليل التعرض البيئي : السموم البيئية، مثل المنظفات الكيماوية، واقيات الشمس، ومنتجات النظافة الشخصية والعطور والمنظفات والمطهرات أو أبخرة الطلاء ، وحتى ومن جهة ثانية دخان السجائر التي تحتوي على مواد مضافة خطيرة من شأنها أن تضر الكبد. ويمكنكِ استبدالها بمنتجات ذات العلامة التجارية المعروفة ، والمنتجات الصحية، والشامبو للأصناف الطبيعية مع عدم وجود المواد الكيميائية المضافة.

مقاطعة الأغذية المجهزة  :مثل الأطعمة التي تحتوي على الصوديوم الزائد والسكر المكرر المعدة سلفاً. ناهيك عن المواد الكيميائية والمواد الحافظة التي من الواضح أنها غير صحية ولا تتبع معايير واضحة ،  وللحفاظ على صحة الكبد يجب عليكِ سيدتي إلغائها من النظام الغذائي الخاص بك واختيار الأطعمة الطازجة والكاملة بدلا من ذلك. فالأطعمة المصنعة تسبب في عمل الكبد بشكل إضافي للتخلص من هذه السموم مما يجعله أكثر ضعفاً للقيام بمهامه ، ويجعلك عرضة للضرر من السموم .

هل تؤثر ارتفاع انزيمات الكبد على الجنين ؟
عادة ما تكون الإصابة بارتفاع الانزيمات بالكبد أثناء فترة الحمل هي بوادر للإصابة بما يُعرف ” بـ تسمم الحمل” ، الأمر الذي قد يؤدي إلى فقد الجنين ومن الممكن أن يؤثر بالسلب على صحة المرأة الحامل. وفى أحيان كثيرة ، قد يكون الحل هو إنهاء الحمل وإجراء عملية قيصرية لاستخراج الجنين بشرط أن يكون قد مر على الحمل 8 أشهر فيما فوق. وإذا حدث ذلك قبل بداية الشهر الثامن من الحمل فيجب هنا على الطبيب أن يقوم بضبط ضغط الدم والسكر للأم حتى لا يؤثر ذلك على حياتها وحياة الجنين . كذلك إذا تعرضت الأم للإصابة بمتلازمة هيلب ، فقد يكون من الأفضل هو إنهاء حياة الجنين حفاظاً على حياة الأم فمن المعروف أن متلازمة هيلب هى أحد عوامل الخطر للولادة المبكرة وتسمم الحمل . كذلك عند ظهور ارتفاع للصفراء بالدم ، يجب على الطبيب ضبط مستويات السكر ومساعدة الأم على تخفيض وزنها من أجل الحفاظ على حياة الجنين حتى موعد الولادة .

شاهد : مكان الكبد في الجسم بالصور