لغة الضاد لغتنا العربية التي اختصها الله سبحانه وتعالى واختارها لتكون اللغة التي ينزل بها القرآن الكريم، لتصبح اللغة العربية من أشهر اللغات حول العالم التي يتعلمها الناس كل يوم في مختلف أنحاء العالم حتى يستمتعوا بقراءة القرآن الكريم بلغته الأساسية، حيث أضاف الدين الإسلامي قدسية للغة العربية عند كل المسلمين ، وسنتحدث في مقالنا هذا عن الحروف العربية وترتيبها.  

الأبجدية العربية  

تستخدم الأبجدية العربية في الكتابة اللغة العربية، حيث أنها أكمل نظام للكتابة وتشمل أغلبية الأصوات التي ينطقها الإنسان، ظلت الأبجدية العربية هي أكثر الأبجديات استخداماً لقرون عديدة في الماضي وحالياً تعد الأكثر استخداماً حول العالم بعد الألفبائية اللاتينية. 

 اشتقت الكثير من الأبجديات من الأبجدية العربية، وتعتمد عليها العديد من اللغات في الكتابة مثل اللغة الكردية، واللغة العثمانية واللغة الاردية واللغة الملاوية.  

من أشهر استخدامات الأبجدية العربية هي تدوين القرآن الكريم مما جعلها تنتشر مع انتشار الدين الإسلامي والفتوحات الإسلامية  في جميع الأمصار، ومع انتشار وتوسع الدولة الإسلامية اختلط العرب مع باقي المسلمين من الشعوب الأخرى ومن الثقافات الأخرى واللغات الأخرى، ومع دخول هذه الشعوب الإسلام كانوا مضطرين إلى تعلم اللغة العربية على قدر المستطاع ليتعلموا تعاليم الإسلام ويقرؤوا القرآن بلغته الأساسية.

بعد أن كانت اللغة العربية لغة العرب فقط أصبحت بانتشار الإسلام لغة لجميع المسلمين وليس حكراً على العرب في الجزيرة العربية، وتم استخدام ألفبائيتها في الكثير من اللغات وبكثير من العائلات اللغوية.  

تشمل الحروف العربية 28 حرف أساسي ويعتبرهم البعض 29 حرف إن اعتبروا الهمزة حرفاً، تكتب اللغة العربية من اليمين إلي اليسار وتعتمد علي وصل الحروف ببعضها لتكون كلمة، وكون الكتابة العربية متصلة يجعل من الممكن أن تشكل بأشكال هندسية مختلفة من خلال مد بعض الكلمات أو جرها أو الاستدارة بالحروف والكلمات وتشابك الكلمات والحروف بين بعضها لتكوين أنواع من الجمل المختلفة، التي ترسم وتكتب بها العديد من المخطوطات العربية بأشكال مختلفة. 

من أشهر وأكثر الخطوط استخداماً في الكتابة العربية خط الرقعة والنسخ والثلث ويوجد غيرها العديد من الخطوط التي تم إنشائها بالأخص بعد اختلاط العرب بالثقافات الأخرى واطلاعهم على اللغات والحروف الأخرى. 

 تعلم المسلمين العجم العربية أدخل لها العديد من التعديلات ومن أشهرها تنقيط الحروف العربية لتكون أسهل في الفهم والتعلم لغير العرب.  

ترتيب حروف الأبجدية العربية  

هناك ثلاث أنواع من الترتيبات التي يتم ترتيب الحروف العربية بها، ابتدأ من الترتيب الأبجدي المستخدم في حساب الجمل، والترتيب الابتثي المستخدم الآن في أدلة الهاتف وقوائم الأسماء والكلمات عند فرزها وقوائم الفصول الدراسية، والمعاجم والقواميس، ويعتمد الترتيب الابتثي على التشابه بين خطوط الحروف والنقاط التي عليها ليفرق بين المتشابهين والغير متشابهين، النوع الثالث هو الترتيب الصوتي الذي يستخدم في الغالب من قراء القرآن.  

الترتيب الأبجدي  

هذا الترتيب صنف علي حسب معايير تاريخية وأصول تاريخية، حيث قسمت إلى حروف سامية وخروف عربية، الحروف السامية عددها 22 حرف وهم: {أ، ب، ج، د، هـ، و، ز، ح، ط، ي، ك، ل، م، ن، س، ع، ف، ص، ق، ر، ش، ت}  

أما الحروف العربية فهي ستة أحرف تم إضافتها من قبل العرب إلي الحروف السامية لتصبح 28، وتسمى هذه الأحرف الست الروادف وهي: {ْ ث، خ، ذ، ض، ظ، غ}، وتم تجميع هذه الحروف في كلمات علي حسب ترتيبها التاريخي السامي حتى تكون سهلة في الحفظ، وهي كالأتي {أبْجَدْ، هَوَّزْ، حطِّي، كَلَمُنْ، سَعْفَصْ، قَرَشَتْ، ثَخَذْ، ضَظَغْ} 

الترتيب الابتثي  

يسمي الترتيب الابتثي أو الترتيب الألفبائي، تم ترتيب الحروف بهذا الترتيب على يد اللغوي نصر بن عاصم الليثي الكناني في 90 هجرية-708 ميلادياً، بتكليف من الحجاج بن يوسف الثقفي، وقد سمي بهذا الاسم حتى يتميز عن الترتيب الأبجدي، يعتمد هذا الترتيب على الأشباه والنظائر أي التشابه بين الحروف بالرسم فثلاً (ب، ت، ث).  

تم ترتيب الحروف في هذا النوع بالطريقة التالية: { أ، ب، ت، ث، ج، ح، خ، د، ذ، ر، ز، س، ش، ص، ض، ط، ظ، ع، غ، ف، ق، ك، ل، م، ن، هـ، و، ي }، بعد إنشاء هذا الترتيب أصبح من أكثر أنواع الترتيبات استخداماً حيث رتب بمقتضاه بعض المعاجم القديمة وحالياً كل المعاجم الحديثة تستخدم هذا الترتيب، ويستخدم هذا الترتيب في فهرسة الأبحاث والمصنفات العلمية بشكل كبير،  

وكذلك يعتمد عليه في ترتيب المصادر العلمية والمراجع معتمدين على عنوان الكتاب واسم المؤلف، وكذلك يستعمل في كل ما يحتاج إلى فهرسة مثل البلدان والقوافي والمؤلفون والمصطلحات والأمثال.  

الترتيب الصوتي  

تم إنشاء هذا الترتيب على يد العالم اللغوي الخليل بن أحمد الفراهيدي من بين عام 100 هجرية و 170 هجرية، ويعتمد هذا الترتيب على أصوات الحروف العربية، حيث يعتمد على مخرج كل حرف ابتداءً من الحلق ومنتهي بالشفاه، ويعد هذا الترتيب أقل الترتيبات شهرة.

رتبت الحروف كالأتي: {ع، ح، هـ، خ، غ، ق، ك، ج، ش، ض، ص، س، ز، ط، ت، د، ظ، ذ، ث، ر، ل، ن، ف، ب، م، و، ي، أ}، وقد رتب من تلا الخليل الحروف ابتدأ من الأصوات الشفوية للحروف وانتهاءً بأصوات الحلق، ونجد أن ابن جني قد رتبها كالأتي { و. م. ب. ف. ث. ذ. ظ. س. ز. ص. ق. د. ط. ن. ر. ل. ض. ي. ش. ج. ك. ق. خ. غ. ح. ع. هـ. ا. أ}.  

وفي العصر الحديث رتب بعض المهتمين الحروف العربية ترتيباً صوتياً كالأتي {ب. م. و. ف ـ ث. ذ. ظ ـ ت. د. ط. ن. ض ـ ل. ر. س. ص. ز ـ ش. ج. ي. ك ـ خ. غ. ق. ح. ع. هـ.أ}.  

ورتبها فريق أخر بالطريقة الآتية: {ب. م. و ـ ف. ظ. ذ. ث ـ ض. د. ط. ت. ل. ن ـ ز. ص. س. ر ـ ش. ج ـ ي ـ ك. غ. خ ـ ق ـ ع. ح. أ. هـ}