المد الطبيعي هو المد الذي لا تقوم ذات الحرف إلا به ، ولا يستقيم معنى الكلمة إلا به ، ولا يسبقه همز ، ولا يليه همز أو سكون ، ولقد تم تسمية المد الطبيعي بالمد الاصلي لأصالته بالنسبة لغيره من المدود ، ولثبوت مقداره على حالة واحدة ، وهي المد حركتين ، كما أن تم تسميته طبيعياً لأن صاحب الطبيعة السليمة لا يزيده ولا ينقصه عن حركتين ، فهو يأتي بطبيعة النطق السليم .
أقسام المد الطبيعي
ينقسم المد الطبيعي إلى قسمين مختلفين هما ، المد الطبيعي الكلمي ، والمد الطبيعي الحرفي .
المد الطبيعي الكلمي
هو ما كان موجود في كلمة وله ثلاث احوال ، الحالة الاولى أن يكون حرف المد ثابت وصلاً ووقفاً ، ويشترط فيه اذا كان حرف المد متطرف ان يكون الحرف بعده متحرك او كان متوسطاً ثابت في الرسم أو محذوف .
الحالة الثانية من المد الكلمي أن يكون حرف ثابتاً في الوقف دون الوصل وذلك في الأحوال التالية ، مد العوض ، والألفات السبع ، والمد المنفصل عند الوقوف على حرف المد فيما يجوز فيه الوقف ، والواو والياء اذا كانتا متطرفتين متحركتين وقبلهما حركة مجانسة .
الحالة الثالثة للمد الطبيعي الكلمي هو أن يكون المد الطبيعي ثابتاً في الوصل دون الوقف وذلك في مد الصلة ، والمد العارض للسكون .
المد الطبيعي الحرفي
فهو يأتي في حروف فواتح السور في 29 سورة ، وهذه الحروف تنقسم الى أربعة أقسام ، ما لا مد فيه وهو دائماً مقصور لعدم وجود حرف مد فيه ، ما يمد حركتين وهو ما كان هجاؤه على حرفين ، وما يمد أربع حركات أو ست حركات وأوسطها حرف لين ولم يقع الا في حرف عين ، ما يمد 6 حركات بأل خلاف وهجاؤه على ثلاث أحرف أوسطها حرف مد وهي سبعة حروف في عبارة سنقص لكم .
المد الحرفي الطبيعي هو ما كان موجود في واحد من حروف الهجائية التي افتتح فيها بعض سور القرآن الكريم سورة طه ، وينحصر هذا المد في خمسة أحرف مجمعة في حي طهر ، وهجاؤها على حرفين ثانيهما حرف مد ، وهذ المد ثابت في الوصل والوقف دائماً .
حالات المد الطبيعي
إن المد الطبيعي المسمى بالمد الأصلي له ثلاثة أحوال ، الحالة الأولى أن يكوي ثابتاً في حال الوصل وحال الوقف ، لأن كل حرف منها لم يأت بعده همز أو سكون كما أنه لم يسبق بهمز أيضاً ، أي لا يوجد سبب من أسباب زيادة المد على المد الطبيعي الذي يمد بمقدار حركتين .
الحالة الثانية أن يكون المد ثابتاً وصلاً ومحذوفاً وقفاً ، مثل هاء الضمير وصلاً هكذا بيده ملكوت ، ومن يأته مؤمنا ، قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت ، فالهاء ممدودة مداً طبيعياً في هذه الأمثلة وصلا فقط ، وعند الوقف تسكن بدون مد ، ويسمى هذا النوع أيضاً مد الصلة الصغرى .
الحالة الثالثة هي أن يكون ثابتاً وقفاً محذوفاً وصلاً ، أي عكس الحالة الثانية وذلك إذا كان حرف المد مبدلاً من تنوين الفتحتين عند الوقف ، كالوقف على أحدا ، حكيماً ، حسيباً ، فإن التنوين في هذه الأمثلة ونحوها يبدل حرف مد ألفاً عند الوقف فقط ، ويسمى هذا أيضاً مد العوض ، وقد وقع هذا المد في موضعين في القرآن العظيم كان اللفظ فيها من جنس الأفعال وهما وليكونا من الصاغرين بسورة يوسف ، ولنسفعا بالناصية بسورة العلق ، وكذلك يحذف حرف المد وصلا إذا وقع بعده ساكن في كلمة أخرى ، فيحذف تخلصا من التقاء الساكنين وصلاً مثال وقالا الحمد لله الذي فضلنا ، وقالوا اتخذ الله ، أفي الله شك ، وعند الوقف يثبت حرف المد هكذا .
ومن ذلك النوع كلمات مخصوصة يحذف مدها وصلاً ويثبت وقفاً عند حفص مثال لكنا هو الله ربي ، لو وقفنا عليها اختباراً أو اختياراً لكنا بالمد بإثبات ألف بعد النون وقفاً تبعاً لرسمها في المصاحف والكلمة أصلها لكن انا هو الله ربي ، وكذلك كلمات فأضلونا السبيلا ربنا آتهم ، وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي ، وأطعنا الرسولا وقالوا في سورة الأحزاب تحذف وصلا لحفص ومن وافقه هكذا .