تُعتبر المقدمة من الأساسيات التي لا يُمكن التخلي عنها أثناء كتابة البحث أو التقرير أو المقال أو الكتاب أو أي شئ يتم الاطلاع عليه، وذلك لما لها من أهمية في إعطاء تمهيد للموضوع قبل الدخول فيه مباشرة، وذلك حتى لا يصاب القارئ بالاضطراب وعدم الفهم في حالة إذا تم الدخول في الموضوع، بدون تحليل بنيته وفهم نبذة عنه، حيث تقوم المقدمة بسرد وتوضيع الفكرة الرئيسية للموضوع، و تزويد القارئ بالمعلومات اللازمة التي تجعله يتطلع للدخول في الموضوع، وإضافة المزيد من الأهمية والإثارة لقراءته.
مقدمة البحث :
يوجد عدة عناصر يجب الالتزام بها عند القيام بكتابة مقدمة البحث، أولها أن تكون المقدمة عبارة عن تمهيد تدور حول الفكرة الرئيسية لموضوع البحث، كما أنها من الضروري أن تكون مكتوبة بأسلوب الكاتب وتتضمن وجهة نظره تجاه الموضوع، وأخيراً لابد أن يقوم الكاتب بتوضيح المنهج الذي سيقوم بإتباعه خلال كتابة البحث، وما سيطرحه من براهين تُثبت وجهة نظره.
تُعتبر هذه العناصر هي أساسيات المقدمة، والتي من خلالها يُمكن للقارئ أن يحدد إذا كانت هذه المقدمة ضعيفة أم قوية، ومن هنا سيقرر متابعة قراءة الموضوع أم الانصراف عنه، فهي لها دور في عكس شخصية الكاتب وقدرته على الاقناع.
شروط كتابة مقدمة البحث :
يجب أن يحرص الكاتب عند كتابة المقدمة على القيام بعدة أشياء، وهي مشتركة في جميع أنواع البحوث وليست مقتصرة على نوع معين.
– الحمد والثناء على الله : يتم بدء البحث بحمد الله والثناء عليه، و كذلك الصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
– تجنُّب الأخطاء الكتابية : من الضروري أن تكون لغة الكاتب سليمة، خالية من الأخطاء اللغوية، أو الإملائية، أو النحوية، حتى لا ينفر القارئ من الموضوع.
– كتابة الجمل التحضيرية : يجب أن تتم كتابة عدة جمل تمهيدية للموضوع نفسه، حيث يتم من خلالها عرض الفكرة الأساسية من البحث، والهدف وراءه، ويجب الحرص على أن لا تكون الجمل في صلب الموضوع، وفي نفس الوقت أن لا تكون عامة جداً، فمن الأفضل أن تتوسط بين كل منهما.
– ذكر هدف البحث : يقوم الكاتب بذكر هدف قيامه بهذا البحث، والفائدة التي ستعود على القارئ من قراءته، وأهميته في المجتمع.
– ذكر أقسام البحث ومنهجيته : يشرح الكاتب كيف قام بتقسيم البحث الخاص به، والمنهجية التي اتبعها في كتابته وإثبات الأدلة الموجوده به، ويوضح كل ذلك بشكل مباشر وصريح.
– سرد الصعوبات التي واجهها الكاتب : في نهاية المقدمة يقوم الكاتب بذكر ما واجهه من صعوبات في إعداد البحث، والحصول على مصادر المعلومات.
– التنوع في الأساليب : يجب على الكاتب أن يتنوع بين استخدام الأساليب الخبرية، والإنشائية أثناء كتابته للمقدمة، مما يعمل على اكساب الكلام مزيداً من الحيوية.
– الإبتعاد عن استخدام ضمائر الملكية : على الكاتب أن يقوم بإنكار ذاته، والابتعاد عن ذكر ضمائر الملكية أثناء عرضه للمعلومات، لأن هذا يُمكن أن يُزعج القارئ.
– الالتزام بالموضوعية : يجب أن لا ينحاز الكاتب لفكرة أو رأي معين، ولا يطلق أحكاماً أو يسخر من الأبحاث السابقة التي تمت في نفس المجال، بل عليه أن يلتزم الموضوعية في بحثه.
أنواع مقدمات البحوث :
هناك عدة أنواع من البحوث، حيث توجد بحوث علمية، وبحوث أدبية، وبحوث جامعية، وبحوث تطبيقية وغيرها، وتختلف المقدمة من بحث لآخر، ولكن بالتأكيد تتفق جميعها في الأساسيات التي ذكرناها سابقاً، حيث يتم الالتزام بالأسلوب والخطوات وتطبيقهم على موضوع البحث.
نموذج لمقدمة بحث جامعي عن القول الفصل في اختلاف المطالع :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد، يعتبر اختلاف المطالع من الأمور الهامّة التي يتعلق بها ثبوت شهر الصيام،وقد احتار العلماء في أمره سواء قديما أو حديثا، فانقسموا إلى فريقين،وكان ذلك أحد أهم أسباب اختياري لهذا الموضوع، وذلك للخروج برأي يجمع بين هذه الآراء، ويرجح ما الأفضل بالدليل، وسأجتهد في تلخيص أهم ما جاءت به الأبحاث السابقة، وسيكون دوري هو التنظيم والاختصار، وسأعيد الأحاديث الواردة فيها مع جعلها أساساً لمناقشة الأدلة، وفي النهاية سأذكر رأيي الذي رجحته في هذا الأمر وسيكون ذلك بالاستعانة بقوّة الدليل، وأدوات الترجيح الأخرى.