لا شك أن كل بلد تمتلك قدرا من الجمال الذي يجذب المواطنين للاستمتاع به، سواء كان هذا الجمال أثريا أو طبيعيا أو صناعيا أو ترفيهيا أو صحيا أو ما إلى ذلك من أنواع السياحات التي يمكن توافرها داخل بلد ما، إلا أن السياحة الداخلية تبقى في الغالب رغبة كبيرة لدى أي دولة للاستفادة من كثافة سكانها في تنشيط الاقتصاد وإحداث ترويج للمعالم السياحية داخل الدولة.
والسياحة الداخلية وإن لم يكن العائد المادي منها هو المنتظر بالدرجة الأولى للنهوض بالاقتصاد المحلي لأي دولة إلا أنه إذا نشط ستضمن الدولة دخول ربحية دورية من عوائد تلك السياحات لأن الآثار والمناطق الترفيهية الجاذبة للسياحة موجودة بشكل دائم، وفيما يلي نوضح المقصود تحديدا بالسياحة الداخلية وفق علوم السياحة وكذلك فوائد ومعوقات السياحة الداخلية وسبل تنشيطها
المقصود بالسياحة الداخلية
السياحة الداخلية ولها كذلك بعض المسميات الأخرى التي يطلقها عليها البعض كالسياحة المحلية، وهي عبارة عن نشاط سياحي داخلي من نفس الدولة، أي أن السائحين يكونون من نفس سكان البلد؛ حيث يسافرون من مكان إقامتهم إلى مكان آخر بغرض السياحة.
وقد حدد خبراء السياحة أن تكون مسافة تنقلهم لا تقل عن ثمانين كيلومترا على الأقل من منزلهم أو مكان إقامتهم داخل حدود البلد نفسه، وأن تكون مدة إقامتهم لا تقل عن 24 ساعة وألا تتجاوز حدود السنة مع العودة إلى مقر الإقامة الأصلي داخل نفس الدولة.
الفوائد الناتجة عن السياحة الداخلية
أولا : الفوائد الثقافية: تساهم السياحة الداخلية بشكل كبير للغاية في نشر الثقافة لدى عموم المواطنين، حيث يتعرفون على حضارات بلدهم وتاريخهم، ومن ناحية الإشباع السياحي الثقافي والإجتماعي كذلك نجد أن السائح العالمي يجب أن يتعرف أولا على معالم وطنه وثقافته من خلال زيارتها ورؤيتها رؤي العين، قبل أن يأخذ قرار التنقل والسفر خارج دولته.
ثانيا : الفوائد المادية: تعتبر السياحة الداخلية وإن لم تكن تحقق دخلا بالعملات الصعبة، إلا أنها تقع في المرتبة الثانية من حيث اهتمام الحكومات ومسؤولي المالية من حيث وضع سياسات التخطيط والتوجه السياحي، الذي يكون في معظمه متجها إلى السياحة الخارجية الوافدة، نظرا إلى عامل جلب وضخ العملة الصعبة في الإقتصاد المحلي.
وبند العملة الصعبة فقط هو الذي تتفوق به نوع السياحة الخارجية الوافدة على نوع السياحة الداخلية، لأن السياحة الداخلية لها أهمية كبيرة في تحريك الإقتصاد الوطني والمحلي، وتعويض أي نقص طاريء في عدد الوافدين من السياح الأجانب، خصوصا في الإقتصاديات الهشة للدول النامية.
معوقات النهوض بالسياحة الداخلية
1- يعد نقص الدعاية والإعلان الداخلي عن السياحات المتوافرة بالدولة أحد أبرز عوامل كسادها.
2- يأنف رجال الأعمال وكبار الأثرياء ممن لديهم المقدرة على التجول حول العالم من أن ينفقوا أموالهم في سياحات محلية.
3- الآثار الداخلية قد يراها الكثير من المواطنين في التلفاز والأفلام والمضامين الغنائية وخلال سفرياتهم العابرة ولذلك لا يهتمون بزيارتها.
4- في الدول العربية والافريقية تكون الشعوب فقيرة ولا تملك أموالا تكفي التنقل داخل دولتهم والتمتع بحضاراتهم وجمال بلدانهم.
كيفية تنشيط السياحة الداخلية
1- يجب أن تهتم الدولة بعمل حملات دعائية بالتعاون ما بين وزارات الثقافة والسياحة والهيئات الإعلامية التابعة للدولة.
2- يمكن تنشيط السياحة الداخلية عبر الإعلان عن تخفيضات في المزارات السياحية المملوكة للدولة.
3- عقد اتفاقات مع المؤسسات السياحية الخاصة على تخفيض الاسعار لمواطني الدولة حتى كنوع من التشجيع.
4- الاتفاق مع شركات السياحة والرحلات على نشر إعلانات وحملات داخلية للمواطنين مقابل نسب ربحية للشركات.
5- تنسيق رحلات مدرسية بالتعاون ما بين وزارة السياحة ووزارات التربية والتعليم والتعليم العالي والمؤسسات التربوية الخاصة.