سنتفرد في حديثنا اليوم عن العملة اليابانية تاريخها ، فئاتها  ،تسمياتها، فالتاريخ الياباني بما يحمله من عراقة وأصالة يتجلى لوحةً فنية رائعة في عملته النقدية المعدنية التي عمدت إلى إبراز حضارته و ثقافته عبر الزمن

فئات العملة النقدية اليابانية وأبرز تسمياتها : تقسم العملة اليابانية إلى فئات ستة تبدأ من الين إلى الخمسمئة ين وهي بالترتيب تصنف على الشكل التالي :
ين
خمسة ين
عشرة ين
خمسون ين
مائة ين
خمسمئة ين
هذا و تتميز كل من الخمسة ين إلى جانب الخمسون ين بثقب له شكل دائري في مركزها في حين تظهر أشكال النباتات و الزهور مزينة وجه العملة النقدية و على الوجه الخلفي منقوش كتابات يابانية إضافة إلى العام تبعاً لتقويم اليابان هذا ويطلق على العملة اليابانية اسم (داما) فعلى سبيل المثال نقول خمسون ين داما ، أما على العملات المعدنية منها اسم (فكة) ، و مما يتوجب الإشارة إليه بالذكر أن البنك المركزي في اليابان هو صاحب المسؤولية في إصدار العملة الورقية فيها  أما المعدنية منها فالحكومة اليابانية هي صاحبة المسؤولية في إصدارها و لا بد من الإشارة إلى أن للعملة اليابانية بأصغر فئاتها قيمة لا يستهان بها عند اليابانيين فلم يعرف عن اليابانيين أنهم يساومون على أسعار البضائع التي يشترونها بل تعرض عليهم بأسعار ثابتة ودقيقة جداً فيدفعون و يشترون دون أن يتكلفوا دفع مال إضافي بمثابة إكرامية للبائع ففي اليابان كانت عادة تبذير الأموال عادة و خيمة تصل بصاحبها إلى حال سيئة و كثرت الأمثال اليابانية التي تركز على هذه الفكرة حتى قيل في إحداها ( من يستخف بواحد ين سيبكي عليه)

و قد كان اعتماد اليابانيين في تسديد ثمن البضائع على دفع المال مباشرةً فهم لم يعتمدوا على البطاقات و الشيكات التي كان يشيع استخدامها في غيرها من الدول و لعل ذلك يعود إلى كونها بلد ينعم بالأمان ، إلى جانب كونهم شديدي الحرص على استخدام عملة الواحد ين مضافاً إليها ضريبة الاستهلاك التي تبلغ 8% بحيث يتوقف الكم الكبير من البضائع التي تم شرائها على فئة الواحد ين .

العملات المعدنية التي يتم استخدامها في اليابان :
العملة الأولى :(المئة ين) المعروفة بالوجه المنقوش عليه زهرة الساكورا
العملة الثانية :(الخمسمئة ين) ذات الوجه المنقوش عليه شجرة الباولونيا والخلفية المنقوش عليها زهر اليوسفي الياباني والخيزران

العملة الثالثة : (الخمسة ين) التي تعرف بوجهها المرسوم عليه سنابل الأرز إلى جانب عجلة مسننة ومياه  أما الخلفية فلقة نبتة .
العملة الرابعة : (العشرة ين) الموجود على وجهها جثمان أميدا بوذا في معبد بيودو إين أما في الخلف فمنقوش أشجار توكي واجي .
العملة الخامسة : ( الخمسون ين) مزينة الوجه بزهر الأقحوان.
العملة السادسة : (عملة الواحد ين ) المنقوش على وجهها نبتة يافعة .

و الجدير بالذكر أن العملات المعدنية المصنعة بدرجة عالية من التقانة لمنع تزويرها فثلاث أعوام من السجن كحد أدنى تتخذها دولة اليابان جزاءً لمن يزور العملة فيها وقد تمتد هذه الفترة لدرجة قد يحكم على المرء بالسجن حياته كلها لهذا السبب و لا يطال الحكم فقط المزور بل يمتد ليشمل المتعامل بها و لديه معرفة مسبقة بأنها ليست حقيقية ،كل ذلك دفع حكومة اليابان إلى اعتماد الأسس و البحث عن الأساليب الناجعة التي تمنع تزوير العملات المعدنية و لعل من أبرز هذه الأساليب : فنقش أشكال رسومية شديدة الدقيقة والحرفية ، تحتاج إلى جهد كبير في تصميمها على هذا النحو الدقيق للغاية ،أو إنشاء أشكال رسمية تعتمد في ظهورها و عدمه على مركز الرؤية المناسب لرؤيتها

أما اللغز الكامن وراء الميل إلى استخدام العملات ذات الطبيعة المعدنية في بيوت العبادة حيث أن الأصوات الصادرة جراء رمي العملات المعدنية و ارتطامها بالأرض أثناء الصلوات و تقديم الصدقات في معابد البوذيين والشنتويين هي سبب استخدامها هناك، إذ يتكهن هؤلاء أن الآلهة يجذبهم هذا الصوت و يلفت انتباههم ، كما تتنوع العادات حول استخدام العملات المعدنية لاعتقادات راسخة في الأذهان كرمي عملة الخمسة ين مثلاً عند التفكير بأمنية لأن اللفظ الياباني لكلمة (غوين) التي تعني الخمسة ين هي اللفظ ذاته لكلمة الحظ إضافة إلى رمي العملات المعدنية مصدرةً رنين وأصوات ترسيخاً لاعتقاد شائع يتمنون فيه الصحة الجيدة و سنة سعيدة لأفراد الأسرة

متاجر العملة الواحدة (وان كوين):
عملة واحدة من فئة الخمسمئة ين تتكلف بها  خدمات متنوعة فكثيراً ما نجد مطاعم مثلاً تقوم بتقديم وجبات تتكلف بعملة واحدة فئتها خمسمئة ين إذ تنتشر اللافتات على نطاق واسع لاسيما في مواقع العمل والشركات معلنة عن وجبات بخمسمئة ين إلى جانب انتشار خدمات مشابهة يسهل استعمالها في مثل هذه المواقع كتأجير سيارات و حلاقة شعر  و مواقف سيارات و تأجير قاعات اجتماع و غيرها خدمات كثيرة من هذا النوع بدأت تتدفق إلى السوق بشكل كبير إذ نجد انتشاراً ملحوظاً  لمحلات بيع الخدمات من فئة مئة ين  بحيث تشهد هذه المحلات استحسان و إقبال الجميع من أهل اليابان و الزوار الأجانب فقد كان لمتاجر العملة الواحدة حضوراً و انتشاراً بارزين

دور العملات في الإضاءة على الأحداث التاريخية البارزة :ذكرى استضافة الأولمبياد ، ذكرى زواج ولي العهد ، ذكرى مرور عشرين عاماً على استلام الامبراطور الحكم و أحداث تاريخية بارزة صك لإحيائها حوالي مئة صنف تذكاري من العملات من فئات متفاوتة من المئة حتى عشرة آلاف ين و جدير بالذكر أن العملات التذكارية التراثية رغم إصداراتها النادرة تستعمل كالعملات المتداولة في السوق إلا أنها تتميز عنها أنها ذات قيمة أكبر و بشكل خاص عند من لديهم هوس شديد بها ، ومن يعمدون إلى تداولها بقيمة تفوق قيمتها الحقيقية .