مصطلح المال في اللغة العربية هو كل ما يتمول وتميل إليه النفس بينما تعريفه عند فقهاء الدين الإسلامي هو كل ما يمكن حيازته أي أمتلاكه وعلى قدر الامتلاك يمكن الانتفاع به وذلك على الوجه المعتاد في الشريعة الإسلامية حيث أن تعريف المال بشكله العام لا يعني فقط أوراق النقد أي العملات في شكلها الحالي بل يشمل أيضاً السلع والأراضي الزراعية والبيوت والأدوات أي كل ما يمكن أن يباع ويشتري ويتحول إلى قيمة مالية نقدية لأنها هي في حد ذاتها مال ، حيث نرى في الشريعة الإسلامية الزكاة فهي مفروضة ليست فقط على المال في صورة أوراق نقدية فقط ولكنها تشمل الذهب والغلال وغيرها باعتبارها يمكن تحويلها إلى مال والمال هو عصب الحياة الاقتصادية فلا اقتصاد بدون مال وهو أداة أساسية يعتمد عليها الأفراد والدول لتلبية احتياجاتهم ، حيث أن المال في الأساس هو محدد قيمي للكثير من الأشياء وسبب وجوده في الأصل كان هو تسهيل عملية التبادل السلعي أي التجاري ولذلك فان للمال مساهمات جبارة في عملية التطور الاقتصادي حيث أنه أساس التطور في العلوم المالية أي الاقتصادية فمن خلاله تتم كل التعاملات المالية والاقتصادية سواء بين الأفراد أو الدول إذ أنه مقياس أساسي لحجم الاقتصاد ولحجم التبادل التجاري ومستوى معيشة الأفراد بل تقدير ما يملكونه من أشياء وبالتالي تحديد وضعهم المالي إذن فالمال شيء حيوي وهام في حياتنا .
نشأة المال :- (أوراق النقد ) :- كان في البداية يستخدم الإنسان السلع من محاصيل زراعية وحيوانات وأدوات كوسيط في عملية التبادل التجاري مع غيره من الأفراد لإشباع حاجاته وحاجات الآخرين إلا أن تلك العملية كانت ومع ازدياد النشاط التجاري صعبة وشاقة من هنا بدا التفكير في إيجاد وسيلة أفضل وأسهل في عملية التبادل السلعي هذه وتكون سهلة التقدير للشيء أو السلعة أي تعادل قيمتها بشيء أخر أو سلعة أخرى ، حيث من أقدم الدول في ذلك كانت الصين قبل حوالي 1100 عام قبل الميلاد ، حيث كانت تتم عملية التبادل التجاري بالسلع والأدوات والمحاصيل التجارية إلى أن كانت بداية الفكرة أن يتم استخدام نماذج من تلك السلع مثل شكل الأشجار أو الحيوانات ، تسهل عملية التبادل تلك وبدأ بالفعل استخدام نماذج مصغرة لأشكال السلع وبفعل السنين وانتشار عملية التبادل التجاري أي السلعي هذه تم تحويل تلك الأشكال المصغرة إلى قطع على شكل دائرة مستديرة ومن هنا كانت بداية نشأة النقود المعدنية .
أنواع المال :- للمال نوعان أساسيان وهما :- المال العام ، المال الخاص .
أولاً :- تعريف المال العام :- وهو المال الخاص بدولة ما هي تملكه حيث يأتيها من مواردها مثل مواردها الطبيعية أو أفرادها من ضرائب ورسوم وغيرها ، حيث تقوم هي كدولة بإنفاقه على احتياجات الأفراد داخلها مثل إنشاء المستشفيات وإنشاء المدارس وتمهيد الطرق وشراء الأسلحة والأدوية ودفع رواتب موظفيها وغيرها من الأشياء الأخرى .
ثانياً :- تعريف المال الخاص :- وهو المال الخاص بالأفراد أي المال الشخصي ، وهذا يخضع لرغبة لفرد الذي يمتلكه فهو وحده من له الحق في صرفه دون شريك أو رقيب وهو مال عادة من يكتسبه الأفراد من أعمالهم وأنشطتهم الاقتصادية الخاصة بهم .
أهمية المال :- للمال أهمية كبيرة للغاية سواء للدولة أو للأفراد :-
أولاً :-أهمية المال بالنسبة للدولة :- للمال دور أساسي في حياة الدول الاقتصادية فهو عصبها الأساسي للتقدم والرقي فالدول ذات الاقتصاد القوى أي الغني بالموارد أو بالإنتاج هي من تمتلك عملة نقدية أي أوراق مالية بشكل كافي وسيولة كبيرة ، حيث تسطيع الدولة من خلالها أن تقوم ببناء المصانع لتشغيل أفرادها وإقامة محطات المياه الخاصة بالشرب لمواطنيها وأيضاً شراء أسلحة جيشها لجعله قادراً عن الدفاع عنها وتخصيص معونات للفقراء والعاطلين عن لعمل من أفرادها وعلاج غير القادرين من أفرادها بالمجان بل ينعكس الاقتصاد القوي أيضاً على نسب معيشة الأفراد داخل كل دولة فالدولة الغنية بالمال ترتفع بها نسب دخول الأفراد بما يعني مستوى عالي من الرفاهية والتقدم وذلك على عكس الدول الفقيرة التي لا تمتلك اقتصاد قوى وبالتالي سيولة ضعيفة مما يعني على عدم قدرتها على توفير كل تلك الأشياء لشعبها وبالتالي فقره وانخفاض مستوى معيشته وتدنى خدماته المعيشية إذن فالمال له أهمية غير عادية في شتى المجالات الاقتصادية والعسكرية والمعيشية للدول .
ثانياً :- أهمية المال بالنسبة للأفراد :- للمال أهمية كبيرة في حياة الأفراد فهو له دور محوري في حياتهم ، حيث أنه يمكن من خلاله أن يقوم الإنسان بعملية الشراء لاحتياجاته ومتطلباته حيث وبدون عدم توافر المال لديه لا يمكن أن يشتري شيئاً وبالتالي لا يتمكن من إشباع احتياجاته من مأكل ومشرب ودواء والتزامات مالية تجاه زوجته وأبناءه ، إذن فالمال أيضاً في حياة الأفراد له أهمية كبيرة وهو ضروري لبقائهم .