الكثير من الناس يخلط ما بين مقرقعة البيان ومبكية الحصني ومحللة الرباط وكلها مصطلحات تطلق على حالة الطقس عندما تشتد الرياح، لكن لو نظرنا إلى كل منهم على حدى لوجدنا سبب في تسمية كل منهم بهذا الاسم وهذا ما سوف نوضحه لكم.

سبب تسمية  ” مقرقعة البيبان ” و” مبكية الحصني ” و” محللة الرباط “

مقرقعة البيان

لقد أكد محلل الطقس محمد الخزي التيميي عن هناك منخفض جوي قطبي قادم من أجواء تركيا وشرق البحر المتوسط وشمال المملكة في منتصف الأسبوع القادم، هذا المنخفض سوف يكون محمل بالكتل الهوائية الباردة التي تتوغل في داخل المملكة، وتصل ذروتها إلى يوم الخميس حيث يكون الهواء محمل بالغبار وتنخفض بعد ذلك درجات الحرارة إلى درجات متدنية تصل إلى الصفر وأقل من الصفر في شمال ووسط المملكة.

أن ذروة هذه الموجة الباردة سوف تكون في نهاية الأسبوع بالتزامن مع بداية متوسط شباط الذي يشتد فيه البرد كالعادة، وتكثر فيه هبوب الرياح الباردة التي تسمى العواية التي تتسبب في صوت عواء في النوافذ والأبواب وهذا الطقس السيء يطلق عليه عدة مسميات منها  (مقرقعة البيان) (مبكية الحصني) (محللة الرباط) بسبب النشاط الزائد للرياح الباردة والمفاجئة التي تهب على البلاد.

مبكية الحصني

في أحد الأساطير القديمة الشعبية يقال أن المربعانية عندما أرادت الخروج أوصت ولدها الشقي شباط بقولها: (( أنا طلعت ما ضريت .. عليك باللي أكله دويف ( أكله قديمة ) ووقوده ليف ( لحاء النخل ) ولاتقرب إلى اللي أكله تمر ووقوده سمر( نوع من أنواع الحطب الجيد )).

كذلك قالت لولدها (( يا شباط يا ولدي تراي مريت ولا ضريت ما قويت إلا إللي شبوبه ليف وأكله دويف عليك باللي شبوبه سمر وأكله هبر، وذلك أن برد المربعانية لا يضر إلا ضعيفي الحال ممن لايجدون حطباً جيداً وطعاماً دسماً أما شباط فلم يترك أحداً لا غني ولا فقير)).

المقصود بكلمة اللحاف التي وردت في كلامها هو لحاء النخل الذي يستخدم لفترة القهوة والتخلص من الشوائب، وبالطبع هذا الليف إذا أشعلت فيه النيران فإنه سريع الاشتعال بسبب خفته ولهذا فإن الناس الفقراء يستخدمون هذا اللحاء للتدفئة في مثل هذه الأيام، كما أن البعض منهم يأكلها لأنها تحتوي على سعرات حرارية تعمل على تدفئة الجسم.

العلامات التي تدل على مبكية الحصني

هناك بعض العلامات التي يستدل بها على مبكية الحصني ومنها:

– يكثر فيها هبوب الرياح الشمالية الباردة بسبب تساقط الكثير من الثلوج على المناطق الشمالية.

– يظهر النوء في الفجر بشكل واضح وهو أحد أبراج العقرب النجوم الربعانية.

– تشتد عواصف الرياح وهذا الأمر يكون كناية عن شدة هبوب الرياح.

– تهب الرياح الشرقية الباردة.

– تكون السحب متقطعة وتمر بشكل سريع.

– تتميز السماء أنها صافية في الغالب.

– تحمر شكل السماء للدرة أن البحارة يقولون وهو في وسط البحر ((إذا دخلت الشبط واحمرت السماء هن عند أهلنا مثل أيام الحميمي)).

أن الحصني هو المقصود به الثعلب، السبب في تسمية الحصني بهذا الاسم أن الثعلب يحفر جحره ويضع فتحة الجحر ناحية الشرق من أجل تدفئة الشمس لهذا الجحر في فترة الشروق، لكن عندما يأتي الهواء البارد القادم من الشرق ويهب في موسم الشبط إلى داخل الجحر فإن الحصني يبكي من شدة البرد.

محللة الرباط

بعض الناس العامية يقولون أن الشبط ولد المربعانية الشقي، وهو يصبغ هواه بالبيان لهذا فإن الناس يقولون أم شباط هو مقرقعة البيان، ومن كثرة شقاوته فإنه يقطع رباط الخيم لهذا قد قيل عنه (محللة الرباط).

يقول بعض الناس على الشبط في الخليج باسم (برد البطين) لأنهم يعتبرون أن المربعانية هي بداية موسم البرد والبطين من شدة البرد القارس الذي يتميز بأنه برد صقيع وهو في الطالع الرابع من فصل الشتاء.

كلمة الشبط في الأساس مأخوذة من الشهر السرياني شباط الذي يميز هذا الموسم، وقد وضح أن البرد الذي يحدث أثناء وجود الشباط عند أجدادنا يسمى برد الأزيرق لأن الأجساد تزرق من شدة البرد والبعض يسميها (قران تاسع برد لاسع).

“الزعاق” مسترجعاً وصية “المربعانية” يعلن بدء الشبط “مبكية الثعلب”

لقد أحد الباحثين الفلكين الدكتور خالد بن صالح الزعاق أنه قد تم بدء موسم الشبط الذي يسمى (مبكية الثعلب) الذي بدأ منذ يوم الأثنين وقال: ((المربعانية رحلت البارحة، ولها وصيه دارجة تقول فيها: (يا وليدي أنا طلعت ما ضريت عليك باللي أكله دويف وناره ليف ولا تقرب اللي أكله تمر وناره سمر))”.

كذلك قال خالد بن صالح الزعاق ((هذا نص وصية المربعانية وجدناها في مخزنها بعد رحيلها من المنظومة المناخية، أمس، وكانت موجهةً لولدها شباط، عبر مراسم حزينة ممزوجة بنياحة الرياح العاتية، واليوم الأثنين أول أيام الشبط، وهو موسم يعتبر امتداداً لموسم الشتاء الفعلي ومدته ستة وعشرين يوماً)).