يحدث الإنقلاب الشتوي في بداية وقت الشتاء في الكثير من دول العالم المختلفة، وهو يعد اليوم الذي يكون به النهار أقصر نهار بالسنة كلها، حيث تسطع الشمس بهذا اليوم لفترة قليلة مقارنة بغيرها من الأيام الأخرى، وفي العادة يشهد هذا اليوم ميل محور الأرض في منطقة بعيدة عن الشمس، ولكن لا يشير قصر وقت النهار وكذلك قلة عدد ساعات سطوع الشمس أن فترة الإنقلاب الشتوي سوف تكون باردة بصفة مستمرة، حيث في الغالب نلاحظ أن أبرد أوقات السنة تكون عقب مرور أسابيع على حدوث الإنقلاب الشتوي، وسوف نتعرف من خلال المقال على ما هو الانقلاب الشتوي وأهم المعلومات عنه.

ما هو الإنقلاب الشتوي

القطب الشمالي سوف تعاني من من ظلام شديد خلال هذا الوقت، أما المناطق التي تقع بنصف الكرة الجنوبي فسوف تسطع الشمس عليها بصورة مباشرة خلال وقت الظهيرة وبالتحديد عند درجة 23،5 جنوب خط الاستواء، وذلك بطول خط العرض الذي يمر بأستراليا والتشيلي وكذلك منطقة جنوب البرازيل وشمال أفريقيا أيضًا.

أشعة الشمس والانقلاب الشتوي

أي أن ذلك سوف يشير أن هذه المناطق سوف تشهد أطول أيام السنة كلها، بينما سوف يشهد نصف الكرة الشمالي أقصر هذه الأيام، وعقب انتهاء يوم الإنقلاب الشتوي سوف تطول بها وقت النهار على مدار الأيام كلها بنصف الكرة الشمالي، ولكن لا يشير هذا لإرتفاع درجات الحرارة، حيث من المفترض أن معظم المناطق وكذلك الدول التي تقع بطول خطوط العرض الوسطى الشمالية سوف تشهد طقس بارد، حيث لا يرتكز بها ضوء الشمس غير 9 ساعات باليوم فقط وذلك خلال الفترة التي تلي الإنقلاب الشتوي، وذلك بالنسبة للخمسة عشر ساعة يوميًا خلال موعد الإنقلاب الصيفي.

ومن المتوقع أيضًا أن نصف الكرة الشمالي سوف يميل بعيدًا عن أشعة الشمس، وبالتالي نلاحظ أنه يكون أكثر بردوة خلال هذا الوقت، هذا بالإضافة لأن معظم المحيطات سوف تتطلب كمية كبيرة من أشعة الشمس كي تسخن بشكل جيد، ومن الجدير ذكره أن المحيطات تلعب وتمثل أهمية كبيرة في المحافظة على أن درجة الحرارة تكون معتدلة.

مظاهر الإحتفال بالانقلاب الشتوي

من الجدير ذكره أن جميع الأشخاص بجميع دول العالم المختلفة يحتفلوا بالإنقلاب الشتوي، حيث يحتفل كل منهم به بطرق غريبة ومختلفة، حيث يشهد نصب ستونهنج الحجري الذي يقع قريبًا من مدينة ويلتشاير الإنجليزية توافد مجموعة كبيرة من السياح والأشخاص من جميع دول العالم المختلفة وذلك بغرض رؤية ظاهرة الإنقلاب الشتوي والتي تعد من أجمل المظاهر التي تشهدها دول العالم كلها.

فمن الملاحظ أن الأشخاص التي ما زالت حتى الأن تؤمن بالطقوس الوثنية يذهبوا لهذا المكان كنوع ومظهر من مظاهر الإحتفال بالسنة الشمسية الجديدة، ويقصد بهذا في الدول الإسكندينافية Yule، أي أنها تشمل الطقوس الأخرى للإحتفال بمظاهر الإنقلاب الشتوي وذلك كنوع من أنواع التكريم لأسطورة كرامبوس Krampus وهو من الوحوش الأسطورية التي تظهر قبل نهاية العام من أجل معاقبة جميع الأطفال المشاغبيين والذين يقوموا بأعمال تخريبية كثيرة.

كما من الجدير ذكره أيضًا أن الأشخاص التي تشارك بالإحتفالات تقبل على الإستلقاء بأحواض تكون هذه الأحواض مليئة بمجموعة كبيرة من الفواكه، ولعل السبب الرئيسي وراء الشهرة الكبيرة التي يتمتع بها نصب ستونهنج لخط الرؤية الذي يمثله في ناحية غروب الشمس بالإنقلاب الشتوي، ومن الملاحظ أن نصب ستونهنج يحاذي غروب الشمس بالإنقلاب الشتوي، وكذلك شروقها بالإنقلاب الصيفي.

ومن الملاحظ أيضًا أن أشعة الشمس تتوافق مع الحجارة التي توجد بالنصب أي أن هذا يشير أنه كان بالفعل يستخدم من أجل تحديد مواعيد كلا الإنقلابين، ومن الجدير ذكره أيضًا أنه يوجد نصب تذكاري أخر بمدينة تولوم القديمة غير نصب ستونهنج وكان  هذا النصب خاص للإحتفال بموعد الإنقلاب الشتوي، ومن الجدير بالذكر أن مدينة تولوم القديمة تقع بالتحديد في منطقة شبه جزيرة يوكاتان المكسيكية وتعتبر من المناطق المفضلة لدى الكثير من السياح خلال وقت الإنقلاب الشتوي، حيث نلاحظ أن أشعة الشمس تمر أثناء ذلك من خلال ثقب صغير يوجد هذا الثقب بإحدى المباني الحجرية الكبيرة بالمدينة، وبالتالي يكسب ذلك كله المكان منظر جذاب وجميل.