هل يجسد الفيلم المثير “القداس الأسود”، الذي يتحدث عالم العصابات الإجرامية و يقوم ببطولته جوني ديب، هذا العالم النحو الصحيح بحق؟
يوضح لنا جورج أناستازيا، وهو صحفي ذو سمعة أسطورية في مجال تغطية حوادث الجريمة، واستُهدِفَ شخصيا ذات مرة من طرف إحدى العصابات، حقيقة هذا الفيلم. بالرغم من أنه من الأكيد أنه سيقوم بإجراء مقارنة فيلم “بلاك ماس” (القداس الأسود) بأفلام مثل “غَدْ فاذر” (الأب الروحي) أو “غود فيلُز” (الأصدقاء الطيبون)، فإن فيلم جوني ديب الجديد يمكن أن يمثل فئة قائمة بذاتها فيما يختص بالأفلام التي تناقش عالم الجريمة.
فهو عمل درامي يتميز بالتركيز على شخصية مركزية شريرة، و تسيطر عليه أجواء الكآبة و الشر. و بالرغم من الحديث الكثير في ثنايا العمل عن الولاء و الشرف ، كما حصل من قبل في فيلميّ “الأب الروحي” و “الأصدقاء الطيبون”؛ فإن “القداس الأسود” لا يضم هذه الأمور على الإطلاق، إذ أنه في الحقيقة يمثل قصة حافلة بوقائع الإستدراج و الخيانة.
و رغم أن ذلك لا يجعله أفضل من هذين الفيلمين اللذين ستتم المقارنة بهما، و اللذين يعدان من الأعمال الكلاسيكية التي ناقضت عالم الجريمة، فإنه يغطى بطابع أكثر واقعية منهما، حيث قد حرص المخرج “سكوت كوبر” على أن تكون وقائع الفيلم أقرب ما تكون إلى ما ذكر في الكتاب الذي استُوحي العمل منه.
و يتميز الكتاب بثلاث عناوين “القداس الأسود: ويتي بولغر، إف بي آي و صفقة الشيطان”، و دونه الصحفيان العاملان في صحيفة “بوسطن غلوب” “ديك لِر” و “غيرارد أونيل”، و يُعتبر على أنه العمل الأفضل بعدة مستويات بين كل ما كتب عن حياة “جيمس ويتي بولغر”، و هي أعمال تجاوز عددها العشرة.
قصص افلام