الشعر فن راقي و موهبة عظيمة وتملك سلطنة عُمان عدد ٌ بارزٌ من الشعراء الذين أضافوا للشعر العُماني بصمة ٌ لا مثيل لها ،و من أبرز هؤلاء الشعراء .. الشاعر العُماني الكبير أبو مسلم ناصر بن سالم البهلاني الذي ذاع صيته و شهرة شعره ،و نال إعجاب الكثير من الجماهير ،و سوف تدور السطور التالية لهذه المقالة حول حياة هذا الشاعر العظيم .
أولاً نسب الشاعر الكبير أبو مسلم ناصر بن سالم البهلاني .. يتنمي هذا الشاعر إلى أصول تعود لقبيلة الأزد فهو هو ناصر بن سالم بن عديم بن صالح بن محمد بن عبدلله بن محمد البهلاني الرواحي ذاع صيته بأسماء مختلفة أبو مسلم ناصر بن سالم البهلاني ،و ناصر بن سالم البهلاني ،و عُرف بأبي مسلم العُماني .
ثانياً مولد الشاعر ،و نشأته .. ولد أبو مسلم ناصر بن سالم البهلاني بمدينة وادي محرم التابعة لوادي بني رواحة التي تقع تحديداً في المنطقة الداخلية للسلطنة ،و تضاربت الأقاويل حول سنة ميلاد الشاعر فهناك من يقول أنها عام 1273 هجرياً ،و يقول بعض المؤرخون أنه ولد 1277 هجرياً نشأ الشاعر بين عائلة عظيمة عرفت بأخلاقها ،و علمها فكان والده سالم بن عديم البهلاني قاضي عهد الإمام عزان بن قيس ،و والده هو أول من تولى تعليمه ،و مع تقدمه في العمر تتلمذ أبو مسلم ناصر بن سالم البهلاني على يد الشيخ المتواضع محمد بن سليم الرواحي ،و ذلك عندما انتقل إلى بلدة السيح ،و من أشهر أقرانه أحمد بن سعيد الخليلي .
شغف أبو مسلم ناصر البهلاني للشعر .. تربى أبو مسلم بن ناصر البهلاني في بيئة عظيمة عُرف أهلها بحب الشعر ،و الأدب فكان للقصيدة إقبال كبير فأستهوى البهلاني الأدب ،و الفقه ،و كل ما يخصهم ،و بدأ بقرض الشعر في عمر الخامسة عشر ،و حينما بلغ العشرين من عمره هاجر لشرق أفريقيا ،و اتخذ من زنجبار مسكناً له ،و كانت زنجبار قد عرفت في هذا الوقت أنها في حالة رواج كبير عهد السلطان برغش بن سعيد ،و عرف هذا العصر بالعصر الذهبي الإسلامي العُماني .
المناصب التي تولى أبومسلم ناصر بن سالم البهلاني قيادتها .. بعدما عُرف بحبه للشعر ،و أتقنه جيداً ذاعت شهرته ،و في عهد السلطان بن ثويني عمل بمنصباً قضائياً إلى أن أصبح بعد ذلك رئيساً للقضاء ،و لكنه استقال منه ،و اتجه للتأليف فعمل البهلاني مؤلفاً ،و حمل على عاتقه لواء إحياء آثار السلف ،و كذلك انشاد الذكر ،و اصدر الشاعر أول الصحف العربية ،و هي جريدة النجاح ،و عمل كأول رئيس تحرير لها ،و توجها بشعار من القرأن الكريم ،و هو (إن أريد إلا الإصلاح ما استطاعت ) ،و اتخذ لها أيضاً حكمة ً مشهورة ،و هي كل من ثابر على العمل أدرك النجاح .
تلاميد الشاعر .. تتلمذ على يد أبو مسلم العُماني عدد كبير ممن حاولوا أن يسيروا على نهجه فيما بعد ليس في الشعر فقط ولكن في مختلف الفنون الأدبية التي كان يتقنها أبو مسلم العُماني من بينهم الشيخ عبد الرحمن بن محمد الرواحي ،و الشيخ عبد الله بن محمد الحبيشي كما حرصوا أيضاً على تحقيق أكبر قدر من الاستفادة منه ،و من علمه الغزير فمنهم أيضاً الشيخ أبو محمد برهان بن مكلا ،و سيف بن عبد الله الرواحي ،و عدد آخر من التلاميذ .
أشهر مؤلفات الشاعر .. ترك الشاعر للشعر العُماني العربي نخبة مميزة من المؤلفات من بينها النشأة المحمدية ،و النور المحمدي ،و الكنوز الصمدية ،و النفس الرحماني في أذكار أبو مسلم البهلاني ،و كتاب السؤلات ،و كتاب الجوابات ،و نثار الجوهر ،و ثمرات المعارف .
وفاة أبو مسلم بن ناصر البهلاني .. توفي الشاعر العظيم في زنجبار ،و دفن بها ،و ذلك في شهر صفر عام 1339 هجرياً تاركاً خلفه بصمةً لا تنسى في العلم ،و العقيدة ،و الأخوة الإسلامية و الشعر العربي العُماني .