افريقيا أو القارة السمراء والتي تمثل ثاني القارات من حيث عدد السكان، والتي تمثل مساحتها حوالي 20.6% من مساحة الجزء اليابس على سطح الأرض، تتمتع افريقيا بحدود مائية من جميع الجهات تقريبًا، إذ يحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط، أما من الشرق والجنوب الشرقي فنجد قناة السويس والبحر الأحمر والمحيط الهندي، أما من الجنوب فيحدها المحيط الهندي، ومن الغرب المحيط الأطلسي أو الهادي، وتنقسم القارة إلى مجموعة كبيرة من الدول المختلفة الأعراق واللغات ولعل من أبرز تلك الدولة دولة نيجيريا.
نبذة تاريخية عن نيجيريا
دعو البداية تكون مع أصل تسمية نيجيريا بهذا الاسم حيث أن الاسم اشتق من اسم النهر المار بالبلاد ويسمى نهر النيجر، وكان من أطلق عليها هذا الاسم هى فلورا شو والتي كانت زوجة لبارون لوغارد الذي كان واحدًا من الإداريين البريطانيين الذي يعمل في المستعمرات البريطانية، حيث كانت نيجيريا خاضعة للاحتلال الإنجليزي.
وجد الجيولوجيين آثار لحياة الإنسان في نيجيريا منذ أكثر من 4000 عام، وقد تأسست في نيجيريا على مر التاريخ العديد من الممالك أو الدول، حيث قامت بها دولة كانم وهى واحدة من الممالك الإسلامية التي اقيمت في افريقيا، وهناك مملكة أويو حيث أسستها قبائل اليوريا وبعض الإمارات الأصغر التي أسست على أيدي قبائل الهوسا، وتعرضت نيجيريا كباقي دول إفريقيا إلى موجات استعمارية بدأت مع الهولنديين إلى أن كان الاحتلال الأخير وهو الاحتلال الإنجليزي الذي استمر منذ عام 1551 وحتى الاستقلال في عام 1960 إلا أنه في عام 1957، وقبل الاستقلال تم تغيير اسم الدولة ليصبح جمهورية نيجيريا الاتحادية وهو الاسم الرسمي للدولة.
عانت نيجيريا بشكل كبير من الصراعات العرقية والتي ساعدت على ظهور حركات انفصالية في محاولة للاستقلال ببعض أجزاء من الجمهورية والإنفراد بحكمها، ولكن كانت هناك حركات لصد تلك الحركات الانفصالية وتعرضت للانقلابات العسكرية كحال اغلب الدول الأفريقيا.
نيجيريا جغرافيًا
تمتد نيجيريا بين خطي عرض 4 و14 درجة شمال خط الإستواء، و بين خطي دول 3 و15 درجة غرب خط درينتش، وتمتد نيحيريا على مساحة 923768 كم² مما ساعد في أن تتمتع نيجيريا بالتنوع في الطبيعة التضاريسية والمناخية والعرقية.
يمر بنيجيريا نهر النيجر والذي يعمل تقسيمها إلى ثلاثة أقسام رئيسية تتمثل في:
الجزء الأول وهو الجزء الشمالي وهو عبارة عن هضبة سهلية منبسطة وتسمى سهول الهوسا، حيث منتصفه توجد هضبة جوس والجزء الأكثر إرتفاعًا في السهول، أما من جهة الشمال الشرقي والغربي تنحدر السهول نحو حوض سهل نهر صكتو وحوض التشاد.
الجزء الثاني وهو الجزء الجنوبي الغربي وهو عبارة عن هضبة منخفضة الارتفاع تقع في أراضي قبائل اليوريا وتمتد من الداهومي وحتى نهر النيجر، كما تبرز بالهضبة بعض التلال و مستنقعات المياه العذبة واللاغونات وكذلك دلتا نهر النيجير مع تفرعاتها المتشعبة والتي يصعب بها الملاحة ما عدا فرعين فور كادوس، وبوني.
الجزء الثالث وهى الأجزاء الجنوبية الشرقية وهى أراضي ذات طبيعة مختلفة عن الجزئين الآخرين، إذ تظهر بها الصخور الرسوبية التي تعود إلى العصر الكاميري.
يمكننا أيضًا حصر تضاريس نيجيريا في مجموعة من التضاريس الرئيسية تتمثل في:
سهول سكوتو وهى في شمال غرب البلاد.
حوض تشاد وهى في جنوب غرب البلاد.
السهول الشمالية العالية وهى تمثل السهول الشمالية العالية في البلاد.
هضبة جوس ونجدها تقريبًا في وسط نيجيريا.
حوض نهر النيجر- بنيو ونجده ممتد وسط نيجيريا يقطعها من الشرق إلى الغرب.
المرتفعات الغربية وهى أراضي اليوربا في وسط نيجيريا.
المرتفعات الشرقية ونجدها على الحدود الشرقية للبلاد.
السهول الجنوبية الغربية وتمثل منطقة من الغابات ذات الكثافة العالية.
الأراضي المنخفضة الجنوبية الشرقية ونجدها في جنوب البلاد.
دلتا النيجر ونجدها في جنوب البلاد على نهر غينيا.
المناخ والنبات في نيجيريا
تستطيع تمييز ثلاثة أنواع مناخية في جمهورية النيجر تتمثل في:
المناخ الاستوائي ونجده في الجزء الجنوبي من البلاد.
المناخ المداري المطير في وسط البلاد.
المناخ الصحراوي الجاف في شمال البلاد.
الطبيعة النباتية في نيجيريا تعتمد وتتأثر بالطبيعة المناخية حيث لكل مناخ ما يناسبه من النباتات، فتجد الغابات المستنقعية والتي تنتشر في دلتا نهر النيجر، وهناك الغابات الإستوائية التي وتظهر بوضوح في الجزء الجنوبي من البلاد حيث المناخ الإستوئي، أما الجزء الشمالي ذو المناخ الصحراوي فتنتشر الغابات الشوكية والأشجار القصيرة والشجيرات والحشائش.
الوضع الاجتماعي والبشري
نيجيريا تتمتع بتنوع تضاريسي ومناخي ساعد على تنوع اجتماعي وعرقي واضح بين سكان نيجيريا، فنيجيريا عبارة عن اتحاد بين حوالي مجموعة من الأقاليم المختلفة حتى أن بعضها يتحدث بلغة مختلفة عن الباقين والديانة والمعتقدات والأعراق، ونجد منهم الإقليم الشمالي حيث الأغلبية المسلمة من قبائل الهوسا التي تسيطر على هذا الإقليم، والإقليم الجنوبي الغربي الذي تسيطر عليه غالبية من قبائل اليوربا، أما الإقليم الغربي فهو إقليم يتمتع بالتنوع في العرقيات أو الشعوب دون سيطرة من أحدهم حيث يحوي قبائل الإيدو والتي تمثل العدد الأكبر، ومجموعات من اليجاو، واليوروبا، والايبو، أما في الإقليم الشرقي فالغلبة لقبائل الايبولا.
الوضع الاقتصادي
تتأثر الناحية الاقتصادية في نيجيريا تبعًا لاختلاف التضاريس والمناخ بها لذا فإن سكان الجنوب يعتمد عملهم على الغابات واستزراعها وكذلك زراعة شجرة جوز الهند والكاكاو ونخيل الزيت إلى جانب حرفة الصيد سواء البري أو البحري والتجارة بنسبة ضئيلة.
المنطقة الشمالية هى منطقة قليلة في انتشار الغابات مع مناخ جاف نوعًا ما مما يسمح بأجواء وأوضاع مناسبة للزراعة وكلما توغلنا جهة الشمال كلما ظهر الرعي إلى جانب التجارة والثروات المعدنية.