كوكب المريخ أو كما يطلق عليه الكوكب الأحمر، هو الكوكب الرابع في المجموعة الشمسية، ويتميز هذا الكوكب بلونه الأحمر بسبب وجود نسبة عالية من أكسيد الحديد على سطحه، وهذا الكوكب لا يوجد فيه أي ماء سائل بسبب أن الغلاف الخارجي له مكون من ثاني أكسيد الكربون.
أول حضارة إكتشفت كوكب المريخ : كوكب المريخ قريب من الأرض حيث انه يلي الأرض في ترتيب المجموعة الشمسية، وكان من اليسير جدا ملاحظته في السماء منذ وقت طويل، ولهذا السبب لا يمكن القول من هو أول من إكتشف الكوكب، حيث أنه لوحظ منذ ألاف السنين، وقد لاحظ وجوده حضارات كثيرة ومن اماكن مختلفة.
حيث ان الفراعنة منذ القدم عرفوه ولاحظوا وجوده في السماء وكانو يطلقون عليه الكوكب الأحمر، أما الحضارة البابلية عندما لاحظو وجوده في السماء أطلقوا عليه إسم نجمة الموت، أما اليونانيين فقد أطلقوا عليه إسم آريس وتعني إله الموت، وكان سبب تسميته بهذا الإسم لونه الأحمر الذي يشبه دماء المعارك، أما الرومان فهم من أطلقوا عليه إسم المريخ وهو الإسم المعروف به حاليا، وكانوا يعتبرون كوكب المريخ الحامي الذي يقوم بحمايتهم من الأعداء فوفقا لهم فهو إبن مؤسس روما والذي يسمى رومولوس، والأتراك كانوا يطلقون عليه إسم ساكيت ، واليونانيون معروفون بتفكيرهم العقلاني فقد فسروا المريخ على أنه نجمة ولكنها تائهة لا تعرف مكانها ولهذا أصبحت ثابتة في مكانها ، أما الهندوس فقد رأوا أن المريخ هو إله وكانوا يسمونه بإله مانجالا، والذي يقولون أنه إبن شيفا.
أول شخص إكتشف المريخ : قام عالم الفلك الدنماركي الجنسية بعمل حسابات دقيقة نسبيا لتحديد موقع الكوكب الأحمر بالضبط، والجدير بالذكر أنه قام بهذه الحسابات معتمدا على عينيه فقط دون أي أدوات خاصة حيث كان يطلق عليه صاحب عيون الصقر وكان نظره بحالة جيدة جدا، وكان هذا في عام 1576 ، وفي وقت لاحق قام العالم الألماني الجنسية يوهانس كلبر بإكتشاف ان مدار كوكب المريخ هو مدار بيضاوي الشكل وليس دائري كما كان يظن الجميع في هذا الوقت، وهو الأمر الذي تأكد حديثا حيث ثبت أن جميع مدارات الكواكب شكلها بيضاوي وليس دائري ومنها المريخ.
قامت ناسا وكالة الفضاء الأمريكية في عام 1971 بإرسال قمر صناعي لتصوير المريخ وكان يسمى بمارينر 9، وقد قام هذا القمر بتصوير سطح الكوكب والتضاريس الخاصة به وأيضا كان الغرض منه ملاحظة الطقس على الكوكب، وقد تبين من هذه الملاحظات وجود براكين كبيرة والكثير من الوديان على سطح الكوكب، كما جاءت الصور بصورة لأكبر بركان موجود على سطح الكوكب وتم تسميته فأوليمبوس مونس، وفي عام 1975 تم إرسال رحلة إستكشافية إلى الكوكب الأحمر وهي عبارة عن مركبتين فضائيتين وهما فايكينج واحد وإثنين، وكانت مهمتها تحليل تربة الكوكب ومعرفة أنواع الصخور المكونة له، ثم بعدها تم إرسال مركبة أوديسي في عام 2001، وهذه المركبة مازالت في مدار الكوكب الأحمر حتى الوقت الراهن، ووظيفة هذه المركبة نفس وظيفة سابقيها، ولكنها محملة بأدوات أكثر تطور وأكثر دقة.
مكونات كوكب المريخ : وجد أن سمك القشرة الخارجية للكوكب يبلغ حوالي 50 كيلو متر وأن مركز الكوكب يتكون من معدن النيكل ومعدن الحديد وأيضا حوالي 17% من المكونات هي كبريت، كما أن تحاليل التربة أثبتت أن التربة على سطح الكوكب قلوية، كما أن المياه الموجودة على سطح الكوكب توجد في صورة متجمدة، ولا توجد أي مياه سائلة على سطح الكوكب، وهذا بسبب أن درجة حرارة الكوكب منخفضة جدا ، ويوجد على الكوكب الأحمر جبل عالي جدا يسمى جبل أوليمبوس، ويبلغ إرتفاعه 27 كيلو متر، أي أنه أعلى من أعلى جبل موجود على كوكب الأرض.