تصدرت رحلة جيمس كاميرون الأخيرة إلى قاع البحر عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم، وكذلك ينبغي أن يكون لأن كاميرون هو أول شخص يغامر بمفرده إلى أعمق جزء معروف من محيطات العالم، وكانت الغواصة على بعد حوالي 11000 متر إلى مكان وصفه بأنه يشبه سطح “القمر” و “مقفر”، وهو مكان يطلق عليه غالبا تشالنجر ديب .

اعمق نقطة في البحر

تشالنجر ديب تأخذ اسمها من H.M.S. تشالنجر، وهي سفينة تابعة للبحرية الملكية في القرن التاسع عشر طافت حول العالم لدراسة محيطات العالم، وفي 23 مارس 1875 على بعد حوالي 140 ميلا جنوب غرب غوام على الحافة الغربية القصوى للمحيط الهادي، فعل طاقم تشالنجر شيئا ما سيفعلونه في النهاية أكثر من 500 مرة خلال رحلة استكشافية مدتها ثلاث سنوات ونصف السنة حبل من القنب مرجح بأحواض حديدية في الماء لغرض قياس عمق أرض البحر، والنتيجة 4،475 قبة (8،184 م)، ولم يكن هذا السبر سجلا، ولكنه كان أول ما تم التقاطه في المنطقة المجاورة لما نعرفه الآن وهو موطن لأعمق بقعة على الأرض خندق ماريانا، وغالبا ما يستخدم اسم “تشالنجر ديب” بشكل مترادف مع أعمق نقطة في الأرض، لكن تشالنجر ديب ليس سبرا أو بقعة واحدة في قاع المحيط، إنه “عميق” .

وغالبا ما كانت الخرائط الباثيمترية المبكرة خاطئة بشأن الطبيعة الدقيقة لطبوغرافيا قاع البحر، لكنها مع ذلك صورت الأعماق كمناطق غواصة بدلا من نقاط منفصلة أو سبر، وعلى سبيل المثال عندما قام جون موراي عالم المحيطات وعضو تشالنجر إكسبيديشن بنشر ” المخطط الباثيمتري للمحيطات التي تظهر أعماق” في عام 1899، قام بتصنيف الأعماق كأجزاء من المحيط أعمق من 3000 قشرة (5448 م)، ووفقا لذلك يظهر تشالنجر ديب كمنطقة مظلمة على شكل حبوب، جنوبا وغربا قليلا من غوام بنفس حجم مساتشوستس وكونيتيكت ورود آيلاند مجتمعين .

ونشر موراي خريطة محدثة في عام 1912 والتي تصور تشالنجر ديب الموسع للغاية، وتلك التي تشبه إلى حد كبير خندق ماريانا على شكل هلال، وتقدر مساحته موراي بنحو 129000 ميل مربع، ويبلغ حجمها أربعة أضعاف مساحة بحيرة سوبيريور، وهي بالكاد نقطة على الخريطة، ولكن نظرا لتنامي معرفتنا بالمناظر الطبيعية تحت سطح الأرض على مدار القرن الماضي، فقد نمت المفردات الخاصة بنا، ويتم تجاوز عدد أعماق المحيطات الآن على الخرائط الحديثة عن طريق الأحواض والوديان والخنادق، ويتم تمييز هذه الميزات “الجديدة” تحت الماء بالطريقة نفسها التي تتميز بها الخصائص الطبوغرافية الخطية والمساحية، مع الملصقات التي تبرز أحجام وأشكال الميزات التي تصفها .

أعماق البحار

تم تصغيرها إلى نقاط على الخريطة وهو ما يشير بدوره إلى أنهم لم يعودوا يعتبرون مناطق، إلا أن كل من اللجنة الاستشارية للأسماء الجغرافية التابعة لمجلس الولايات المتحدة المعنية بميزات المغمورة البحرية وغيرها من هيئات التسمية الدولية تواصل تعريف الأعماق على أنها “منطقة (مناطق) عميقة داخل حدود ميزة أكبر، مثل حوض أو حوض أو خندق “، ولكي نكون منصفين يصوّر رسامو الخرائط المحيطات ويصنفونها في أعماق بالطريقة نفسها التي يصورون بها الجبال الفردية ويصنفونها مع اسم ونقطة تستخدم للإشارة إلى المسافة من مستوى سطح البحر، ولكن رسامي الخرائط والقراء يعرفون أن الجبال أكثر من قممها، وينطبق الشيء نفسه على أعماق البحر كما اتضح بغض النظر عن كيفية تصنيفها .

جيمس فرانسيس كاميرون

ولد جيمس فرانسيس كاميرون في 16 أغسطس 1954 في كابوسكاسينغ أونتاريو بكندا، وانتقل إلى الولايات المتحدة في عام 1971، وهو نجل مهندس وتخصص في الفيزياء في جامعة ولاية كاليفورنيا قبل أن يتحول إلى اللغة الإنجليزية، ثم ترك الدراسة في النهاية، ثم قاد شاحنة لدعم طموحه في كتابة السيناريو، وحصل على أول فيلم احترافي له كمخرج فني وباني مصغر، ومشرف على عملية الإسقاط في معركة روجر كورمان Battle Beyond the Stars (1980) ، وكان أول تجربة له كمخرج مع عمل لمدة أسبوعين، ثم فيلمه الثاني The Spawning (1981)  وقبل أن تطلق النار في عام 1984 كتب وأخرج فيلم The Terminator (1984) ، وهو فيلم إثارة مستقبلية من بطولة أرنولد شوارزنيجر ومايكل بين وليندا هاميلتون وكان نجاحا كبيرا .

وبعد ذلك جاءت سلسلة من أفلام الخيال العلمي الناجحة مثل الأجانب (1986)، الهاوية (1989) ، والمنهي 2، يوم القيامة (1991)، وفي عام 1990 شكل كاميرون شركته الخاصة للإنتاج “Lightstorm Entertainment”، و في عام 1997 كتب وأخرج فيلم “تيتانيك” (1997)، وهو ملحمة رومانسية عن عاشقين شابين من مختلف الطبقات الاجتماعية يلتقيان على متن السفينة الشهيرة، واستمر الفيلم في تحطيم جميع سجلات شباك التذاكر وحصل على أحد عشر جائزة أوسكار، وأصبح الفيلم أعلى ربح في كل العصور والباقي هو التاريخ، ويعد جيمس كاميرون الآن أحد أكثر المخرجين رواجا في هوليوود، وكان متزوجا في السابق من المنتجة غيل آن هيرد والتي أنتجت العديد من أفلامه، وفي عام 2000 تزوج من الممثلة سوزي أميس التي ظهرت في تيتانيك ولديهما ثلاثة أطفال .

أفلام جيمس كاميرون

تميل أفلام جيمس كاميرون إلى مشاهد مع المصاعد مع وجود شيء خطير يحدث بالقرب منها أو فيها، ففي الأجانب (1986) صعد ريبلي صعودا وهبوطا في مصعد البضائع عدة مرات، حيث خرج من المجمع ثم قام في وقت لاحق بتحميل الأسلحة للحصول على نيوت ثم غادر مع الملكة آلين التالية، وملكة الغريبة ركوب المصعد لمتابعة ريبلي، وفي المنهي 2 ويوم الحساب (1991) ترى سارة T-800 لأول مرة وهي تخرج من المصعد ويتم إطلاق T-1000 من خارج المصعد ثم يهاجم سارة و جون  و T-800 فوقه، وفي مشهد آخر تحطمت سارة وجون وطائرة T-800 في مصعد بعد انفجار في طابق أعلى، ثم يتم تصفيتهم بالغاز من قبل فريق SWAT في القاع، وفي فيلم True Lies (1994)  يدخل هاري مصعدا على حصان في ملاحقة إرهابي في المصعد المقابل على دراجة نارية، وفي تيتانيك (1997) صعدت روز مع جاك لتهرب من خطيبها، وفي مشهد آخر نزلت روز إلى المصعد إلى الطابق المغمر بالمياه .