يُعتقد على نطاق واسع أن الطبعات الحيوانية والجلود تنقل القوة إلى مرتديها، وقد بسطت تلك النقشة الحيوانية سيطرتها على مر العصور، وظهر منها العديد من الأشكال المختلفة اللافتة للنظر.

سبب استخدام الطبعات الحيوانية بالملابس

يُعتقد أن الخصائص المرتبطة بحيوان معين، مثل شراسة النمر، تنتقل إلى مرتديها من خلال ملابس منقوشة بجلود الحيوانات، وتُعتبر الطبعات الحيوانية أيضًا على نطاق واسع مثيرة، وبالتالي يكثر استخدامها على الملابس المصممة لجذب الآخرين، على سبيل المثال تتواجد الطبعات الحيوانية دائمًا على الملابس الداخلية الجنسية العلنية .

تجذب هذه الطبعات انتباه المشاهد من خلال أنماطها متعددة الألوان وتصميماتها غير المنتظمة، وتتراوح سمعتها بين الكلاسيكية والعصرية في الأزياء الراقية والرخيصة والشعبية .

أصل الطبعات الحيوانية في الأزمنة القديمة

في البداية كانت جاذبية الطبعات الحيوانية متجذرة في البقاء، حيث كان يتم اصطياد الحيوانات، بما في ذلك القطط والذئاب بحثًا عن الطعام، ثم استخدمت جلودهم في الملابس، ومع تطور الوقت أصبحت جلود الحيوانات المزخرفة، مثل تلك المصنوعة من النمور والفهود ، رمزًا للنفوذ، وفي الواقع فإن تلك العادة تعود إلى العصور القديمة، حيث إن الثقافات القديمة في الصين واليونان وروما جميعها تعتبر جلود الحيوانات رمزًا للثراء .

وتظهر تمثيلات جلود الحيوانات أيضا في جميع أنحاء الأساطير، فقد كانت إلهة الحكمة المصرية، سيشات، غالبًا ما تُصوِّر وهي ترتدي جلد الفهد، وقد كان الفراء محجوزاً لكبار الكهنة المصريين، وإذا نظرنا إلى الأساطير اليونانية سنجد أن البطل اليوناني هيراكليز قام بقتل الأسد النيمى وارتدى فراءه كعلامة على قوته وتفوقه .

مع تقدم الحضارات، استمرت فراء الحيوانات في تجسيد الثروة والسلطة، وفي القرن الرابع عشر تم تطوير القوانين الأوروبية التي تحدد الفئات الاجتماعية المسموح لها بارتداء أنواع معينة من الفراء، وكان الملوك الأوروبيون يظهرون في صور مرتدين فيها أفخم وأدق أنواع الفراء، وقد شملت القطع التي تم ارتداؤها في ذلك الوقت معاطف وأرواب مصنوعة من المنك أو السمور أو الشنشيلة.

دخول جلود الحيوانات إلى عالم الموضة

على مر القرون تم رسملة تجارة الفراء وأصبحت تجارة مربحة بشكل لا يصدق، وانتشرت تلك التجارة في بلاد عديدة مثل نيويورك ومونتريال وسانت بطرسبرغ ، وأصبح الفراء أيضًا في متناول عامة الناس.

وقد دخلت جلود الحيوانات إلى عالم الموضة ، ولم يقتصر الأمر على الملابس فقط بل وصل في العصر الفيكتوري إلى هوس بفكرة التحنيط، وكانت جلود الحيوانات مرغوبة ليس فقط للارتداء، بل كديكور ومصدر للرفاهية .

الطبعات الحيوانية في أوائل القرن العشرين

ترسخت علاقتنا الحديثة مع الطبعات الحيوانية في أوائل القرن العشرين، حيث مع تقدم التكنولوجيا والسفر تقدم الوعي تجاه الموضة والأناقة بشكل عام.

عززت حركة ” الفن الجديد ” بشكل خاص جاذبية الطبعات الحيوانية في أوائل القرن العشرين، تم تأسيس الحركة في فرنسا ثم انتشرت إلى حد كبير في بقية أنحاء العالم عبر المعرض العالمي في باريس، واستبعد الفن الجديد في القرن التاسع عشر الفن الكلاسيكي واحتفى بالأشكال الطبيعية في الموضة، وعلى الأخص فيما يتعلق بالطبعات الحيوانية، فقد قام بنشر الطبعات والزخارف المستوحاة من الحيوانات.

واصلت حركة الفنون الزخرفية ، التي تبعت أعقاب حركة الفن الجديد ، الاحتفاء بالأشكال الحيوانية والطبعات ورفعتها إلى مستوى أكثر فخامة ، وصارت الملابس تشتمل على مطبوعات أو أشكال حيوانات، وخلال هذا الوقت أيضًا بدأ المصممون مثل ألدو تورا في استخدام جلود الحيوانات في أعمالهم، فكان معروفًا عن تورا أنه كان يزين سطح أعماله من الديكورات الصغيرة بجلد الماعز المصقول والمطلي.

انتشار الطبعات الحيوانية في الأفلام والموضة

بالتزامن مع عصر الفن الزخرفي ، ازدهرت صناعة السينما وسرعان ما استحوذت على العالم ، وبدأت الطبعات الحيوانية تظهر في الأفلام ، وجذب مظهرها العديد من النجمات السينمائية في تلك الحقبة، مثل جان هارلو التي ارتدت معاطف الفرو المصنوعة من فراء الحيوانات، وكان يفضل الكثيرين استخدام المعاطف من الفهود ، ومع اقتحام الخمسينيات من القرن الماضي، ظل الفراء من بين أبرز المؤشرات للمال والسلطة.

بعد الحرب العالمية الثانية بدأ مصممو الأزياء في ابتكار المزيد من الطبعات الحيوانية، واكتسبت جلود الفهد والشيتا والحمار الوحشي تقديرا جديدا حيث بدأ المصممون بتطبيقها خارج معطف الفرو، كما احتضن أسلوب الـ pin up الشهير – الذي شاعته بيتي بايج في الأربعينيات من القرن الماضي – مطبوعات القطط الكبيرة بطريقة خاطفة، وعلى مر العقود استمرت مطبوعات الحيوانات في الانتشار أكثر وأصبحت كل مرأة عصرية تتزين بملابس ذات مطبوعات حيوانية.

ازدياد شعبية الطبعات الحيوانية

أنتج مصمم الأزياء Rudi Gernreich مجموعة من الفساتين المزخرفة بالطبعات الحيوانية مع لباس ضيق وملابس داخلية في عام 1968، وتم توثيقه في فيلم (Basic Black 1968) من قبل المصور William Claxton والموديل Peggy Moffitt، وقد أصبحت طبعات الحيوانات شائعة للغاية بالنسبة للفساتين واللباس الداخلي والإكسسوارات في السبعينيات والثمانينيات.

كانت الطبعات الحيوانية مناسبة تمامًا للجمع بين البذخ والأنماط الجريئة في الثمانينيات، وقد صمم أيضًا مصممو الأزياء دومينيكو دولتشي وستيفانو جابانا طبعات حيوانية مميزة في ذلك الوقت.

الطبعات الحيوانية الصناعية

لقد أثرت القضايا السياسية المتعلقة باستخدام الجلد الحقيقي وفراء الحيوانات على ارتداء الطبعات الحيوانات، وقام القانون الدولي بحظر الاتجار بالأنواع المعرضة للانقراض، كما قام نشطاء ومنظمات حقوق الحيوان برفع مستوى الوعي بمعاملة الحيوانات التي تُقتل من أجل استخدام جلودها، وروّجوا لارتداء ملابس مصنوعة من قماش مطبوع عليه أشكال حيوانية بدلاً من استخدام جلود حيوانات حقيقية.

أشكال مختلفة من موضة الطبعات الحيوانية لعام 2019

تعود الطبعات الحيوانية في عام 2019 بتشكيلة مختلفة ومبهرة من التصميمات، حيث تظهر في الملابس والأحذية والحقائب ومختلف الأزياء، وفيما يلي مجموعة أشكال مختلفة من التصاميم:

الوسوم