يُعد الصقر من الطيور الجارحة، حيث أنه له القدرة على أن يؤذي الإنسان، كما أنه يفترس الحيوانات، وكان الأفراد منذ قديم الزمان يلجأون إلى اصطياد الصقر ليس للأكل لأن لحم الصقر لا يؤكل ولكن يصطادونه من أجل تربيته والتمتع بمشاهدة منظره، نظرًا لأن الصقور تختلف في الشكل والحجم الخاص بها، ويرجع هذا الاختلاف إلى الأماكن التي يعيش بها الصقر، فشكل الصقر في المناطق الاستوائية يختلف عن شكله في المناطق الباردة.
معلومات عن الصقر
يُعرف الصقر بقوته الشديدة وذكاءه الشديد ومهارته العالية، ويتميز الصقر بسرعته الهائلة تلك السرعة التي تجعل عملية الاصطياد من أصعب العمليات نوعًا ما، حيث أن الصقر يمتاز بالصبر الشديد، فهو من الممكن أن يبقى لساعات طويلة من أجل انتظار الفريسة، إلى أن يجد الفرصة المناسبة للإنقضاض عليها، فالصقر يتمكن من الإنقضاض على حيوانات كبيرة كالغزال مثلًا، تلك الحيوانات التي يفوق حجمها حجم الصقر.
تتغذى الصقور على الحيوانات الصغيرة كالثدييات والزواحف والأسماك والحشرات، وتستفيد من حاسة البصر القوية لديها بقدرتها على تمييز الفرائس وهي تمشي على الأرض، حتى ولو كانت الصقور تُحلق في ارتفاع عالي بالهواء، فهي تستطيع الانقضاض على فرائسها بسرعة كبيرة والامساك بها وتمزيقها بمنقارها الحاد ثم أكلها، كما تستطيع الصقور القيام بتجريد الحيوانات من كل ما فيها من غذاء كالريش والفراء واللحم والعظام، رغم أنها لا تهضمها جميعها.
لكل صقر من الصقور إقليم خاص به يقوم بالاصطياد فيه ويعيش فيه، ويُدافع عنه إذا حاولت الصقور الآخرى الاقتراب منه، وتنقسم الصقور إلى فئتين الصقور الحقيقية، وهي تشمل الباز والباشق وغيرهما، والفئة الثانية وهي الصقور الحوامة، وهي الصقور التي لها أجنحة طويلة مقارنة بالصقور الحقيقية، كما أن ذيولها تتخذ شكل المروحة، وهي تطير لمسافات طويلة بحثًا عن الفرائس، كما أنها تستطيع افتراس فرائسها في الهواء بسرعة كبيرة.
طرق صيد الصقر
تتعدد الطرق التي يتمكن من خلالها الأفراد من صيد الصقر، ومن بين تلك الطرق ما يلي :
طريقة الصيد بالشباك
تعتمد تلك الطريقة على أن يقوم الصائد بحفر حفرة كبيرة ويجلس فيها، ويغطي نفسه بالكامل حتى لا يراه الصقر، ويضع بجوار الحفرة شبكة خاصة بصيد الصقور، وبجوار الشبكة حفرة أخرى صغيرة، ويضع بداخلها حمامة، ويقوم الصائد بنصب الشبكة على أساس أن تغلق على الفتحة التي بها الحمامة، ويغطي الحمامة بكيش خيش، ثم يقوم الصائد بعد ذلك بإطلاق غراب مقيد بحبل في يده على أن يطير الغراب ليلفت نظر الصقر، فينقض الصقر عليه، ويقوم الصياد برفع غطاء الخيش عن الحمامة، فينقض عليها الصقر مسرعًا للفوز بها، وعندما يصل الصقر إلى الحمامة يسحب الصياد الحبل المربوط في الشبكة لتغلق على الحفرة التي أصبح الصقر متواجد بداخلها وعلى فريسته الحمامة.
طريقة الصيد بالشبكة الهوائية
من أسرع الطرق لاصطياد الصقر، حيث تقوم فكرتها على وضع الشبكة الهوائية التي هي عبارة عن شبكة طولها مترين وعرضها مترين معلقة في الهواء، ولابد أن تكون خيوط الشبكة فاتحة اللون، حيث أن هذا الأمر من شأنه أن يعيق الصقر عن رؤيتها، وتوضع بداخل الشبكة الفريسة كالحمامة مثلًا، ويتم ربطها كي لا تبتعد عن الشبكة، حيث أنه عندما يقوم الصائد بالإنقضاض على الفريسة مسرعًا أثناء عملية الإنقضاض يصطدم بالشبكة المنصوبة المعلقة في الهواء، فيصعب عليه الخروج منها، ويتمكن الصائد من الامساك به.
طريقة الصيد بالدرك
تعتمد تلك الطريقة على أن يقوم الصياد بإحضار حمامة مربوطة في عمود أو أي شيء آخر بواسطة خيط غير ظاهر، وإذا تعذر وجود عمود أو حائط لربط الحمامة، من الممكن القيام بنتف جناحيها لمنعها من الطيران، ويقوم الصائد بتلبيس الحمامة شبكة خاصة، فعندما يراها الصقر ينقض عليها مسرعًا، فتعلق أظافره وقدميه في الشبكة ولا يستطيع تخليص نفسه، وإذا حاول الصقر أن يطير بالحمامة لا يستطيع أن يرفعها عاليًا لأكثر من 3 أمتار، وإذا كانت الحمامة مربوطة لا يستطيع الصقر الفرار بها.
كيفية تربية الصقور
يُعد تدريب الطيور الجارحة وتربيتها من الأمور الشاقة والتي هي بحاجة إلى المزيد من الصبر الطويل، حيث تختلف طرق التدريب من حيوان إلى آخر، وأيضًا في تربية الصقور، فهي تختلف من صقر إلى آخر، ويتم تدريب الصقور عن طريق تغطية عيونه بالبرقع أو القيام بتخييطها لعدة أيام لكي يهدأ، بعد أن يتم فتح عينه، يتم التعامل معه برفق حتى يتعود على الأفراد، مع مراعاة تسميته باسم معين وينادى به، وعندما يكون مربوط فأنه يدعى باسمه يأتي إليه بحمامة لكي يأكلها، وتكرر نفس العملية في اليوم التالي، ولمدة عدة أيام قبل أن يتم إخراجه إلى البر لينفذ ما تدرب عليه، ولكن لابد أن يكون مربوط في البداية بحبل طويل ويتم إطلاق حمامة له لينقض عليها.
الأمراض التي تصيب الصقور
تتعدد أمراض الصقور ومن بينها :
مرض العشا، وهو يعني عدم إبصار الصقر ليلًا بسبب برد الدماغ، ويكون العلاج عن طريق منع الصقر من اللحم والاقتصار على الحبوب وتقطير ماء الورد بعينيه مخلوط بماء نقي.
مرض الجدري، وهو عبارة عن زوائد حمراء اللون بشكل مستدير تكون على أجفان بعض الطيور، ويتم معالجتها بالتدليك بالثوم، ثم رش رماد ورق الزيتون.
مرض ضيق التنفس، ومن علامات هذا المرض أن يفتح الصقر فمه وينقطع نفسه وسرعة النبض لديه، ويضعف ريشه وتهدأ حركته، ويكون لديه ميل شديد إلى شرب الماء.