يتضرر الاقتصاد العالمي بسبب حرائق الغابات كل عام بما يعادل 4.6 إلى 12.318 مليون دولار، حيث تحترق نسبة 4.6 بالمائة من مساحة اليابسة في العالم كل عام، وتلحق حرائق الغابات الضرر بحياة الكثير من الأشخاص في العالم، لذا يتم إنفاق الكثير من الموارد في سبيل مكافحة هذه الحرائق، وينتقل الآلاف من الأشخاص من المناطق التي تم تدميرها بسبب هذا حيث تصبح الظروف غير قابلة للحياة .

كيف تحدث حرائق الغابات

على الرغم من أن هناك الكثير من وحدات الإطفاء المخصصة لمواجهة نشوب الحرائق، إلا أن هذا مجرد عامل وقائي فقط، وما نريده حقا هو حل جذري للتخلص من هذه المشكلة تماما قل أن تبدأ، وهناك ثلاث أسباب رئيسية تعد هي الأسباب الجذرية لنشوب الحرائق في الغابات، وهم : الأكسجين، الحرارة، والوقود، لأن هذه المكونات الثلاثة هي ما تشعل النار .

الأكسجين

الأكسجين هو ما يجعلنا على قيد الحياة، إنه ضروري لكي نتنفس ونعيش، وهذا ينطبق على النار أيضا التي يمكنها أن تختنق إذا اختفى الأكسجين، حيث يتحد الأكسجين الذي يوجد في الهواء مع مصدر الوقود ويوفر البيئة المناسبة للاشتعال، وبالتالي يتضح من هذا أن الحفاظ على توازن كمية الأكسجين أمر مهم .

الوقود

الوقود هو الشيء الذي يحترق في النار، ويمكن أن يتواجد الوقود في الكثير من الأشكال، سواء كنا نتحدث عن : الأغصان الميتة، الأوراق الذابلة، البلاستيك، القماش، السوائل وغيرهم، وكل نوع من هذه الأنواع يحترق بدرجة مختلفة ويصل بعضها حتى 1000 درجة مئوية .

الحرارة

العامل الأساسي الذي يربط بين الأكسجين والوقود هو الحرارة، ويمكن أن نقول أنه بالحرارة يكتمل مثلث النار، وتعد الحمم والبرق من أهم مصادر حرائق الغابات الشائعة، أما إذا تسبب الإنسان في حريق الغابات فيكون عن طريق أشياء مثل عقب سجائر مشتعل، ألعاب نارية، حرق متعمد، وغيرهم .

ويمكن أن تتجمع هذه المكونات الثلاثة بطرق مختلفة ويبدأ الحريق، ويمكن أن نصنف أسباب حرائق الغابات لعوامل من صنع الطبيعة وعوامل من صنع البشر .

أسباب حدوث حرائق الغابات

البرق

يعد البرق أحد أكثر الأسباب التي يمكن أن ينشب حريق الغابات بسببها، ويمكن أن يكون البرق بارد أو ساخن، ويحتوي البرق البارد على تيار كهربائي كثيف يستمر لفترة قصيرة، ويحتوي البرق الساخن على تيار كهربائي أقل لكنه يستمر لفترة أطول وتبدأ حرائق الغابات أكثر من الصواعق التي تستمر لفترة طويلة .

المناخ الجاف

المناخ الجاف أحد أهم العناصر التي تتسبب في إشعال حرائق الغابات، حيث أن قلة نزول المطر تسبب دمار كبير، لأن درجات الحرارة تكون حينها مرتفعة للغاية، وهذا يتسبب في جفاف ورق الشجر، وتصبح الأغصان أكثر سخونة، وبالتالي يكون هذا وقود مناسب جدا للاشتعال، وغالبا ما تبدأ هذه الحرائق وقت الظهيرة لأن درجات الحرارة تكون مرتفعة أكثر، ولا يستغرق الأمر وقتا حينها ليشتعل مصدر الحرارة والوقود سريعا .

البركان النشط

يمكن أن يتواجد بركان نشط في وسط الغابات، وهذا يمكن أن يتسبب في اشتعال الحريق في الغابة بسبب سقوط الحمم البركانية الساخنة التي تحرق مساحة كبيرة من اليابسة، وهذا لا يجعل الحريق يحتاج لوقود للاشتعال، لأن الحمم تكون ذات حرارة عالية جدا بحيث تحرق كل شيء في طريقها .

الأخطاء البشرية

يمكن أن يتسبب البشر أيضا في حرائق الغابات، لكن بالطبع المساحة المحترقة حينها تكون أصغر من المساحة التي تنتج بسبب العوامل الطبيعية، ويمكن أن تحدث حرائق الغابات بواسطة الإنسان بشكل متعمد، مثل التخييم في الغابة، أو طهي الطعام، أو التدخين وغيرها من الأسباب الناتجة عن التدخل البشري .