يعتبر مشروع مدينة الحرير من أضخم المشاريع في الكويت، ويطلق على المشروع ” حلم مدينة الحرير “، نظرا لأهمية المدينة الاقتصادية والاستثمارية والسياحية، ويعتبر مشروع مدينة الحرير مشروع كان مخطط لإنشائه منذ سنين، فهو يعتبر المشروع الأكبر في الخليج، بتكلفة تتراوح من 250 إلى 270 مليار دولار، وهذا بحسب ما صرح به الشيخ محمد العبد الله وزير الدولة لشئون مجلس الوزراء، ورغم ضخامة التكلفة إلا أن المشروع قائم، وهذا لأن الخطط المقامة لهذه المدينة تجعلها اقتصاد الكويت القادم، وأساس الإيرادات الاقتصادية بدلا من النفط .
مدينة الحرير
مدينة الحرير هي مدينة في الكويت تقام على مساحة 250 كيلو متر مربع، في مدينة الصبية في المنطقة الشمالية، والصبية منطقة واسعة وسهلية غير مأهولة بالسكان، ولكنها تعد منطقة ترفيهية، بسبب وجود المتنزهات البحرية، والبرية، مثل قرية الشيخ صباح الأحمد الصباح، وهي تقع في شمال جون الكويت، أو كما يطلق عليه خليج الكويت، وسمي بهذا الاسم لأن مدينة الكويت تطل عليه، وهو عبارة عن قطعة ضحلة من الماء وسط اليابسة، يقع في وسط الشريط الساحلي للكويت، حيث يحده من جهة الشمال مدينة الصبية، ومن جهة الجنوب مدينة الكويت .
ويجاور الجون جزيرة بوبيان التي تعد أكبر جزيرة كويتية، والثانية على مستوى الخليج العربي بعد جزيرة قشم، وتبلغ مساحتها 890 كيلو متر مربع، أي تحتل 5 % من مساحة الكويت، وتعتبر الجزيرة مناطق محمية، وجزيرة فيلكا التي تقع على مسافة 20 كم من سواحل مدنية الكويت، ويبلغ طول هذه الجزيرة حوالي 12 كم، ويبلغ عرضها 6 كم، ويصل ارتفاعها إلى 10 متر، وطول الشريط الساحلي لها حوالي 38 كم، أما مساحة الجزيرة الإجمالية فتبلغ 43 كيلو متر مربع .
وكان للجزيرة مكانة تجارية هامة قديما، حيث كانت محطة بحرية بين حضارات بلاد ما بين النهرين ( حضارات سومر وأكاد وبابل وأشور ) وهي العراق وسوريا وتركيا حاليا، وبين الحضارات المنتشرة على ساحل الخليج العربي، كما كانت الجزيرة مركزا دينيا مهما في العصور القديمة، خصوصا خلال العصر الدلموني، أي منذ 3000 سنة قبل الميلاد .
الهدف من إنشاء مدينة الحرير
1- الهدف الأساسي من إنشاء هذا المشروع هو ازدياد النمو السكاني في الكويت، الذي أدى إلى عدة مشاكل عمرانية وبيئية واجتماعية ومرورية، فأتت فكرة إنشاء هذه المدينة، بحيث تكون مدينة متكاملة، وتساهم في تخفيض نسبة الإنفاق الحكومي على تعديل البنية التحتية بصورة دائمة، وتكون عاملا لجذب المستثمرين سواء على المستوى المحلي أو العالمي .
2- تصميم المدينة بوسائل الاتصالات والتقنيات المتطورة، بحيث تكون المدينة أعجوبة ليست على مستوى الكويت فقط، بل على مستوى العالم، والهدف هو تسكين عدد من المواطنين فيها يقدر عددهم بأكثر من 700 ألف مواطن .
3- التخطيطات التي وضعت لمدينة الحرير تقول أن عملية إقامة المدينة سوف تكون على مدار 25 عام، وسيتم إنجاز المرحلة الأولى خلال 7 سنوات ونصف فقط .
4- وستتضمن مشاريع المدينة، بناء ميناء بحري جديد في جزيرة بوبيان، وهذا الميناء سيكون ميناء ضخم، الهدف منه خدمة مصالح الكويت مع العراق وإيران، كما أنه أقرب ميناء مالح في آسيا الوسطى .
5- كما تشمل مشاريع المدينة إنشاء مطار جديد، ليصبح جزء من الشبكة العالمية التي تقدم خدمات متكاملة، في مجال نقل الركاب والشحن .
6- وتهدف مشاريع المدينة كذلك، إلى إقامة جسر جديد قوي، الهدف منه هو توفير الاتصال المروري السريع للسيارات تجاه شاطئ الخليج الشمالي .
المكونات الأساسية للمدينة
صممت المدينة لكي تحتوي على أربع مراكز أساسية وهي :
1- مدينة المال
مدينة المال هي الجزء الخاص بعملية التجارة، حيث أنها ستكون مركزا لرجال الأعمال والتجارة العالمية، وعملية التبادل التجاري من خلال طريق ساحلي جديد، وستكون هذه المدينة قريبة جدا من مطار الكويت الدولي عند نهاية الخليج العربي، لكي تسهل عملية الاتصال بين الكويت وكل دول العالم، فستكون المدنية على بعد 23 دقيقة فقط من مدينة الكويت .
2- مدينة الترفيه والتسلية
تصمم هذه المدينة لجذب السياح وتنشيط السياحة، حيث أنها تقع على شواطئ مصبات نهر دجلة والفرات، وستنتشر فيها الفنادق والمنتجعات والقرى السياحية، كما ستضم المدينة مجمع كبير للألعاب الرياضية، وأكاديمية للرياضة المصممة على أحدث المقاييس الأوليمبية، من أجل استضافة المباريات المحلية والعالمية فيها، وسيتم إنشاء مركز للطب الرياضي والرياضة البحرية .
3- المدينة الثقافية
تضم المدسنة الثقافية حي ثقافي ينقسم إلى ثلاث ضواحي : الضاحية الأكاديمية، والضاحية السياسية، والضاحية الدبلوماسية، وقد تم تصميم موقع هذه المدينة في مكان هام في شبه الجزيرة على شاطئ الخليج العربي، وستشكل المدينة كذلك مركز للدراسات الفنية والآثار القديمة، وسيتواجد فيها بعض المتاحف .
4- المدينة البيئية
تكون هذه المدينة على مساحة تبلغ 45 كيلو متر مربع، وهي مدينة للحياة الطبيعية والكائنات الحية، جيث تمثل متنزها عالميا، وستكون محمية طبيعية للطيور المهاجرة التي تهاجر من أفريقيا الوسطى إلى آسيا الوسطى، كما ستنتشر بها المساحات الخضراء والمراعي والماء العذب .