الزئبق الأحمر هو مادة ذات تركيبة غير مؤكدة يزعم أنها تستخدم في صنع أسلحة نووية، فضلا عن مجموعة متنوعة من أنظمة الأسلحة الأخرى، بسبب السرية الكبيرة التي تحيط بتطوير وتصنيع الأسلحة النووية لا يوجد دليل على وجود الزئبق الأحمر، ومع ذلك فقد أثبتت جميع عينات الزئبق الاحمر المزعومة التي تم تحليلها في الأدبيات العامة أنها مواد حمراء معروفة لا تهم صانعي الأسلحة، وأنها تستخدم في أشياء أخرى .
هل تحتوي ماكينات الخياطة القديمة على الزئبق الأحمر
هل لديك ماكينة خياطة سنجر قديمة ؟ إذا كان الأمر كذلك، فقد يكون قيمتها 50000 دولار، حيث تنتشر الشائعات في الوقت الحالي أن ماكينات الخياطة القديمة بها الزئبق الأحمر، لاسيما وانك إذا حاولت حمل هاتفك المحمول على ماكينة خياطة لاكتشاف وجود الزئبق الأحمر بطريقة أو بأخرى، فمن المفترض أنك ستفقد إشارة الهاتف إذا حملت هاتفك ناحية إبرة ماكينة الخياطة التي تحتوي على زئبق أحمر .
لا أحد يعرف على وجه اليقين مصدر هذه الشائعات، ولا أحد يعرف حول هذه المادة الأسطورية التي تدعى ” الزئبق الأحمر ” إذا ما كانت حقيقة أم مادة أسطوية، لذا فإن خدعة ما يتناقله الكثيرين حاليا حول ماكينات الخياطة القديمة، وما إذا كانت يوجد بها الزئبق أم لا هي شائعة تهدف إلى أخذ الأموال من الناس بخداعهم، و اين يوجد الزئبق الاحمر ، وهل يوجد حقيقة أم لا هذا ما لا يعرفه أحد على وجه اليقين .
لذلك يعتبر الزئبق الأحمر مجرد خدعة يرتكبها فنانو الخداع الذين سعوا إلى الاستفادة من المشترين السذج في السوق السوداء للأسلحة، وكانت هناك تقارير عن “الزئبق الأحمر” في الأسواق السوداء الدولية منذ عام 1979، ولكن يبدو أن الخدعة كانت الأكثر شيوعا في أوائل التسعينيات، حيث ارتفعت أسعاره إلى 1800.000 دولار للكيلوغرام الواحد .
تاريخ الزئبق الأحمر
ظهرت الإشارات إلى الزئبق الأحمر لأول مرة في المصادر الإعلامية السوفيتية والغربية الرئيسية في أواخر الثمانينات، لم تكن المقالات محددة أبدا في تعريف ما هو الزئبق الأحمر بالضبط، ولكن مع ذلك زعمت أنه ذو أهمية كبيرة في القنابل النووية، أو أنه تم استخدامه في بناء أسلحة الانشطار المعززة، لذا بدأ الناس في محاولة لشرائه، وفي مقال نشرته جريدة برافدا الروسية اليومية في عام 1993، زعم فيه أنه مبني على مذكرات سرية مسربة، وصف الزئبق الأحمر بأنه :
” مادة فائقة التوصيل تستخدم لإنتاج متفجرات عالية الدقة من القنابل التقليدية والنووية، والرؤوس الحربية ذاتية التوجيه، المستخدمون الأساسيون هم شركات صناعة الطيران والفضاء الكبرى في الولايات المتحدة وفرنسا، إلى جانب الدول التي تطمح للانضمام إلى النادي النووي، مثل جنوب إفريقيا وإسرائيل وإيران والعراق وليبيا “، وقد تم إنتاج فيلمين وثائقيين عن الزئبق الأحمر من خلال القناة التلفزيونية البريطانية 4، التي بثت في عامي 1993 و 1994، تريل أوف ريد ميركوري وجيب نيوترون، والتي زعمت أن لديها “أدلة مذهلة على أن العلماء الروس صمموا قنبلة نيوترونية مصغرة باستخدام مركب غامض يسمى الأحمر الزئبق ” .
تصريحات عالم الفيزياء صموئيل كوهين عن الزئبق الأحمر
صموئيل كوهين عالم الفيزياء الأمريكي الذي عمل على بناء القنبلة الذرية، قال في سيرته الذاتية أن الزئبق الأحمر يتم تصنيعه عن طريق “خلط المواد النووية الخاصة بكميات صغيرة جدا في المجمع العادي، ثم إدخال الخليط في مفاعل نووي أو قصفه مع شعاع مسرع الجسيمات”، عند التفجير يزعم أن هذا المزيج يصبح “حارا للغاية، مما يسمح ببناء الضغوط ودرجات الحرارة القادرة على إشعال الهيدروجين الثقيل وإنتاج قنبلة نيوترونية مصغرة مدمجة نقية ” .
تم عرض الزئبق الأحمر للبيع في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط من قبل رجال الأعمال الروس، الذين وجدوا العديد من المشترين الذين سيدفعون أي شيء تقريبا مقابل هذه المادة على الرغم من أنهم ليس لديهم أي فكرة عما هي، وربما تحتوي دراسة نشرتها مجلة نشرة العلماء الذريين عام 1997 على أفضل ملخص للموضوع :
تراوح سعر طلب الزئبق الأحمر من 100000 دولار إلى 300000 دولار للكيلوغرام الواحد، في بعض الأحيان، يتم تشعيع المادة أو شحنها في حاويات تحمل رموزا مشعة، وربما لإقناع المشترين المحتملين بقيمتها الاستراتيجية، لكن العينات التي ضبطتها الشرطة كانت تحتوي فقط على أكسيد الزئبق (II)، أو الزئبق (II)، أو الزئبق المخلوط مع صبغة حمراء – وهي مواد بالكاد تهم صانعي الأسلحة .