الزرادشتية أو المجوسية كما يطلق عليها الكثير من الناس من الديانات الإيرانية التي اعتنقها الكثير من البشر منذ القدم، وقد كانت تلك الديانة من الديانات الرسمية داخل الامبراطوريات الأخمينية والساسانية ويصل عدد معتنقى تلك الديانة اليوم إلى 145 ألف شخص، وأكثر معتنقى تلك الديانة متواجدين في الهند كما يتواجد الكثير منهم أيضا في الكثير من الدول الآسيوية والتي من بينها إيران بالإضافة إلى المهاجرين في الولايات المتحدة الأمريكية وسنغافورة وغيرهم.
ظهور الديانة الزرادشتية
ظهرت تلك الديانة في بلاد فارس قبل 3500 عام وقد ظهرت تحديدا في المنطقة الشرقية للإمبراطورية الأخمينية وذلك عندما قام زرادشت بالعمل على تبسيط مجمع الأله الفارسي إلى مثنوية مع قوى الظلام أو قوى الشر تحت إله واحد وهو إهورامزدا والتي تعرف تحت مسمى الحكمة المضيئة كما يوجد اعتقاد خاطئ اليوم حول متابعي الديانة الإبراهيمية وهو يعبدون النار ولكن هم في الحقيقة يعبدون الكثير من الأشياء من بينها النار والماء والكثير من الأدوات التي تخص الطقوس الخاصة بالطهارة الروحية.
وبعد أن ازدادت تلك الأفكار عند زرادشت فقد تبلورت الأفكار عنده حتى يكون هناك دين رسمي والذي يحمل أسمه خلال القرن السادس من الميلاد، وقد نجد أن بعض علماء الدين أن تلك الأفكار قد أثرت على بعض الأديان السماوية والتي من بينها اليهودية والمسيحية والإسلام، وقد نجد أن تلك الديانة أقرب إلى الأديان الهندية القديمة ويذكر أن اليهود قد تعلموا منهم الكثير من الأشياء والتي من بينها السبي البابلي كما أن تلك الديانة قد تأثرت بشكل واضح بحضارة بابل القديمة.
الأعياد في الديانة الزرادشتية
يوجد في الديانة الزرادشتية الكثير من الأعياد والتي من بينها عيد النوروز وهو العيد الخاص ببداية العام وأوان ذلك العيد في الاعتدال الربيعي، وقد عرف ذلك العيد عند الأقوام الإيرانية منذ القدم ولا يزال ذلك العيد من الأعياد القومية في إيران حتى يومنا هذا.
الزواج والموت في الديانة الزرادشتية
في معتقدات الديانة الزرادشتية يوجد الكثير من الأمور حيث يتم تفضيل المتزوج عن الأعزب كما أنه يتم تفضيل الوالد على من لا ولد له بالإضافة إلى أن الطلاق من المحرمات في تلك الديانة، كما أن الموت من الأشياء التي لها قدسيتها عند تلك الديانة فهم يعتقدون أن الروح تهيم لمدة ثلاثة أيام بعد وفاة الشخص وقبل أن ينتقل إلى العالم الآخر كما أنهم يؤمنون بالحساب بعد الوفاة ومن بين المعتقدات الخاصة بهم أن الشخص الصالح سوف يخلد في الجنة.
كما أن الشخص الفاسد سوف يخلد في النار مع الشياطين كما أن لمتبعى تلك الديانة طقوس معينة في دفن الموتى فهم يكرهون فكرة اختلاط الجسد مع الحياة والتي من بينها التراب والماء وغيرهم من العناصر، ويخافون على تلك العناصر من التلوث لذا فهم يتركون تلك الأجساد إلى الطيور الجارحة على أبراج يطلق عليها أبراج الصمت ويقدم على تلك الأمور رجال دين وبعد أن يتم الانتهاء من الجسد يتم تجميع العظام على أن يتم وضعها في فجوة داخل تلك الأبراج.
ولكن الأشخاص الذين يعتنقون تلك الديانة ويعيشون في مجتمعات منفتحة لا يقدرون على أتباع تلك الطريقة في دفن الموتى، وعملا بكافة الوصايا التي قال عنها زرادشت فيتم التفاعل مع المجتمعات التي يعيشون بها ويتم وضع الميت في صندوق من المعدن على أن يتم وضع الصندوق في قبر عادي على أن يضمنوا عدم أختلاط الجسد بعناصر الحياة حتى لا يتم تلويثها وهي من الأمور التي لا تتعارض مع المعتقدات الخاصة بهم في الحياة بشكل عام.
اللغة في الديانة الزرادشتية
يلجأ معتقدى تلك الديانة إلى لغة داري وهي لغة تختلف كل الاختلاف عن لغة داري الأفغانية ويطلق عليها في إيران الكثير من المسميات الأخرى والتي من بينها غايري معتنقي تلك الديانة في الهند يتحدثون لغة الغوجراتية ويطلق عليهم بارسي أو الفارسيين.
معتقدات الديانة الزرادشتية
لا تختلف عقيدة الديانة الزرادشتية عن الموت عن الديانات السماوية، فهم يعتقدون في البعث والحساب مرة أخرى وأن الروح هي من تخلد ولكن الجسد فاني كما أن الروح بعد الموت تظل في منطقة بين الجنة والنار يطلق عليها البرزخ كما أنهم على علم بالصراط المستقيم والحساب ولكن النار في معتقدات تلك الديانة تختلف عن الديانات السماوية، فهم يعتقدون أن النار منطقة باردة ولكن يوجد بها مجموعة من الحيوانات المتوحشة التي ستعاقب من أقترف الأثم في الدنيا.