تقول مجلة التغذية والسلوك التغذوي أن الثقة في القدرة على الطهي في سن المراهقة، تؤدي إلى عدد أقل من الوجبات السريعة، والمزيد من تحضير الوجبات العائلية، وإعداد وجبات الطعام بشكل متكرر مع الخضار في مرحلة البلوغ، حيث تشير هذه الدلائل إلى أن تطوير مهارات الطبخ وإعداد الطعام أمر مهم للصحة والتغذية، ومع ذلك فإن ممارسة الطبخ المنزلي آخذة في الانخفاض ونادرا ما يتم تدريسها في المدرسة .

مهارات الطهي لدى المراهقين لها فوائد على الصحة في المستقبل
رغم أن كل الدلائل تشير إلى أن تطوير مهارات الطبخ وإعداد الطعام مهم للصحة والتغذية، ومع ذلك فإن ممارسة الطبخ المنزلي آخذة في الانخفاض ونادرا ما يتم تطبيقها للتدريس في المدرسة، وفي بحث جديد نشرته مجلة التربية والسلوك التغذوي، أكدت فيه أن تطوير مهارات الطهي لدى الشباب قد يكون له فوائد طويلة الأمد على الصحة والتغذية، وهذا بحسب ما صرحت به الباحثة والدكتورة جينيفر أوتر من جامعة أوكلاند، التي تقع في مدينة أوكلاند وهي مدينة تقع في شمال الجزيرة الشمالية في نيوزيلندا، والتي تتألف من أربعة مدن هم : أوكلاند سيتي وايتاكيري ومانوكاو والشاطئ الشمالي، ويبلع عدد سكانها بحسب آخر إحصاء في 2016 حوالي 1.5 مليون نسمة، أي ما يعادل ثلث سكان نيوزيلندا، لذا فإن هذه المدينة هي أكبر مدن نيوزيلندا من حيث عدد السكان .

وتقول جينيفر أوتر : ” تأثير تطوير مهارات الطبخ في وقت مبكر من الحياة، قد لا يكون واضحا حتى وقت لاحق في مرحلة البلوغ، عندما يكون لدى الأفراد المزيد من الفرص والمسئولية عن إعداد الوجبات، وتكمن القوة التي استعان بها هذا البحث في حجم العينة الكبير الذي يعتمد على عدد السكان، والذي تم اتباعه خلال فترة 10 سنوات، لاستكشاف تأثير مهارات الطهي المتصورة على الرفاهية الغذائية لاحقا ” .

البيانات التي اعتمد عليها البحث
تم جمع البيانات كجزء من مشروع الأكل والنشاط في دراسة طولية للشباب والمراهقين، أجريت في مدارس منطقة مينيابوليس سانت بول، وأفاد المشاركون عن مدى كفاية مهارات الطهي في الفترة 2002 إلى 2003 عندما كانت تتراوح أعمارهم بين 18 و 23 سنة، ثم تم جمع البيانات في 2015 و 2016 بشأن النتائج المتعلقة بالتغذية عندما كان المشاركون تتراوح أعمارهم بين 30 إلى 35 سنة، وقامت الأسئلة بتقييم مدى ملاءمة مهارات الطهي، وكم عدد المرات التي أعدوا فيها وجبة تضم الخضار، وكم مرة تناولوا وجبات الطعام كأسرة، وكم مرة تناولوا الطعام في مطعم للوجبات السريعة .

اكتشافات الباحثون
ينظر معظم المشاركين إلى مهارات الطهي الخاصة بهم لتكون كافية في سن 18 – 23، مع ما يقرب من ربع البالغين الذين أبلغوا أن مهارات الطهي الخاصة بهم كافية للغاية، ولم تكن هناك اختلافات في مهارات الطهي المتصورة حسب الجنس أو العرق أو الدين أو التحصيل العلمي أو العمر، وتنبأت كفاية ملاءمة مهارات الطهي مؤشرات متعددة لنتائج التغذية في وقت لاحق في مرحلة البلوغ، بما في ذلك احتمالات أكبر لإعداد وجبة مع الخضار معظم الأيام، وأقل استهلاك متكرر للوجبات السريعة، وإذا كان لدى أولئك الذين ينظرون إلى مهارات طهيهم على أنها كافية، فقد تناولوا وجبات عائلية أكثر تكرارا، ووجبات طعام سريعة أقل تواترا، وكان لديهم حواجز أقل في إعداد الطعام .

أهمية تطوير مهارات الطهي لدى المراهقين
تقول الدكتورة جينيفر أوتر : ” الفرص المتاحة لتطوير مهارات الطهي من قبل المراهقين قد تؤدي إلى فوائد طويلة الأمد للرفاه التغذوي، ويمكن للأسر، والمتخصصين في الصحة والتغذية، والمعلمين، والهيئات المجتمعية والممولين أن يستمروا في الاستثمار في الاقتصاد المنزلي وتعليم الطبخ، علما أن المنافع قد لا تتحقق بالكامل حتى يطور الشباب المزيد من الاستقلالية ويعيشوا بشكل مستقل ” .