تعتبر الاختراعات هي أثمن ما قد يصل إليه الإنسان أيا كان مجال هذا الإختراع، ولذلك يسعى الجميع دوما للحفاظ على تلك الاختراعات وتوثيقها والحفاظ على نسبتها إليهم بقدر الإمكان.
المقصود ببراءة الاختراع
براءة الإختراع هي أحد الحقوق المستجدة التي اتفقت عليها عدد كبير من الدول، حيث يعتبرون أن اي اختراع يقوم به إنسان ما يتطلب حق امتياز خاص يمنح بشكل رسمي لهذا المخترع في فترة زمنية محددة مقابل سماحه لعامة البشر بالإطلاع على الإختراع، كما أن براءة الإختراع تلك توفر الحق لصاحب الإختراع في منع الآخرين من صناعة أو استخدام أو بيع أو عرض ذلك الإختراع دون الحصول على موافقة من صاحب براءة الاختراع.
وبالفعل تم عمل اتفاقية خاصة بهذا الأمر واعترفت بها حوالي 100 دولة، وتلك الاتفاقيات عُرِفَت بإسم “اتفاقية باريس للملكية الصناعية”، وقد بدأ العمل بها منذ عام 1884، ومن بنود تلك الإتفاقية أن كل دولة توافق على منح مواطني البلاد الأخرى الحقوق نفسها في الحصول على البراءة التي تمنحها لمواطنيها، وقد حققت المعاهدة المبدأ المسمى حق الأولوية.
الشروط العامة لمنح ببراءة الاختراع
هناك عدد من الشروط الواجب توافرها في أي اختراع حتى يتم اعتباره اختراع، وكذلك حتى يتم منح صاحبه “براءة الإختراع” كما أن هناك العديد من الإجراءات اللازمة للحصول على براءة الاختراع، ومتطلبات أخرى تحدد مدى الحقوق الخاصة للمخترع وتلك تكون مختلفة بين الدول بحسب قوانين الدولة نفسها والاتفاقيات الدولية، إلا أن الشروط العامة لمنح براءة الاختراع هي :
1- فكرة جديدة: يجب أن يكون الإختراع جديدا ولم يسبق طرح فكرة عمله أو لم يتم تصميمه على أرض الواقع ولا تنفيذه، وكلمة جديدة تعني أن تكون جديدة على البشر ككل، وليست جديدة داخل نفس محيط دولة المخترع.
2- غير بديهية: يجب ان تكون فكرة الإختراع غريبة أو غير متوقعة أو لم تخطر للجميع على بال من قبل والبوا بتنفيذها، لكنها تكون بمثابة اكتشاف جديد استطاع العالم أو الباحث التوصل إليه وتنفيذه على أرض الواقع.
3- ملكية خاصة: يجب أن تكون فكرة هذا الاختراع ملكية خاصة لصاحبها لم يتنصلها من احد أو يسرقها من أحد، او ينسخها ولا أحد أجزائها من أحد إلا إذا كانت معلومات طبيعية معلومة للجميع يمكنه البناء على اساسها.
أماكن تسجيل براءات الاختراع
هناك عدة مدن متخصصة ومعلومة ضمن الاتفاقية العالمية الخاصة ببراءات الإختراع، وتلك المدن تسمح بتسجيل براءات الإختراع فيها على أن تسري على باقي الدول المشاركة في الإتفاقية، وتلك المدن هي :
1- مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم و التقنية.
2- مكتب الولايات المتحدة لبراءات الاختراع و العلامات التجارية.
3- مكتب براءات الاختراع الأوروبي.
4- المنظمة العالمية للملكية الفكرية.
5- المعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية.
حالات تُرْفَض فيها براءات الاختراع
كما أوضحنا أن براءة الاختراع تمنح الحق لصاحب الإختراع في منع الآخرين من صناعة أو استخدام أو بيع أو عرض ذلك الإختراع دون الحصول على موافقة من صاحب براءة الاختراع، إلا أن هنالك بعض المجالات التي لا يمكن منح براءات اختراع فيها؛ وذلك نظرا لعموميتها وأنها لا يمكن حكرها على أحد، ومن تلك المجالات ما يلي :
1- الاستنتاجات والنظريات: الاستنتاجات الناتجة عن قوانين ونظريات معلومة مسبقا لا يمكن منح براءة اختراع عليها لأنها ليست اكتشافا حصريا من الصفر.
2- طرق العلاج: يحق لكل شخص اتخاذ طرق العلاج الاتي تناسبه سواء اكتشفها شخص ما قبله أو لم يصل إليها، وسواء كان يقلد طبيب آخر أو لا، فإن له كامل الحق في علاج المريض بأي طريقة يشاء دون التقيد بشروط براءة الإختراع حول موافقة أول من استخدمها مثل باقي المجالات المسموح فيها منح براءات الإختراع.