قامت دار الآثار الإسلامية الكويتية بافتتاح معرض ثقافي جديد أطلق عليه ” مدينة ما بعد النفط .. لمحة تاريخية عن المستقبل الحضري “، وذلك في مركز الأمريكاني الثقافي بالكويت اليوم، وبالتعاون مع السفارة الألمانية في البلاد، وذلك بهدف إظهار الطريقة أو الكيفية التي تتطور بها المدن، وكذلك لبيان التفاعل البشري مع تطور مدينة ما بعد النفط، وطرق الاستفادة منها قدر الإمكان، ولا يعد هذا المعرض الأول الذي يقام في المركز الأمريكاني الثقافي، بل إن دار الاثار الإسلامية بالكويت كثيرا ما تعمل على إقامة مثل هذه المعارض المهمة .
المركز الأمريكاني الثقافي
يقع المركز الأمريكاني الثقافي في منطقة قبلة بالكويت، وهي منطقة من مناطق محافظة العاصمة، وتبدأ هذه المنطقة من قصر السيف شرقا إلى المستشفى الأمريكي غربا، ومن الفرضة شمالا إلى قصر نايف جنوبا، وتطل المنطقة على جون الكويت ، وهذه المنطقة هي من أقدم المناطق في المدينة، وقد سميت منطقة القبلة بهذا الاسم لأنها تقع قبلة قصر السيف الشهير الذي يعد المقر الرسمي لسمو الأمير وولي العهد ومجلس الوزراء، وقد سمي القصر بهذا الاسم نسبة إلى قربه من البحر حيث أن كلمة سيف معناها ” ساحل البحر ” .
تاريخ المركز
بني المركز الأمريكاني الثقافي في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي، وكان عبارة عن مجمع طبي، وهو مكون من مبنيان مصممان بصورة أنيقة، كان الهدف من بناء كلا منهما أن يكون أحدهما مستشفى للنساء، والآخر مستشفى للرجال، لهذا تم تصميم المبنى بشكل مناسب لهذا الغرض، فالشرفات واسعة وكبيرة حتى تشجع على الاندماج والنشاط الاجتماعي، وحتى تسمح بتهوية المكان بشكل جيد، لجلب الهواء العليل في أيام الصيف الحارة، وظل المبنيان يؤديان الغرض الذي تم بنائهم من أجله مدة 30 عام .
المركز في الوقت الحاضر
تحول المركز في الوقت الحاضر إلى مركز ثقافي، وقد قام بافتتاحه صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وذلك في الثالث من نوفمبر لعام 2011، ليصبح المبنى الذي كان مستشفى للنساء مقر إداري لدار الآثار الإسلامية ومكتبتها، والمبنى الكبير الآخر الذي كان مستشفى للرجال أصبح مركز تدريب في مجال المتاحف، ويضم معرضان يوجدان بصورة دائمة هما : ذخيرة الدنيا ” فنون الصياغة الهندية في العصر المغولي “، و ” قصة الأمريكاني “، كما تم تخصيص مساحة للمعارض المؤقتة، ويحتوي المبنى على جناح يقام فيه الدورات التعليمية، ومسرح، ومختبر للترميم، وأطلق على المركز اسم المركز الأمريكاني الثقافي .
الكويت، ويقام على هامش المعرض بعض الفعاليات والورش، فهناك فعالية تظهر كيفية تطوير المدن والتفاعل الإنساني مع تطور مدينة ما بعد النفط وكيفية الاستفادة منها، كما أن هناك ورشة عملية مصاحبة للمعرض، والتي توضح كيفية بناء المدن الجديدة، فقد أوضح المهندس علي اليوحة أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، أن هذا المعرض يمثل فرصة جيدة لكي تتم الاستفادة منه في بناء مدن كويتية جديدة مثل مدينة الصبية وغيرها من المدن .
كما أن هذا المعرض فرصة للاستفادة منه في تطوير مخطط مدينة الكويت الهيكلي، كما يساعد المعرض في توضيح طرق الاستفادة من الطاقة التي تتولد طبيعيا في المباني القديمة، واستخدام أبراج لكي يتم تبريد الأماكن العامة سواء المفتوحة أو المغلقة من أجل التغلب على الحرارة العالية في الكويت، وقد أوضح السفير الألماني لدى الكويت ” كارل بيرغنر ” أن هذا المعرض يحتوي على عدة أقسام مختلفة، تساعد في تقديم الشرح الوافي، وتقدم كل الوسائل الممكنة من أجل التعاون مع المدن القديمة والجديدة في مرحلة ما بعد النفط، وأكد أن مثل هذا المعرض كان يعرض في السنوات الأخيرة في عدة مدن تركية .
اخبار سريعة