إن صناعة الزجاج واحدة من الصناعات القديمة حيث تعود الى عام 2000 قبل الميلاد و مع هذه المدة الكبيرة تطورت إستخدامات الزجاج في حياة الإنسان و دخلت في العديد من الإستخدامات فنجده في الأواني و الزخارف و ادوات الزينة حتى أنه يستخدم في بعض أنواع الحلي و الاكسسوارات و قد دخل ايضًا في العديد من الإستخدامات الصناعية و المعمارية حيث النوافذ و بعض الواجهات الزجاجية و مؤخرًا فيما يعرف بالطوب الزجاجي و قد تميز المسلمون في صناعة الزجاج و قد إبتكروا ما يعرف بالتزجيج حيث قاموا بصبغ الزجاج بأنواع من الصبغات التي لم تتأثر رغم مرور المئات من السنين عليها و تعرضها لعوامل الجو و تقلباته و قد صنعوا منه الأنواع الممتازة و التي تعرف حاليًا بإسم الكريستال و مازال يستخدم كما إستخدمه المسلمون حتى الآن .

ما هو الزجاج ؟
هو عبارة عن مادة عديمة اللون العامل الأساسي في تركيبها مادة السيليكا المصهورة و نجده في الطبيعة كما في الزجاج البركاني او بعض المواد التي تتكون نتيجة للنيازك يكون الزجاج في حالة بين الصلب و السائل و عندما يبرد يأخذ شكله الصلب و لا يتم تشكيله و هو بحالة صلبة و إنما يتم تعريضه للنار حتى يصبح لدنًا او كالعجينة و هنا يسهل تشكيله و هو في الغالب شفاف الا أنه يمكن أن تختلف درجة شفافيته او لونه حسب الأيونات المعدنية التي تدخل في تركيبه فتعطيه اللون الذي يظهر به .

كيف تتم عملية صنع الزجاج ؟
أولًا المكونات .
1- الرمل او السيليكا : – حيث يعتبر حمض السيليكون هو المكون الاساسي في الزجاج العادي و يتم الحصول على هذا الحمض من الرمل و لا يفضل إستخدام رمل الكوارتز كما يراعى ان تكون الرمال تحتوي على نسبة تصل الى 80% من أكسيد السيليكون و قليلة الشوائب و بخاصة الملونة منها .
2- مركبات صوديوم : – حيث تعمل على تقليل درجة إنصهار الزجاج و تساعد في عملية التشكيل .
3- الكلس او الدولومايت : – حيث يقوم بإعطاء الزجاج الصلابة المطلوبة نظرًا لإحتوائه على اكسيد الكالسيوم .
4- الفلدسبار : – و هو رخيص و ينصهر بشكل سهل .
5- البوركس : – يحتوي البوركس على الصوديوم و البورون حيث تساعد هذه المواد على تقليل معامل تمدد الزجاج و تنصهر بشكل جيد لذلك فإن نوعيات الزجاج التي تحتوي على نسبة عالية من البورون لا تتعرض للكسر اذا سخنت او بردت فجأة .
6- الملونات و المحسنات : – المواد الملونة و المواد التي تعمل على التحسين في نوعية الزجاج مثل أكسيد الرصاص أكسيد التيتانيوم أكسيد الباريوم .

ثانيًا طريقة و مراحل التصنيع .
1- الإذابة او عملية الصهر .
يتم في هذه المرحلة إستخدام أفران خاصة مثل فرن الجفنة او فرن الحوض حيث تقوم بعملية صهر للمكونات المستخدمة في صناعة الزجاج حتى تتحول الى مواد خفيفة إستعدادا لعمليات التشكيل و يتم صهر المواد بعد إحضارها في شكل بودرة او حبيبات و مزجها بالنسب المحددة ثم إدخالها الى الأفران .
2- التشكيل .
بعد الصهر مباشرة يتم تبريد الزجاج الى الدرجة التي يمكن تشكيله فيها ثم تبدأ عملية التشكيل للزجاج و تستخدم أكثر من تقنية في عملية التشكيل منها النفخ و التشكيل اليدوي او النفخ و التشكيل الآلي يجب مراعاة أن تتم تلك المرحلة بأسرع وقت ممكن قبل أن يتحول الزجاج من حالته كعجينة الى حالة صلبة .
3- التبريد او ما يعرف بالتهذيب .
هنا يتم إستخدام فرن خاص للتبريد و ضبطه على درجة من 400 الى 600 حيث تتم هذه العملية ببطئ فالزجاج اذا تم تبريده بسرعة فإنه يتعرض للتشقق او التكسر او عدم إنتظام البنية فتظهر مناطق ضعيفة في القطع الزجاجية و يستمر التبريد الى أن يستقر شكل قطع الزجاج .
4- الإنهاء .
بعد أن تكون قطع الزجاج قم تم تبريدها بشكل جيد يتم عمل عملية صقل و تنظيف لها و بذلك تصبح جاهزة للإستخدام .