تعتبر متلازمة ميلاس مرض وراثي يحدث نتيجة وجود خلل في مادة جينية تسمى الحمض الريبوزي النووي منزوع الأكسجين، وقد اكتشف الباحثون أن هذه المتلازمة غالبا ما تنقل من الأم إلى الأبناء، ولكنهم لم يستطيعوا تحديد الأسباب التي تدفع لظهور مرض ميلاس نتيجة التغيرات التي تحدث في الحمض النووي، كما لم يستطيعوا التوصل إلى معدل حالات الإصابة بهذه المتلازمة، لذا فإنه في معظم الحالات المريضة بهذه المتلازمة يكون السبب هو الطفرات الجينية الموروثة من الأم، ولكن هناك بعض الحالات التي تحدث بسبب طفرة تظهر في الشخص نفسه، دون وجود أي من أفراد عائلته مصابين بهذا المرض .
أسباب متلازمة ميلاس
تحدث متلازمة ميلاس نتيجة خلل في المادة الجينية المسماه ميتوكوندريا، وهي مادة توجد خارج النواة، وهي عبارة عن جيسمات مركبة موجودة في كل خلايا الجسم، ماعدا خلايا الدم الحمراء، وهذه المادة مسئولة عن إنتاج حوالي 90 % من الطاقة التي يحتاجها جسم الإنسان، وتوجد بصورة كبيرة في الأنسجة التي تحتاج كمية كبيرة من الطاقة، مثل أنسجة الجهاز العصبي، والقلب، والعين، والأذن، والعضلات، وتتميز هذه المادة بأنها تحمل الـ ( DNA ) الخاص بها، والذي يرثه المريض من أمه فقط وليس من أبيه .
والجدير بالذكر أنه عندما يحدث خلل في هذا الـ ( DNA )، يعمل على ظهور خلل في مادة الميتوكوندريا، فيصاب المريض بأحد أمراض الميتوكوندريا والتي أشهرها متلازمة ميلاس، والتي تصيب على الأقل 3 أعضاء في جسم المريض مثل : الجهاز العصبي المركزي أو الطرفي، العين، الأذن، العضلات، وغيرها، نتيجة لهذا التغير المفاجئ في الـ ( DNA ) .
أعراض متلازمة ميلاس
تحدث متلازمة ميلاس لكلا الجنسين الذكور والإناث، وتبدأ غالبا من سن 4 سنوات إلى 40 سنة، ولكنها تظهر أكثر في المراحل الأولى من العمر حتى سن العشرين، وتأتي بمجموعة من الأعراض هي :
1- ضعف في عضلات الجسم .
2- الشعور بالألم والصداع الشديد خصوصا الصداع النصفي .
3- الشعور بالغثيان والقيء .
4- حدوث تشنجات .
5- فقدان في الشهية .
6- زيادة فرص حدوث نوبات من السكتات الدماغية .
7- حدوث تغيرات واضطرابات في الوعي .
8- حدوث تشوهات في الرؤية .
9- التهابات في المخ تؤدي تدريجيا لحدوث تلف به.
10- مشاكل واضطرابات في الحركة .
11- الإصابة بالخرف واضطرابات في الذاكرة .
12- الإصابة بالحموضة في الدم نتيجة زيادة مستوى حمض اللاكتيك .
13- آلام في البطن والمعدة .
14- الشعور بالضعف العام والتعب والإعياء .
15- حدوث صعوبة في التنفس .
16- وقد تحدث في بعض الحالات القليلة عدة أعراض مثل : فقدان في السيطرة على اتزان الجسم مما يؤدي إلى الترنح، فقدان في السمع، الإصابة بمرض السكر، حدوث مشاكل في القلب والكلى، اختلالات في الهرمونات، نوبات صرع، ولكن هذه الأعراض أقل شيوعا .
طريقة اكتشاف المرض وتشخيصه
يتم تشخيض متلازمة ميلاس عن طريق الفحص السريري للمريض، بناءا على الأعراض التي ذكرناها، ثم يأتي دور أشعة الرنين المغناطيسي على المخ، وأخذ عينة من العضلات التي تظهر فيها ألياف حمراء رقيقة، وأخذ عينة من المخ لفحصها، والتي تظهر أثناء فحصها معمليا علامات مثل العلامات التي تظهر في السكتة الدماغية .
علاج متلازمة ميلاس والوقاية منها
1- إن علاج متلازمة ميلاس للمرضى المصابين به فعليا لم يتم اكتشافه بعد، ولكن يصف الأطباء بعض الأدوية والعلاجات التي تحد من أعراض المرض، والتي تتمثل في استخدام بعض الإنزيمات والأحماض الأمينية ومضادات الأكسدة والفيتامينات، مثل : فيتامين ب، فيتامين ك، ليفو كرياتينين، الصوديوم دي كلورو أسيتات .
2- يحاول الباحثون حتى الآن التوصل إلى أساليب تمنع انتقال المرض من الأم إلى الأبناء، وذلك عن طريق نقل المادة الوراثية التي تعمل على تكوين النواة ( النواة الأولية )، من البويضة المخصبة والتي تحتوي على الخلايا التالفة من الميتوكوندريا، ووضع تلك النواة الأولية داخل بويضة مخصبة أخرى تحتوي على الميتوكوندريا السليمة .
3- وهناك طريقة أخرى وهي حقن الأبلاسم، والتي تحتوي على مادة الـ ( DNA) من سيدة سليمة، وحقنها إلى بويضة السيدة ذات الميتوكوندريا المعيوبة، وهذا لن يؤثر على الصفات الوراثية الظاهرية للطفل مثل لون البشرة والشعر، فهو سيظل يحمل صفات أبويه، حيث أن الميتوكوندريا لا يورث الصفات الأساسية الظاهرية .
4- كما يمكن الاهتمام بوضع نظام غذائي للمرضى، والأشخاص المحتمل إصابتهم بهذه المتلازمة، يكون غني بعناصر فيتامين ب، وفيتامين ك، والصوديوم، مثل الخضار، واللحوم، ومتتجات الألبان، وزيت الزيتون، والفواكه المجففة، والفلفل الحار المطحون، والخردل، والبيض، وحليب جوز الهند، وغيرها، حيث أن الحمية الغذائية التي تجتوي على هذه العناصر، أصبحت باب أمل جديد في الوقاية والحد من أعراض متلازمة ميلاس .