أكد العلماء ، و المتخصصين في مجال الوقود الحيوي أنه بالإمكان القيام بتطوير الوقود الحيوي لكي يعمل على محركات الديزل العادية مما سيساعد بوتيرة جيدة على توسيع استعمال الوقود المتجدد إذ أنه بإمكان الديزل الحيوي الجديد ، و الذي تمت عملية تصنيعه من خلال عدد من المواد النباتية أن يعمل على توفير بديلاً أكثر ملائمة للبيئة عن الوقود الأحفوري الذي يستخدم الآن بشكل كبير بالعلاوة إلى البتروديزل ، و جدير بالذكر أن الاتحاد الأوروبي يشترط أن يحتوي الديزل التجاري على نسبة مقدارها 7% على الأقل من الديزل الحيوي .

إمكانية عمل محركات الديزل العادي على وقود الديزل الحيوي :- في الأصل يدل التركيب الجزئيي الخاص بتلك الأنواع من الوقود الحيوي على أنها تغلى في درجات حرارة مختلفة عن هذه الدرجات الحرارية التي تغلى بها البتروديزل ، و هذا معناه أن المحركات المصممة للديزل العادي سيكون بإمكانها أن تعمل على وقود الديزل الحيوي النقي أو تلك الخلطات الأخرى له ، و التي تحتوي في تكوينها على نسبة كبيرة من الوقود الحيوي.

و هذا ما أكده مجموعة من العلماء ، و المتخصصين الألمان ، و الذين وجدوا طريقة لتحويل المواد الكيميائية المستمدة في الأساس من النباتات إلى وقود ديزل حيوي مما يلبي خصائص الغليان التي يتطلبها المعيار EN590 ، و الذي قامت بوضعه اللجنة الأوروبية للتوحيد القياسي للديزل التجاري المباع في الأسواق .

كيف بدأت الفكرة :- كانت بداية التفكير في الفكرة في الأساس عندما قام لوكاس جوين أستاذ الكيمياء العضوية في جامعة Ruhr universitat Bochum ، و الذي قاد البحث حيث قد أكد على أن دوافعه للبحث جاءت في خلال رحلة قام بها لمصنع الديزل الحيوي في رواندا قبل سنوات إذ ذكر أن المشكلة أنه لم يتم تحويل غير حافلة واحدة لتشغيل الوقود ، و ذلك راجعاً إلى نقص الإمدادات المالية المطلوبة .

لماذ لا يعمل الديزل الحيوي على محركات الديزل القياسية :- السبب الرئيسي الذي يقف وراء عدم عمل الديزل الحيوي على محركات الديزل القياسية هو أن ما نسبته 95% من الجزئيات المكونة له تكون من نفس الطول ، و بالتالي فهي تغلي في نفس درجة الحرارة تقريباً ، و ذلك على نقيض البتروديزل الذي يتكون من خليط من هيدروكربونات تكون ذات أطوالاً مختلفة ، و لهذا السبب فإنها تغلي في درجات حرارة مختلفة ، و تعمل على إعطاء الوقود نطاقاً أوسع لعملية الغليان .

و الأهم من هذا أن السيارات الحديثة تم بالفعل تصميمها على أساس تلك الخصائص هذا على الرغم من وجود عدة عمليات قائمة يمكنها القيام بتحويل الزيوت النباتية إلى وقود حيوي مناسب للاستعمال في المحركات القياسية (محركات الديزل) لكن يتم حرق نسبة كبيرة من الوقود من أجل تنفيذ عملية التكرير ، و هذا ما دفع (بجوين) ، و زملائه أن يبحثوا عن وسيلة أو إمكانية تمكنهم من الاستفادة من تلك المواد المحفزة ، و التي تسرع عملية التفاعل الكيميائي .

إذ تم من جانبهم استخدام خليطاً يتكون من ثلاثة محفزات ليتمكنوا من مزج استر اللفت ، زيت الميثيل (رم) ، مادة خام مشتركة لصنع الوقود الحيوي ، و الايثيلين إلى وقود مع نفس درجة الغليان الشخصي كما بتروديزل ، و الإيثلين ، و هو (هيدروكربون) ، و الذي تم توليده من خلال الايثانول المستخرج في الأصل من النباتات أو الغاز الصخري .

أبرز التجارب التي قام بها العلماء في هذا المجال من أجل إثبات أن الوقود الحيوي يصلح كوقود للسيارات :- قام العلماء ببناء سيارة ديزل نموذجية ، و استخدموا وقوداً للديزل الحيوي في عملية الدفع لها ، و لكن أتت النتيجة بأن الوقود الحيوي لا يزال بعيد المنال عن عملية التسويق حتى الآن ، و ذلك نظراً لتكلفته المالية الكبيرة إذ قد بلغت التكلفة المالية لدفعته الأولى ما قيمته أكثر من 1125 دولار لكل ربع لتر تم إنتاجه .

التحديات ، و العوائق التي تواجه استخدام الوقود الحيوي :- ذكر جوين أن أكبر التحديات أو العوائق التي تواجه مشروعه هو انه غير مناسب لمحركات الديزل القياسية على الرغم من الرؤية الخاصة بالباحثين ، و التي ترى أن تلك المشكلة بالإمكان التغلب عليها بالعلاوة إلى ضرورة حل مشكلة نقطة الغليان ، و التي لكي يتم القضاء عليها سيتوجب مواجهة تحديان أصعب .

و هما كيف يمكن إيجاد حافز أرخص لفعل ذلك بالإضافة إلى كيفية تحويل الديزل الحيوي ليكون مناسباً لمحركات السيارات هذا على الرغم من ضرورة عمل العلماء على إيجاد أنواع جديدة من الوقود المتجدد من أجل الاعتماد عليها كبديلاً عن الوقود الأحفوري المستخدم حالياً .