قيمة الإنسان ليست قيمة ثابتة يولد الإنسان بها وتستمر معه كما هي حتى موته ، ولكنها قيمة متغيرة والإنسان وحده هو ومن قادر على تغيير تلك القيمة سواء للأفضل أو للأسوأ ، ولا شك أن قيمة الإنسان تترتب على نجاحه في حياته مقدار تطوره وتحقيقه لأحلامه ، ولذلك يسعي معظم الناس إلى النجاح ولا يتنازلون عنه بأي بدائل أخرى ، وذلك يكون ليس حرصًا على أن ينالوا النجاح فقط ، بل حفاظا وتطويرا لقيمتهم في مجتمعهم أو لإعلاء قيمة أنفسهم وسط ما يتواجد حولهم من أشخاص.

يأتي النجاح من خلال حرص الإنسان على الوصول للقمة ولا شك أن ذلك يحتاج للعديد من المقومات ، ويطلق على تلك المقومات اسم “مقومات النجاح” ، حيث تمكن تلك المقومات الإنسان من تحقيق أحلامه بوقت قياسي يضعه الإنسان لنفسه عند عمله مخطط لمسيرة حياته.

مقومات نجاح الإنسان في حياته

هناك بعض المقومات التي من وظيفتها إعلاء شان الإنسان وهي السبب الرئيسي في وصول الإنسان للنجاح في حياته ، وتتمثل تلك المقومات في الآتي :

– ” الثقة بالنفس” لا يمكن أن ينجح الإنسان دون أن يكون متمكن ومتأكد من إمكانيته التي سوف تساعده على ما يريده ، لذلك على الإنسان الطلب للنجاح التحلي بالثقة في النفس والشعور بالاستطاعة بشكل دائم.

– “امتلاك الدوافع” لابد أن تحرص دائما على تجديد دوافعك التي تدفعك نجو النجاح ، فبدون تلك الدوافع ستشعر أن نجاحك بلا قيمة وان ليس له أي ضرورة.

– “الحرص على تأهب الطاقة” إن لم يكن الإنسان متأهب بالطاقة والحيوية التي تمكنه من الانطلاق بمسيرة النجاح لن ستطيع التحرك لخطوة واحدة ، لذلك يلزم أن يحرص الشخص الراغب في النجاح عن التنازل بكل الأشياء التي يسوف تعيق نجاحه سواء كانت عوامل سيئة أو أشخاص غير إيجابيين.

– “امتلاك المهارة” يلزم أن تكون ذو خبرة أو تمتلك علم كافي عن ما تقوم به من عمل حتى تستطيع النجاح فيه ، ويمكنك القيام بذلك من خلال اللجوء للأشخاص الذي خبرة أو التعلم واخذ الدورات التدريبية المناسبة.

– “التوقع” لابد أن يكون لديك حدس التوقع ، حتى تتمكن من تدارك أي أخطاء قد تمر بها أثناء قيامك بعملك وتطويرك لذاتك ، وليس يقتصر التوقع على توقع السيئ فقط ، فيلزم أن يكون لديك حدس التمييز ما بين التوقع الايجابي والسلبي.

– “الالتزام بقواعد العمل” يلزم أن يكون لديك بعض المبادئ في عملك ، ويلزم ألا تحيد عن تلك القواعد والمبادئ سواء أنت أو أي فرد من فريق عملك ، حتى تستطيع السير لأحلامك التي تريد تحقيقها.

– ” الصبر ” من السليم أن تعلم جيدا أن النجاح لا يتحقق من ليلة وضحاها فيلزم أن تتحلي بالصبر ، حتى تستطيع تحقيق كل خطوات حلمك ، ولا شك أن ذلك يستوجب قدر كبير من المثابرة والعمل وبذل المجهود.

قصص عن المثابرة للنجاح

يمكننا توضيح بعض القصص المشرفة التي تمكن أصحابها من المثابرة لتحقق ما يرجوه من نجاح ، وتتمثل تلك القصص في الآتي :

–  شاب في مقتبل العمر ولم يكمل تعليمه نظرا لعدم حبه في تكملة التعليم  ، وكل ما كان يحلم به هو ان يكون رأسمالي ورجل ثري ، الحلم اخذه بعيدا ، وامكانياته لا يمكن ان تزيد عن ان يكون عامل عند في احد الشركات او المصانع ، خاصة وان كان ابيه سائق لسيارة نقل صغيرة يمتلكها بل وكان الاب مريض بأزمات قلبية وامراض كثيرة بالقلب ، فهذا الشاب وجد فرصة عمل في شركة سائق بسيارة توزيع مواد غذائية الى ان وجد في يوم رسالة على الهاتف الخاص به ، لتأتي سريعا فأن اباك قد توفى ، كانت بالنسبة له صدمة كبرى .

وبعد اجراءات الدفن والعزاء وجد الشاب ان الحياة اصبحت بلا اي طعم خاصة بعد ان توفى ما كان يبث له الامل في الحياة ، صبر الشاب على ما جرى له ، وبدأ ينظر الى حياته بشكل مختلف، ووجد ان موت اباه وظروفه المادية الصعبة هي فعليا لن تكون في صالح طموحه ، لكي يصبح رجل ثري ، ولكن تغلب على كل هذا وترك عمله في الشركة ، واتجه الى سيارة اباه وفكر جديا في امر التجارة ، بدأ يتاجر في المواد الغذائية لنفسه ويوم تلو الاخر تزيد تجارة الشاب ، الى وجد طموحه يبنى امام عينيه خطوة بخطوة ، السيارة لم يبيعها تخليدا لاسم والده ، بل اصبح لديه اكثر من 5 سيارات تقوم بعملية التوزيع في كافة الاماكن ، تحمل اسمه واسم اباه ، بالصبر والمثابرة وبناء الحلم ، اصبح الحلم حقيقة مع الايام .