ما أسوأ حوادث السير وما أبشعها فدائما ما نتذكر كل حادثة ونحن نسير في طرقنا أثناء السفر أو حتى أثناء السير العادي بسيارتنا ، وهذا بسبب الهاجس المستمر من الحوادث التي نسمع عنها ونراها ، فأمامنا اليوم حادث مروع بمعنى الكلمة وتقشعر له الأبدان ، في إمارة دبي وفي صباح يوم السادس والعشرون من يوليو نجد حادثة كبرى تحدث باصطدام حافلة ركاب تضم فيها  عشرون شخص وتصطدم بشاحنة شاحنة عملاقة متوقفة ليكون مصرع بعض هؤلاء الركاب والآخرين في حالة صحية سيئة للغاية ، وقع هذا الحادث في الساعة الثامنة صباحا من صباح اليوم المذكور مسبقا ، وسوف نقوم بسرد كل التفاصيل خلال السطور القادمة مفسرين أسباب الحادث وما الخطأ الذي وقعت فيه إدارة مرور دبي والذي كان حتما أن تصلح الخطأ قبل أن يقع بعده هذا الحادث الجلل.

صدفة عجيبة سبب الحادث الجلل
العجيب أن الشاحنة التي كانت متوقفة لم تكن متوقفة بسبب سهل أو عادي ولكنها كانت واقفة من اثر حادثة سابقة لها في الممر الثالث بالطريق السريع بدبي ، وهذا ما جعل الحافلة وقائدها ينخدعوا بوقوف تلك السيارة مما جعل السائق الذي كان يقود الحافلة لا يأخذ حذره إذ كانت هذه الشاحنة واقفة أم تسير ، فقامت الحادث بالاصطدام المباشر ، وكانت الفاجعة بسقوط ضحايا ومصابين كما وجدنا من هذا الحادث ، والمفجع أن وقت استخراج الجثث والمصابين كان من الصعوبة إخراج السيارتين من بعضهم البعض ، نتيجة إلى قوة الاصطدام ودخول السيارة التي كانت تحمل الركاب بقوة في الشاحنة التي كانت واقفة من قبل ، وأفاد السيد العميد سيف المزروعي أن الحادث الأول الذي كان على أثره تعطلت فيه الشاحنة ووقفت بهذه الصورة قائلا “الحادث الأول وقع بين شاحنة لنقل الحجارة تصل حمولتها إلى 70 طنا، وحافلة من نوع “بيك اب”، ما أدى لتوقفهما وسط الطريق” وبهذا جعلت الحادث الآخر يحدث كما حدث هكذا واصطدمت حافلة النقل بالشاحنة من الخلف، ما أدى إلى تضررها بشكل كبير وتهشم واجهتها الأمامية وقتل الأبرياء من المواطنين وأيضا إصابة العديد من الركاب وهم في المستشفيات ما بين حالات صعبة وخطيرة وأخرى متوسطة

خطأ واضح
من الواضح أن هناك خطأ جسيم ولا يمكن أن نصمت عنه ، فمن المفترض أن مثل هذا الحادث قد حدث في الساعة الثامنة صباحا أي انه في وجود ضوء ونور الشمس ، ومن المفترض أن الحادث الأول الذي على أثره كان من قبله بساعة أو اثنين أو حتى عشرة ، فكان من الممكن بل من الضروري أن يكون هناك تسهيلات سريعة للطريق برفع هذه السيارة أوإبعدها عن مرور السيارات فكان مؤكد حدوث أي كارثة مثل التي وقعت ، والحق يقال أن الإمارات ودبي لا يمكن أن تترك مثل هذه الأمور البسيطة والتي للأسف يقع من ورائها العديد من الحوادث مثل هذه الحادثة التي أخذت السبع أشخاص إلى الموت والثلاث عشر الآخرون إلى المستشفي ، بالتأكيد إنها أقدار ولا يمكن إلا ما يرضي ربنا إن لله وان إليه راجعون ، ولكن الحذر مطلوب ودور رجال المرور لابد وان يكون سريعا حتى لا نقع في مثل هذه الحوادث المفجعة ، ما حدث لا يمكن أن يمر مرور الكرام ولابد من التعلم من الأخطاء كي لا نقع فيها مرة أخرى ونجد حوادث وقتلى آخرون جدد على الطرق بمثل هذا المشهد المأساوي

من منبرنا هذا وكل أسرة المرسال تنعي المتوفين في هذا الحادث الجلل والذي احدث فزعة كبرى في دبي وأيضا في نفوسنا جميعا ونسأل الله العظيم أن يدخلهم في جنته وان يلهم أهليهم الصبر والسلوان ، وان يشفي هؤلاء المصابين من جراء ما حدث لهم في هذا الحادث المؤلم ، الذي لا نأمل بالتأكيد ان نراه مرة أخرى في دبي ولا في غير دبي ، فكل نفس تقتل على الطرق من هذه الحوادث بالتأكيد تفزع قلوب الناس جميعا ولكن لن نقول إلا ما يرضي الله عز وجل إن لله وان إليه راجعون